وقفات مع سيد الطائفة : أبوالقاسم الجنيد
عطس رجل عند الجنيد فقال :الحمد لله . فقال له الجنيد :أتممها كما قال الله ” رب العالمين “. أي قال له قل: “الحمد لله رب العالمين”. فقال العاطس :ياسيدي ومن العَالَم حتى يذكر معه .؟ فقال الجنيد :الآن ،يا أخي فإن المحدت إذا قرن بالقديم لم يبق له أثر.
العاطس في مقام الجمع والجنيد رده الى الفرق . العاطس في مقام اضمحلال احوال السائرين وانعدام كينونتهم فلا يرى في الكون الا الله .
قال أحدهم : حتى يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل.
من لم يكن( أي المحدث المخلوق ) ويبقى من لم يزل أي الله الازلي
ومقام الاحسان هو : أن تعبد الله كأنك تراه …فإن لم تكن …
فإن لم تكن…أي فناؤك، و نفي لكينونتك.
العاطس لفنائه في الحق اكتفى بقول “الحمد لله” وتجاهل كينونة العالمين ، هو حال وَلَهِ (من الوَلَه) أصحاب هذا المقام عن أنفسهم.فلا يرون وجودا حقا سوى وجود الحق تعالى ،والباقي سراب باطل وظل زائل.
اصدق بيت قالته العرب قول لبيد:
الا كل ما خلا الله باطل= وكل نعيم لا محالة زائل
حصل المقال على : 1٬125 مشاهدة