وقفات مع أبوالقاسم الجنيد(3)

وقفات مع أبوالقاسم الجنيد رحمه الله تعالى
قال الجنيد :لايبلغ احد درجة الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق أنه زنديق:وهذا الكلام له شاهد من القرءان : قصة موسى عليه السلام والخضر، فقد انكر موسى عليه السلام على الخضر كل أفعاله ” لقد جئت شيئا امرا” لقد جئت شيئا نكرا” وقد كاشفه الخضر بذلك قبل انكاره قال له “إنك لن تستطيع معي صبرا”
فأهل الله يُنكر عليهم وهم لاينكرون على احد ، لأنهم يعرفون أن ما في الكون إلا اسماء الله وتجلياتها “وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً” .هي الفاعلة في الوجود الكل تابع للإرادة الالهية فماعُبِد الحق الا بعلمه وما خولف الابحكمه “إليه يرجع الامر كله ”
قال الخضرلسيدنا موسى كما جاء في الحديث الصحيح : يا موسى أنا على علم علمنيه الله لاتعلمه أنت ،وأنت على علم علمكه الله لاأعلمه أنا.
يعضده قوله تعالى ” واتقوا الله ويعلمكم الله” وقول أبي هريرة كما ورد في صحيح البخاري :أخذت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين ،أما الواحد فبثته فيكم وأما الاخر فلو بثته لقطع مني هذا البلعوم ..البلعوم مجرى الطعام ،وكل من باح قطع بلعومه ف قطع بلعوم ابن العارف الاندلسي و الحلاج ،والسهروردي الاشراقي،.
هذه العلوم اشار اليها علي رضي الله عنه بقوله :إن ههنا لعلوما جمة لو وجدت لها حملة( وضرب بيده صدره ).
وإلى هذا العلم اشار صاحب الابيات.:
يارب جوهر علم لو ابوح به= لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولا ستحل رجال مسلمون دمي = يرون أقبح ما يأتونه حسناً
وكذلك صاحب الابيات:
توضأبماء الغيب إن كنت ذا سر= وإلاتيمم بالصعيد أوبالصخر وإلا تَيَمَّم
وَقَدِّمْ إماماً كُنْتَ أنْتَ إمامَهُ *** وَصَلِّ صَلاة الفَجْرِ في أوَّلِ العَصْرِ
فَهذي صَلاةُ العارِفِيْنَ بِرَبِّهِم *** فَإنْ كُنْتَ مِنْهُمْ فانْضَحِ البَرَّ بالبَحْرِ
وهذه الابيات ليست لابن عربي كما يظن الكثير بل هي لزين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم .
ولهذا كان شيوخ الصوفية الحقيقيون يأخذون العهد على كل من يريد اتباعهم وامثتال نصحهم لأن بعض مايأتون ربما يخالف الظاهر” فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا ” كالميت بين يدي غساله كما قال بعضهم وإن كان في المقولة مبالغة . فإن لم تخرج عن هواك لن تصلح للتربية …”فانطلقا “…والانطلاقة تقتضي الإسراع … فأسرع باتخاذ شيخ عارف واسرع بالذكر ،بل بكثرة الذكر، ألم يقل تعالى “سارعوا ..” سابقوا”.
اذا العشرون من شعبان خلت =فواصل شرب الليل بالنهار
ولاتشرب بكؤوس صغار= فإن الوقت قد ضاق على الصغار
وفي زمننا هذا الوقت ضاق على الصغار في كل شئ.

حصل المقال على : 1٬197 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد