السؤال السادس: لِمَ كان الجسم لا يرى الروح،مع أنه قائم بها وهي أقرب إليه من كل شيء؟.
الجواب:الجواب في هذا كالجواب في مثل قولهم:لم كان الخلق لايُدركون خالقهم في هذه الدار ولايرونه مع أنه تعالى أقرب إليهم من حبل الوريد..وهذا أمرلا يُزيل شُبهته إلانور الكشف والشهود،وأما العبارة فلا تركبه أصلاً.
قلت : ولم لا نراكم أنتم الجن؟؟ لأنكم أجسام لطيفة ،ونشأتنا إقتضت أن أبصرنا لا ترى الاجسام اللطيفة،في حين بعض الحيوانات ترى الأجسام اللطيفة.
ثبت في السنة الصحيحة أن الحمار يرى الشيطان،فيكون سببا من أسباب نهيقه:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ؛فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا،وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِفَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ،فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا)(رواه البخاري ومسلم).
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ،فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ (رواه أبو داود).
قال تعالى (أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)فلايمكن رؤية الأجسام اللطيفة، إلا لمن فتح الله عين بصيرة .والروح إلهية نورانية،تتصف باللطافة،لأنها من الله(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء:85]
فعلمنا بالروح نحن الذين يعيشون في عصر الذكاء الاصطناعي،هو علم الإنسان الذي عاش في العصر الحجري،وسيبقى الجهل بها هو الصفة الخاصة بها، إلى أن يرث الأرض ومن عليها. جمعت حقيقة الروح بين كونها من الله،وكونها من عالم لا قدرة لنا في التواصل معه.
أما أجسامنا نحن البشر،فكثيفة خلقت من التراب، لهذا لنا ظل،إلاسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،هو نور لا ظل له.
الحالة الوحيدة التي نرى فيها أرواحنا،هي لحظة فراقها لأجسادنا،قال صلى(أن الروح إذا قبض تبعه البصر)لهذا تبقى العين مفتوحة عند الموت ،تشاهد الروح وهي تخرج.
فالجسم يدرك بالروح ولا يدركها .
من كان عنده جواب مفصل عن بعض الاسئلة فليرسله للنشر إن أراد مشاركته مع زوار القناة .قبل أن انشر جوابي