السؤال الثاني والثلاثون: إذا كان العلم نور وحياة،والجهل ظلمة وموتاً،فنحن أموات لجهلنا بنفوسنا ؟.
قال تعالى(أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون)فالجاهل على العموم ميت،وقد وصف الحق تعالى الكفار بأنهم أموات(أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون)فجعل الله تعالى الكُفر موتا،والكافر ميتا،قال تعالى(وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)نورالعلم،ونور المعرفة،وعطف تعالى(وجعلنا له نورا)على قوله (فأحييناه) يقتضي المغايرة فوجب أن يكون هذا النورمغايرا لتلك الحياة ،وهو حياة تلك الحياة،هو نورالايمان ونور المعرفة. .وردت بالقرءان كلمة أموات محذوفة الالف( أَمْوَٰتٌ) وليس أموات لتشمل الجهل والكفر والموت.أماالعلم الذي لا علم بعده هو لهؤلاء الفئة من العلماء الذين عطفهم الله على الملائكة وعطف توحيدهم عليه تعالى. قال تعالى(شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُولُوا الْعِلْمِ )
أما عن معرفة النفس، ورد في الاثر :من عرف نفسه عرف ربه”.ولا يتأتى للشخص معرفة نفسه الا بعد مجاهدتها.
السؤال الثالث والثلاثون: عن قولهم فلان حاضر مع الله غائب،ما المراد بذلك؟.
حاضر مع الله في حركاته وسكناته، في ذكره، في تجارته، في حضره وسفره قائم بحدود الله متبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى (فذكروني اذكركم)فهو حاضر مع ذركه،وحاضر مع ذكر الله له،فهو ذاكر ومذكور،غائب عن الالتفات الى حضوره،حاضر مع الله بالله ،لا يوجد في قلبه سوى الله ، وهذه هي التى سموها طهارة الباطن،وهذا النوع من الصوفية هم الذين أسقطوا الياءات الثلاثة ،فلا يقولون لي،ولا عندي،ولا متاعي ،أي لا يضيفون إلى أنفسهم شيئا أي لا ملك لهم.فلا شيء يشغلهم عن الله.
يقول ابن عربي في الباب 245 ج 2 : وأهل الله في الغيبة على طبقات وإن كانت كلها بحق، فغيبة العارفين غيبة بحق عن حق، وغيبة من دونهم من أهل الله غيبة بحق عن خلق،وغيبة الأكابر من العلماء بالله غيبة بخلق عن خلق، …انتهى.