الشيخ البرهومي.

قال الشريف الحسني البرهومي الجزائري :

إعلم أنّه لكلّ جنس من المخلوقات وجودا يخصه،فمنها السّفليّة والعلويّة والغيبيّة والشهاديّة ،والبريّة والبحريّة ،وكلّما اختلفت خصائص الأجناس تباينت شؤونهم ،ولما كانت تلكم الحقيقة القدسيّة ،ليست كجنس الممكنات ولا في بعض أجزائها ، كان لها وجود فريد من نوعه ،وكذلكم لمّا كانت نسيجا وحدها في جنسها، توحدت في كيانها وسائر شؤونها ،فلم يشاركها غيرها في حضرتها الحقيقيّة ،الّتي يطلق عليها العارفون لقب : الوجود اللّازم ،أو الخلوة الأحديّة،أوعالم الوحدة،أو حضرة أو أدنى .. وإنّه وإن كان مقصورا في خيام الإطلاق ،غير أنّ له تنزّلات تعريفية على عوالم الإمكان،فيتلبس لكلّ جنس بما يناسبهم ،ليمكن التّلقي منه والتّرقي به.إذا فما الحضرة الجسديّة وشؤونها السّفليّة ،وما الحضرة الروحانيّة وشؤونها العلويّة،إلّا كضرب مثال بلسان الحال؛بل حتّى عالم الحشر والجنان والكثبان ،ماهم منه سوى تنزّلات للدّلالة والسّقي ،كيف وإنّ غاية ما ينتهي إليه المقربون في الكثيب،ماهو إلّا كلحظة من ديهور كفاحه،وهذا أوكد دليل على مغايرته لأجناس الورى(إنّي لست كهيئتكم )فإنّه لو ظهرت حقيقته كما هي عليه في عالمها، وانبسطت بما يقتضيه إطلاق شؤونها، لاستحال الوجود عدما ….انتهى

قلت : الشيخ البرهومي كما يقول عن نفسه انه كان متأثرا بالشيخ محمد الكتاني ،لهذا فأسلوبه الذوقي الصوفي يقترب من اسلوب الشيخ الكتاني

فللحضرة المحمدية من الكمالات ما لحضرة الاسماء من التجليات،ولها من العلوم ماجمع في كتاب الله المكنون، ولها من المهام على قدر الأنام، إذ مع كل مقتضى حضرة محمدية تدبر شؤونه،وتضفي عليه الرحمة واللطف…

فهو صلى الله عليه وسلم عين الرحمة الربانية والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني. ومركزالفهوم والمعاني: هوالقرءان،والقرءان بحر لايدرك قعره،ولا يحد ساحله. والإحاطة ،كانت قبل القبل في بساط الألوهية حيث اصطحبت النبوة، والرسالة،فأحاطت نبوة سيدنا محمد بالقرءان،أحاطت به ظاهرا وباطنا ،لأنه دستور الكون الإلهي،واطلعت على جميع مقتضياته، لأنها المطبقة للدستور والقائمة على استمراريته وفق الارادة الإلهية، وتعرَّفت على كل ما يريد الله إظهاره في كونه،فالقرءان هو غيابات جب كل

الحقائق﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾ .

فكل ما سيظهر في الكون الالهي النبوة على علم به ،لأنها على معرفة بكل مقتضيات الاسماء الالهية،واصطحبت مع الاسم العليم،. .قال صلى الله عليه وسلم للصحابة”سلوني عما شئتم

“لهذا كتبت في سورة الكهف “لشاىء” مخالفة للكتابة الاملائية ولم تكتب لشيء

فلايفاجئء الخليفة شئ أراده الله تعالى ولم يرضاه﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَافَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ

 فذرهم… فالكل مقدر عند الله وحكم الله سابق ،لا لاحق  .

حصل المقال على : 164 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد