بسم الله الرحمن الرحيم ،قال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا”وصف الحق تعالى الشمس بالسراج الوهاج “وجعلنا سراجا وهاجا”أي الشديد الوهج والاشتعال ،فيه نوع إحراق ،ووصف القمربالإنارة.و بالجعل “تبارك الذي جعل”
وجمع الله تعالى لنبيه الوصفين في أية واحدة.قال تعالى :يا أيها النبي إنا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا . سراجا منيرا : مرسل بالإذن،وليس بالجعل،فكل صفات النبوة ذاتية لها ملازمة لحقيقتها. أي ينير دون توهج ودون إحرا،والسراج يفتقرالى الإمداد بالذهن لبقاء الضوء،وإمداده هو الوحي الالهي .
قال تعالى“قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين “ فنورانيته اصلية،أزلية،من بساط الاحدية،فهو الاول والآخر،وله استعداد لقبول هذا الإمداد،منذ أن كان” نبيا وادم بين الماء والطين “الى اخر الدهر،فالنبوة مطلقة،غير مقيدة لا بالزمان ولا بالمكان لأنها نور الله “أول ما خلق الله نور نبيك ياجابر”قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين”. وكما لا تصح الحياة بدون شمس وقمر،كذلك حقيقته هي الممدة للوجود،يستمد منها كل موجود،هي ماء الوجود ونروح الوجود ،ونفس الوجود،فانفلقت كل الانوار من نوره ،وكل الاسرار من سره،فقابلية سيدنا محمد لوحده بقوابل سائر الموجودات،فهو المستفيض الأول،والمفيض الثاني، فهو كل الوجود وبه كل شئ .فهو صلى الله عليه وسلم الرحمة التي وسعت كل شيء ”ورحمتي وسعت كل شيء”وما أرسلناك الا رحمة للعالمين”. فانتبه نور الله قلبي وقلبك،وضاعف في هذا النبي الكريم حبي وحبك.
حصل المقال على : 1٬106 مشاهدة