وقفات مع الجنيد( الحلقة1)

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله. 

                   ورد في صحيح البخاري عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال:….. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبْصر به ويده التي يَبْطِش الحديث ..  قوله تعالى ” كنت “هذه “الكينونة الإلهية ” تتغير من عارف لعارف للوسع الالهي فلا تكرارفي الوجود وان ظهر في الشهود.فهذا العارف يسلك على طريق، والاخر يسيرعلى طريق،والطرق الى الخالق على عدد أنفاس الخلائق . فكل عارف تحقق فيه مقام هذه الكينونة وكان يسمع بالله  ويبصر بالله ،لا شك انه لا ينطق الا بعلوم ربانية وأسرار وهبية ، ،حسب مقامه وقامته بين العارفين. وبمقتضى تجليات عصره. 

   لهذا عندما  سئل الجنيد عن المعرفة والعارف فقال”لون الماء لون إناءه” الماء هو المعاني والحقائق والعلوم اللدنية،والإناء هوالأوعية الناسوتية أي بواطن السالكين،الذين شملتهم الكينونة المذكورة ،وكان لهم  استعداد لتقبل الحقائق  .فشهود العارفين للحقيقة للمحمدية متباين وبالتالي معرفتهم تختلف، فكُلٌّ عارف حسب مقامه ذائق .وَبِتَجَلِّيَّاتِ عصره نَاطِقٌ  ، لذلك جعل الجنيد الاثر للكأس في الماء،وللظرف في المظروف،فأَيُّ لون للإناء ، ظهر الماء للناظر بحسب لون الاناء، فما حَكَم العارف على معروفه أي على  حقائق الالوهية  إلا بما وصل اليه ذوقه وأحاط به كشفه ،لا بما يستحقه الحق تعالى من المعرفة ومن التنزيه، اذ من لا يحاط بعلمه كيف يعرف قال تعالى “ولا يحيطون بعلمه” هيهات هيهات فلا سبيل الى معرفة  الذات الالهية. .

   يقول ابن عربي في الفتوحات  (باب مبدأ معرفة الله):..وأما معرفة الحق من هذا المنزل فاعلم أن الكون لا تعلق له بعلم الذات أصلاً،وإنما متعلقه العلم بالمرتبة وهومسمى الله،فهو الدليل المحفوظ الأركان،السادن على معرفة الله وما يجب أن يكون عليه سبحانه من أسماء الأفعال،ونعوت الجلال وبأية حقيقة يصدر الكون من هذه الذات المنعوتة، بهذه المرتبة المجهولة العين والكيف، انتهـى.   وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 730 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد