ياآيها الذين آمنواصلواعليه وسلموا تسليما

  بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم

 النداء:”يا أيها “في القرآن الكريم أمره عجيب فمن حيث الإحصاء، وردت “ياأيها” في المصحف الشريف 143 مرة ،إثنان منهم محذوفتا الألف ، قوله تعالى”وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ” وقوله تعالى ” سنفرغ لكم أيه الثقلان” . و143 هي 13 ×11 أي  كسر الصفة أحد × كسر “هو”، وهذا فيه من الدلالة على أن هذا النداء فيه من سر الأحدية ما فيه ،والأحدية محتد النبوة، والهوية حجاب بل حجب وهي بساط مشترك، فمن عرف نبيه فقد علم سر النداء واهتدى،و به في كل أموره اقتدى. ومن حجبته بشريته تاه وما اهتدى .ومن العجيب كذلك أن “يا أيها النبي” ذكرت في القرآن الكريم 13 عنونا عن الأحدية .فدل هذا على  الحجاب المسدول دون الأحدية من طرف الهوية (إذ النداء العام في القرآن 13 ×11 = أحدية في هوية )والنداء الخاص للنبوة ،ورد دون حجاب إذ الأحدية محتدها فافهم . و ألحقت “يا أيها” بالإسم الموصول ” الذين”  92 مرة، أي عدد كسر إسم محمد، محمد = 92. منها 89 نداء  “للذين آمنوا”  ،و 1 نداء “للذين أوتوا الكتاب”، و1 نداء “للذين هادوا “،و 1 نداء “للذين كفروا” . والإسم الموصول يفيد كما يقول اللغويون التعيين والتخصيص، فكأن في هذا العدد دلالة على أنه بالمحمدية وقع التعيين والتخصيص في الكون فاختصت أهل الإيمان بالفضل الكثير. ولم يرد النداء بصيغة يا أيها الرسول إلا في موضعيين من القرآن الكريم .

وصيغة النداء “يا أيها “جمعت بين ثلاث حروف: (يا ) (أي) (ها). فيا أداة نداء للبعيد ،وأي أداة نداء للقريب، وها أداة صلة. فانظر إلى هذا السر العظيم المخزون في هذا النداء فهو يجمع بين متناقضين فهو يبدأ بنداء بعيد ويتبعه نداء قريب ثم صلة. والذي نراه والله أعلم، أن هذا النداء يعنون عن برزخيته صلى الله عليه وسلم ” فأوحى إلى عبده ما أوحى” . ومن حيث الرسم القرآني، حذفت ألف نداء البعيد (يا) للإصطحاب بين الصفة وموصوفها، وتبثت ألف نداء القريب رحمة بالكون وأهله “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” . فبهذا لم يكن في الكون إلا الجمال، وجمال الجلال. 

ولنرجع إلى آية الصلاة، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تقرب الأمة من نبيها وتعرفهم به،وبفضله العظيم، وأنه المُخاطب الأول والمخاطِب الثاني للكون كله . والنداء كما يعرفه اللغويون هو طلب توجه المخاطب إلى المتكلم ،فنداءه صلى الله عليه وسلم للكون عنوان على أن معرفته صلى الله عليه وسلم والإستجابة له واجبة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ” ولم يقل تعالى إذا دعوكما ،والنداء دعاء ،فلاَحِظ كيف أن الآية أشارت إلى أن النداء بيا أيها هو نداء من الله ورسوله.واختص صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان من أمته فجعل لهم الحظ الأكبر من هذا النداء وهذا من فضل الصلاة على النبي في هذه الأمة (ألا ترى كما مر بنا  أن المخاطبين الأكثر من حيث العدد بنداء ” يا أيها”  هم الذين أمنوا .

موضوع مقتبس من المناقشة التي دارت في منتدى التصوف العرفاني سنة 2013 حول قوله تعالى :إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” صدق الله العظيم

أبو أحمد  

حصل المقال على : 1٬438 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد