ألزم غرزه (اخر موضوع لسنة 2024)

ألزم غَرزه:أي أمره ونهيه،وهي كلمة عظيمة، تلخص معنى الاتباع الحق،قالها أبو بكر الصديق،للفاروق عمر رضي الله عنهما،في صلح الحديبية،الذي جعله الله تعالى فتحاً مبيناً للإسلام والمسلمين .
في زمننا كثرت الفتن والضلالات،والشبهات،والتأويلات الفاسدة،والتشكيك،والطعن في السنة المطهرة والحديث الشريف المبارك،فالسالك الى الله،في هذا الزمن في أشد الحاجة،وأشد ما يكون لأن يلتزم بغرز نبينا عليه الصلاة والسلام ،والتمسك بسنته،فقد أوصانا هو بذلك وأكده علينا بقوله:”إنه من يعِش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي،وسنة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ،وإياكم ومحدثات الأمور فإنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ،وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ،وكلَّ ضلالَةٍ في النَّارِ” (أخرجه أبو داوود).

كما حذرنا الحق سبحانه وتعالى عن مخالفة أمررسوله(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْيُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).(النور).
فهو صلى الله عليه وسلم، لا ينطق عن الهوى،فاتباعه إتباع لما أمر به الله،ومخالفته إتباع للهوى(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ)(الجاثية)،وهواك يريك أنَّ اختيارك ،خيرٌمن اختيار الله ورسوله صلى الله عليه.                            فألزم غَرزنبيك،وغَرز صحابته الكرام،وغَرزمن اهتدى بهديهم وسارعلى نهجهم(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(الانعام).

فعليكم بسيدنا محمد،عليكم بسيدنا محمد،عليكم به.ألزموا غرزه،فكل من وقف ببابه،ووضع خده بأعتابه، فقد أصاب الدّليل وسَعِد،وكل من هامَ في حُبّه،انْكَشفت له غَوامض آيات التنزيل،والإمداد على قدر الإستعداد.

ألزم غرزه ينكشف لك الوعاء الذي لم يَبُحْ به أبوهريرة.

فعليكم بنور الأنوار،وحامل الأسرار،السابق الذي لا يلحق وسدرة المنتهى الذي لايسبق.
ومن طلب الله من غير سيدنا محمد،فقد أتى البيوت من غيرالأبواب،ويجب رَدّه إلى إسْطَبل الدّواب،

اجتهد لتكون من زُمْرة المُصلّين على نبي الله،من الذين أحَبّوا الحبيب المختار

كونوا ممن اتبعوا شريعته،وتيقنوا بحقيقته،وتعلقوا بالصلاة عليه آناء الليل وأطراف النهار،ولزموا جنابه،ولازموا بابه،وحطوا جباههم بأعتابه،ولحقوا قطرتهم ببحر حقيقته المحمدية،ففنوا في أسرارها،وبهتوا بسحر أنوارها، فهم تائهون حيارى سكارى في فيافي خبايها وخفايها،هي قبلة أرواحهم،وكعبة أشباحهم ،  ولله در القائل:

قوم بأحمد في الكرام تمسكوا* وبحبه في العالمين تهتكوا

وبجاهه فتعلقوا وتشبكوا* فوداده حج لهم وتنسك

الحب أبكاهم وأنحل جسمهم *ومحا وأفنى في الحقيقة رسمهم

متحققين بنوره في قدسهم* أحياء قد عاشوا به في رمسهم

قد أدغموا في نعت أحمد إسمهم*متحققين بنوره في قدسهم

متطلعين لحسنه في أنسهم* متشرعين بفعله في حسهم

هذا اخر موضوع لسنة 2024(وليس صدفة كونه اخر موضوع) 

فأسأل الله تعالى أن نلزم غرزه إلى الممات.

فألزموا غرزه،ما بقي لكم من الحياة قبل الفوات جزاكم الله خيرا.

حصل المقال على : 215 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد