الانسان الكامل عند الشيخ عبدالكريم الجيلي:
ويقول : .. ولكن مطلق لفظ الإنسان الكامل حيث وقع في مؤلفاتي إنما أريد به : سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم تأدباً لمقامه الأعلى ومحله الأكمل الأسنى ، ولي في هذه التسمية له إشارات وتنبيهات على مطلق مقام الإنسان الكامل لا يسوغ لإضافة تلك الإشارات ولا يجوز إسناد تلك العبارات إلا لاسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ هو الإنسان الكامل بالاتفاق ، وليس لأحد من الكمل ما له من الخلق والأخلاق.
ويضيف : الإنسان الكامل : هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره ، وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين ، وصفه عبد الله ، ولقبه شمس الدين . ثم له باعتبار ملابس أخرى أسام وله في كل زمان إسم ما يليق بلباسه في ذلك الزمان.انتهى
قال رحمه الله
وله في كل زمان إسم ما يليق بلباسه في ذلك الزمان…انتهى . فالاقطاب صور
لهذه الحقيقة المحمدية فظاهر القطب فلان بن فلان (مثلا ابن عربي الحاتمي)
وباطنه نبي الله محمد بن عبد الله .اي حقيقته لا صورته .لهذا قالوا :
الغوث محل نظر الله من العالم
اي يكون محل استقرار الصفة النبوية
وربما نطقت على لسانه ،كابن الفارض رضي الله عنه وقصيدته العرفانية المسماة
نظم السلوك كلها على لسان الحقيقة المحمدية .يحكى في كتب التصوف ان
الشبلي قال لأحد تلامذته أتشهد أني رسول الله فقال التلميذ( وكان من اهل
الكشف ورآى باطن الشيخ مغمورا بأنوار النبوة) فقال : نعم .
وسمعت شيخي رضي الله عنه ورحمه و أسكنه فسيح جناته مرات عديدة يقول : لو أزلت جلبابي لوجدت محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يقول الشيخ الجيلي : الانسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه افلاك
الوجود: اي ان مراتب الوجود ما كان لها ظهور الا بسريان حقيقته صلى الله
عليه وسلم فيها، فلكل دائرة اسم إلهي مدبر لها ، ولكل دائرة مرتبة محمدية
مراقبة لها تضفي اللطف والرحمة على التجليات * وما ارسلناك الارحمة
للعالمين*
ولا داعي للدخول في التفاصيل فسيدنا الخضر عندما جاء عنده
سيدنا موسى عليه السلام ، لأخذ علوم الباطن قال له : انك لن تستطيع معي
صبرا و كيف تصبر على مالم تحط به خبرا”
فسيدنا موسى نبي ورسول ،ومن
اولي العزم ،فكيف بعامة الناس وحتى المنتسبين للطرق الصوفية أكثر هم لا
معرفة له بحقائق التصوف خصوصا وهذه الحقائق فوق طور العقل والمنطق وفي
زمننا هذا قل الصادقون والمصدقون .وكثر المدعون فكل الشيوخ أقطاب واغواث .
وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك.
في سفري الروحي صاحبت شيوخا ليس لهم من المشيخة الا اللحية، والسبحة
،والمظهر الجميل ،كانوا كلهم ((اقطاب)) بل واحد منهم كان يدعي الغوثية
…..جعجعة بدون طحين.بل لا طحين ولا جعجعة.ضيعوا لي الكثير من وقتي ولكن
المسامح كريم .فسامحهم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد صاحب الشرائع الاحمدية والشريعة المحمدية وعلى اله وصحبه