وقفات مع الجنيد(5)

وقفات مع سيد الطائفة : أبوالقاسم الجنيد
عطس رجل عند الجنيد فقال :الحمد لله . فقال له الجنيد :أتممها كما قال الله ” رب العالمين “. أي قال له قل: “الحمد لله رب العالمين”. فقال العاطس :ياسيدي ومن العَالَم حتى يذكر معه .؟ فقال الجنيد :الآن ،يا أخي فإن المحدت إذا قرن بالقديم لم يبق له أثر.
العاطس في مقام الجمع والجنيد رده الى الفرق . العاطس في مقام اضمحلال احوال السائرين وانعدام كينونتهم فلا يرى في الكون الا الله .
قال أحدهم : حتى يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل.
من لم يكن( أي المحدث المخلوق ) ويبقى من لم يزل أي الله الازلي
ومقام الاحسان هو : أن تعبد الله كأنك تراه …فإن لم تكن …
فإن لم تكن…أي فناؤك، و نفي لكينونتك.
العاطس لفنائه في الحق اكتفى بقول “الحمد لله” وتجاهل كينونة العالمين ، هو حال وَلَهِ (من الوَلَه) أصحاب هذا المقام عن أنفسهم.فلا يرون وجودا حقا سوى وجود الحق تعالى ،والباقي سراب باطل وظل زائل.
اصدق بيت قالته العرب قول لبيد:
الا كل ما خلا الله باطل= وكل نعيم لا محالة زائل

حصل المقال على : 1٬125 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد