وَدَاعِياً اِلَي اَ۬للَّهِ بِإِذْنِهِۦ وَسِرَاجاٗ مُّنِيرا

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله طه الأمين

قال تعالى ” وَدَاعِياً اِلَي اَ۬للَّهِ بِإِذْنِهِۦ وَسِرَاجاٗ مُّنِيراٗۖ (الاحزاب الاية 46)

“داعيا ” و الدعوة استمرارية  لأنها بإذن من الله وإذن الله استمراري أبدي  للناس كافة “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ “فدعوته بدأت منذ الازل اذ اخذ الله تعالى له الميثاق من الانبياء والرسل ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ  قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي  قَالُوا أَقْرَرْنَا  قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)فأقروا وشهدوا وكان الحق تعالى معهم من الشاهدين لعظمة هذا الميثاق

فكل الأنبياء كانوا يستمدون من أحمديته قال تعالى ” هذا ذكر من معي وذكر من قبلي” من قبلي من الانبياء والرسل ومن كان معهم  من المومنين .

الى ظهور جسده الشريف و اكمال الرسالة ” اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي رضيت لكم الاسلام دينا” وقال رضيت لكم، وما يرضى لك  شئ الا من كان وليا عليك ،مسؤولا على امورك (النبي اولى بالمومنين من انفسهم )

فهو خليفة الله  خلافة استمرارية قال تعالى ” اني جاعل في الارض خليفة” باسم الفاعل ‘”جاعل” الذي يفيد في حق الله تعالى مايفيده المضارع

فصحت له الخلافة الكلية والوساطة البرزخية،هو عبد حقاني نوراني، له وجهة حقية موالية للألوهية و وجهة خلقية موالية للعبودية … فسبحان من خلقه و أرسله رحمة للعالمين و نبوته صلى الله عليه و سلم نور تخرج من الظلمات الى النور .

بيده مفاتح الاسماء الالهية،ومقاليد تجلياتها ،وبالتالي دعوته استمرارية الى ان يرث الله الارض ومن عليها (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ) وهل يقال ا رتقب، لمن مات وانتهى دوره،وانتهت رسالته … لا بل هو حاضر وللكون ناظر ، شاهد على العالمين ،ورحمة لهم دنيا وآخرة .

داعيا الى الله بإذنه : هو صلى الله عليه وسلم عبد من عباد الله مأذون له في التبليغ ،تبليغ الرسالة للعالمين.وعلى معرفة مسبقة بما سيبلغه ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ  وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) فرسالته صلى الله عليه و سلم صفة له ، والنبوة كذلك ،زيدا نبيا و لا زال و لم يزل .

“وسراجا منيرا ” و السراج لغة هو المصباح و المصباح كما هو معلوم يضئ ،لكن جاءت الاية ب “سراجا منيرا” و هذا ليس مجازا  بل اقرارا بنورانيته حسا و معنى ” أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر” فهو صلى الله عليه و سلم خلق من نور “اني لست كهيئتكم ” لم يكن له ظل، لم يكن يترك اثرا على الرمل و كان يتركه على الصخر .

فكونه ” سِرَاجًا مُنِيرًا ” يقتضي أن الكون كان  في ظلمة ، والظلمة لايهتدى بها  ..في الظلمة لا يرى الشخص إلا الظلمة ، فأضاء اللّه به تلك الظلمات، وعلَّم به من الجهالات، وهدى به من ضلَالات. عرف الخلائق بالخالق، وعرفهم بالعبادات” وإن من شيء الا يسبح بحمده” ..”كل قد علم صلاته وتسبيحه”

فاللهم صل على من منه انشقت  الاسرار و انفلقت الانوار

الفقير الى عفو ربه الركراكي

حصل المقال على : 1٬030 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد