صلاة طلْسَمُ الطَّوَّاسِينِ وَمَكْنُونُ الحَوَامِيمِ.

شرح الصلاة الأولى من الدليل المبارك “أسرار وحقائق بين معشوق وعاشق”:

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ.سِرِّ فَوَاتِحِ السُّوَّرِ وَمَعْنَاهَا. وَطِلْسَمِ الطَّوَّاسِينِ وَالحَوَامِيمِ وَمَغْنَاهَا.وَمَكْنُونِ البَسْمَلَةِ وَمَجْلاَهَا.وَرُوحِ كَلِمَةِ﴿ٱللَّهُمَّ﴾ وَمُقْتَضَاهَا.وَقَائِدِ سَفِينَةِ الكَوْنِ وَمُرَاقِبِ مَجْرَاهَا وَمَرْسَاهَا.﴿وَمَا أَرسَلنَٰكَ إِلَّامُبَشِّراً وَ نَذِيرا وَقُرءَانا﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على صاحب الشرائع الاحمدية والشريعة المحمدية،سيدنا ومولانا محمد نبي الله،وعلى الزهراء بضعة رسول الله،وعلى اله وصحبه . نبدأ باذن الله،وبمدد من مولانا رسول الله،وبفيوضات المشرب الفاطمي مشرب الزهراء البتول بنت رسول ،شرح صلوات الدليل المبارك “أسرار وحقائق بين معشوق وعاشق“هاته الصلوات النعتيات الغائصة في المعرفة المحمدية الاحمدية،والأسرار البائية،صلوات ليس بالسهل شرحها،واستخراج كل الحقائق التي في طيها،ووضع المعنى المناسب في المكان المناسب،ولتمييز هاته الصلوات عن بعضها البعض،سميت كل صلاة باسم ،يجمل الحقائق التي في باطنها.

فواتح السور :

هي التي يسميها البعض الحروف المقطعة (في االنطق) وهي: ﴿الم﴾﴿المص﴾﴿الر﴾﴿المر﴾ ﴿كهيعص﴾﴿طه﴾ ﴿طسم﴾ ﴿طس﴾﴿يس﴾﴿ص﴾﴿حم﴾﴿حم عسق﴾﴿ ق﴾﴿ن﴾.افتتحت بها 14 سورة ،وعددها 14حرفا بدون تكرار،وهي حروف نورانية،لها علاقة بمراتب وحضرات النبوة المحمدية،والذي محتدها الأحدية.فوجود هذه الحروف في أوائل السور،يحدد معناها الباطني،والذي له علاقة بأسرار ومهام النبوة المحمدية،في الكون الإلهي،فالقرءان دستور الكون،والنبوة هي المراقبة لسير هذا الدستور ،ولن تقوم الساعة حتى تظهر كل المقتضيات الكونية المسطرة في القرءان ظاهرا واطنا(مافرطنا في الكتاب من شئ).

طِلْسَمِ الطَّوَّاسِينِ وَالحَوَامِيمِ وَمَغْنَاهَا.
“الطواسين والحواميم”كلها سور مكية،وتتابعها في القرءان،يشير إلى تسلسلها وارتباطها ببعضها البعض،فالحواميم معلولة بها المقتضيات الكونية ،التي تخرج للوجود حسب الزمان والمكان ووفق الإرادة الإلهية.رتبت في القرءان حسب ترتيبها في النزول ويدعى مجموعها” آل حم”جعلوا لها نعث”ال” لتآخيها في فواتحها لأنها أسرة واحدة و”ال” تضاف الى الشرف ،ويقال لغير المقصود تشريفه أهل فلان. قال الكميت
قرأنا لكم في ال حاميم اية = تأولها منا فقيه ومعرب  
وجمعت السور المفتتحة ب”حم” فقيل الحواميم جمع تكسير على وزن فعاليل،وثبت عن ابن مسعود وابن عباس أنهما استعملا هذا الجمع ،ومثله في السور المفتتحة بكلمة” طس” و”طسم” جمعوها على طواسين بالنون تغليبا،وأنشد ابو عبيدة ابياتا لم يسم قائلها:
حلفت بالسبع اللواتي طولت=وبمئين بعدها قد أمئت         
وبمثان ثنيت فكررت=وبالطواسين التي قد ثلثت           
وبالمفصل اللواتي فصلت= وبالحواميم اللواتي سبعت         
الطواسين وردت في ثلاثة سور:
في سورة الشعراء ﴿طسم تِلكَ ءَايَٰتُ ٱلكِتَٰبِ ٱلمُبِينِ لَعَلَّكَ بَٰخِع نَّفسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤمِنِينَ إِن نَّشَأنُنَزِّل عَلَيهِم مِّنَ ٱلسَّمَاءِ ءَايَة فَظَلَّت أَعنَٰقُهُم لَهَا خَٰضِعِينَ وَمَا يَأتِيهِم مِّن ذِكر مِّنَ ٱلرَّحمَٰنِ مُحدَثٍ إِلَّا كَانُواْ عَنهُ مُعرِضِينَ﴾.
وفي سورة النمل﴿طس تِلكَ ءَايَٰتُ ٱلقُرءَانِ وَكِتَاب مُّبِينٍ هُدى وَبُشرَىٰ لِلمُؤمِنِينَ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلأخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤمِنُونَ بِٱلأخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُم أَعمَٰلَهُم فَهُم يَعمَهُونَ أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُم سُوءُ ٱلعَذَابِ وَهُم فِي ٱلأخِرَةِ هُمُ ٱلأَخسَرُونَ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلقُرءَانَ مِن لَّدُن حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾“طس”لم تظهر ميم الدوائر الكونية،وهي الميم المدغمة الساكنة من اسم محمد (مـحـــــمــــــمـد) التي لها دور في التجليات وهي التي اتصلت باسم الجلالة “الله” فأعطت”اللهم” فالنزول بدون وساطة جبريل.فالعليم والحكيم اسمان إلهيان،أماجبريل فملك لايتصف بهذه الأسماء،هي خاصة بمن خصه الله تعالى بالاصطحاب،الذي منح النور المحمدي مجانسة مع الأسماء الإلهية.
– – وفي سورة القصص﴿طَسِم تِلكَ ءَايَٰتُ ٱلكِتَٰبِ ٱلمُبِينِ نَتلُواْ عَلَيكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرعَونَ بِٱلحَقِّ لِقَوم يُؤمِنُونَ﴾هنا ظهرت ميم الدوائر الكونية(الميم بأربعين)فكانت اشارة الى بداية الظهور، وانطلاق الازمنة والعصور،لذا تلاها قوله تعالى﴿نَتلُواْ عَلَيكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرعَونَ بِٱلحَقِّ لِقَوم يُؤمِنُونَ﴾.

قال تعالى في سورة الحجر﴿الر تِلكَ ءَايَٰتُ ٱلكِتَٰبِ وَقُرءَان مُّبِين﴾قدم الكتاب وعرَّفه،وفي سورة النمل﴿طس تِلكَ ءَايَٰتُ ٱلقُرءَانِ وَكِتَاب مُّبِينٍ﴾قدم ذكر القرءان وعرَّفه،وأَخَّر الكتاب ونَكَّره.وهذا يشير الى أن بساط”طس“أعلى من بساط”ألر“ويحمل أسرار المراتب النبوية الأولى،أكثر من غيره من البسائط،فالقرءان مقدم على الكتاب ومعرف بالألف واللام،والكتاب نكرة،وتبث رسم ألف القرءان، وحذفت ألف﴿ٱلكِتَٰبِ﴾.
كما أن “ألر“بها 3 قراءات :بالتفخيم،وبالترقيق ،والثالثة بالإمالة(الف لام ري)تشير الى عالم الظهور،ووردت واو العطف بين القرءان والكتاب،وبين الكتاب والقرءان،والعطف يقتضي المغايرة.
أما آية سورة النمل فمتعلقة بالنزول الإجمالي دون وساطة جبريل،الذي ذُكر في سورة يوسف﴿إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾وبالترجمة القرءانية التي جعلت كلام الله الأزلي عربيا﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾(الزخرف 3)فلم يكن عربيا إنما جعل عربيا.ومن الملاحظ أن اية سورة يوسف،وسورة الزخرف هما الوحيدتين في القرءان كله ،اللاتان بهما حذف ألف القرءان(قُرْءَٰنًا).

ووُصِف القرءان ب(مبين) وكذلك الكتاب،فالاية الاولى تشير الى ان “طس“بساط القرءان قبل القبل أما”الر“فعالم الظهور لذا قدم الكتاب ولذا كانت قراءة بالإمالة.
طس“الطاء في الكتابة متصلة مع السين ،ولكن في النطق تنفرد عنها،فنقول “طا،سين”.لأنها من عالم مطلق غير مقيد بالكتابة ولا بالنطق ك” ألم” :”ألف لام ميم”،أما في سورة الشرح (ألم) تقرأ ألم،كما تكتب لأنها لاعلاقة لها بالبطون المتقدم للنبوة المحمدية، والعرب كانت عندما تضم الحروف إلى بعضها وتصبح كلمة، تُنْطق كاملة متصلة،ولم تعرِف هذا الكلام.فهو كلام أزلي.
وإذا وضعنا “ألر“و”طس“تحت مجهر حساب الجمل ،حساب أهل الأسرار،الكسر يعطي الظاهر،والبسط والكسر يعطي معلومات حول الباطن. “الر”كسرها هو 213 = 7×11× 3.فكما ترى يظهر الرقم 7 وهو أس الكون و3 : النبوة والرسالة والأمية، إذ مدد الكون منهم ،و11 اشارة الى الهوية المشتركة بين جميع الخلائق ـ أما بسطا وكسرا فتساوي 641. أما “طس“فكسرها هو 309 يشير الى مراتب الحقيقة المحمدية الرئيسية اذ هو مجموع: الأحدية (13) طلسم النبوة (19) أحمد(53) محمد(92) محممد بفك الإذغام( 132).وهو عدد السنين التي لبث فيها اهل الكهف رقود.
أما بسطا وكسرا فيساوي 698. أما كسر كلمة ابليس فهو = 343 = 7 ×7 ×7 (وسبعة هو أس الكون).ولاعلاقة له بمراتب النور المحمدي.
فظاهر هذه الحروف لايفيد شيئا،ولكن للقرءان ظاهر وباطن، ولباطنه سبعة أبطن.فأسرار هذه الحروف من السبعة أبطن التي لاتعرف بالعلوم النقلية،بل بالعلوم اللدنية،والفتوحات الربانية، وبصحبة العارفين ف(طس)و(طسم)لهما علاقة بالترجمة الأولية،حيث لا مكان ولا زمان،تكلم الحق تعالى عن القرءان وعن الكتاب وليس هناك ذكر لجبريل ولا للتنزيل.

وأول من تكلم على الطواسين الشيخ الحلاج في كتابه (الطواسين) يقول: “ماخرج عن ميم محمد أحد” الميم إشارة الى الدوائر الكونية الأربعين،فالوجود كله متراص ومصطف في الدوائر الكونية.كل دائرة يدبرشؤونها اسم إلهي،وتظهر مقتضياتها بعد تجلي الإسم مع حضرة من حضرات النبوة المحمدية،لكي يكون اللطف في الكون الالهي﴿وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.
وأضاف الحلاج رحمه الله تعالى“ما دخل في حائه أحد“ربما يشير إلى الحواميم التي تخصه صلى الله عليه وسلم.ويمكن القول بأن الحواميم الستة والطواسين الثلاثة،هي مراتب برزخية وجودية قبل الظهور.تعلقت بالقرءان إجمالا،وقلت “ربما “لأنني أستغرب أن كان الحلاج يعرف حقيقة الحواميم،وهذا ليس تنقيصا منه لا.لا. ﴿وما كان عطاء ربك محظورا﴾وإنما لأن التجليات الإلهية،لم تظهر البعض من حقائق الكواسين والحواميم للعارفين،إلا في زمننا هذا،وكان شيخي رضي الله عنه،رائدا في هذه الأسرار ،ومن مشربه ارتشفت ومن يم فتوحاته اغترفت،ولم يظهر الحق تعالى إلاالقليل من مكنونها.ربما شم الحلاج رائحة علاقتها مع الحقيقة المحمدية دون التمييز.وربما أشار بالحاء الى الأحدية التي تخصه صلى الله عليه وسلم،ولاتجل بها فلا يوجد عارف أحدي، ولاعارفون أحديون،إنما هناك عارفون أحاديون (من الآحاد أي انفردوا بأسرار،خصهم الله تعالى بها).
أضاف الحلاج”إن هربت من ميدانه فأين السبيل: إلى أين تذهب ،وميدانه التجليات الإلهية،التي تُسيِّر الكون بأياد خفية،ولايوجد في الوجود شيءخارج عنها﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾حيثما ذهبت تجد النور المحمدي ينفهق عليك من كل الجهات،في الكون كله﴿فأين تذهبون)ولله الغنى المطلق…الغنى المطلق عن اسمائه وصفاته،وعن نور النبوة.لأن نور النبوة من الأحدية،وليس من الذات الإلهية،فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس الله،هو عبد من عباد الله.
فهذه النقطة النورانية المحمدية الأزلية الأبدية،أصل الكون ومبدأه، وقائده،ودليله،وشفيعه.

 يقول الحلاج رحمه الله :النقطة أصل كل خط،والخط كله نقط مجتمعة.فلا غنى للخط عن النقطة،ولا للنقطة عن الخط،وكل خط مستقيم أومنحرف فهومتحرك عن النقطة بعينها،وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين.انتهى.

ومن هنا قال بعضهم:ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه اهــ.

اي متجل فيه بأسمائه وصفاته.
يقول شيخنا ابن عربي في الفتوحات ج1 ص 102:قيل للشبلي رضي الله عنه أنت الشبلي،فقال أنا النقطة التي تحت الباء،وهو قولنا النقطة للتمييز،وهو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية. وكان الشيخ أبومدين رحمه الله يقول،ما رأيت شيأ إلا رأيت الباء عليه مكتوبة.فالباء المصاحبة للموجودات من حضرة الحق،في مقام الجمع والوجود،أي بي قام كل شيء وظهر وهي من عالم الشهادة … والفرق بين الباء والألف الواصلة فإن الألف تعطي الذات،والباء تعطي الصفة،ولذلك كانت لعين الإيجاد أحق من الألف بالنقطة التي تحتها وهي الموجودات،فالباء ملكوتية والنقطة جبروتية،والحركة شهادة ملكية،والألف المحذوفة التي هي بدل منها هي حقيقة القائم بالكل تعالى واحتجب رحمة منه بالنقطة التي تحت الباء .انتهى.

سورة التوبة بدأت بحرف الباء،بسطه وكسره يساوي 13= أحد (وهي السورة الوحيدة التي بدأت بحرف الباء دون الكلام عن البسملة الواردة في كل السور)فالباء ظاهرا حرف ظلماني، وباطنا حرف نوراني،ومن هنا قال بعضهم : أنا النقطة التي تحت الباء.
اما “الحواميم”فهو(مكان)حيث لامكان ولازمان،بساط سماع الوحي،بساط يبدأ من جبريل الذي ينزل بالوحي على الأنبياء، وتعددت الحواميم لاختلاف مراتب الأنبياء،ومقاماتهم،وأفضلية بعضهم على البعض،وأزمنتهم فليسوا سواء في أسرارهم،وفي معجزاتهم،وفي استمدادهم من الأحمدية،وأكبرهم مقاما أولوا العزم من الرسل(نوح،ابراهيم،موسى،وعيسى عليهم السلام)كما أن مراتبهم بالسموات متباينة،ومرتبة تصاعديا،فآدم في السماء الاولى،وابراهيم في السابعة.
غافر:﴿حم تَنزِيلُ ٱلكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلعَزِيزِ ٱلعَلِيمِ غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوبِ شَدِيدِ ٱلعِقَابِ ذِي ٱلطَّولِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ إِلَيهِ ٱلمَصِيرُ﴾ مجموعها 84اية كلها مقتضيات كونية خاصة بعالم الظهور وبتجليات الاسم العزيز والاسم العليم .والعزيز اسم جلالي ولكن اذا تبعه اسم جمالي يصبح مقتضاه جمالي،لهذا تطرقت الاية الى قوم نوح،وقوم موسى ،وقوم فرعون،والأحزاب،ويوم القيامة وورد بها صفات الجلال الإلهي: مقت الله ،العلي الكبير ،الواحد القهار،سريع الحساب،شديد العقاب .وختمت بخسران الكافرين .وذكرت فيها قصة مومن ال فرعون بكيفية صريحة،وذكرت صفة جمالية للحق تعالى “غافر الذنب” وبها سميت السورة.

فصلت:﴿حم تَنزِيل مِّنَ ٱلرَّحمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ كِتَٰب فُصِّلَت ءَايَٰتُهُۥ قُرءَانًا عَرَبِيّا لِّقَوم يَعلَمُونَ﴾مجموعها 53 اية هنا ظهر البساط العالم بساط الرحمانية،والبساط الخاص بالمومنين”بساط الرحيمية”والتفصيل وذكر تعالى وساطة النبوة المحمدية بين الخالق والخلائق(قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي). وذكر تعالى نماذجا من اصحاب البساط العام: عاد، وثمود،وكيف كان هلاكهم (ان الذين يلحدون في ءاياتنا لا يخفون علينا). ونمذجا من البساط الخاص(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) والملائكة(فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَايسْأَمُونَ)وختم بالقول أن القرءان جُعل عربيا،وأن التفصيل منوط بكونه عربي
قال تعالى في الاية 44(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) .  القرءآن لا يُقر إلا “بلسانين”إما عربي ،وإما أعجمي،فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربيةـ،فهي أعجمية،والأعجمي، في “لسان العرب”هو المبهم غير الواضح. و”الأعجم”هو”الأخرس”،والعجماء هي كل بهيمة لاتتكلم.فمفهوم الأعجميّ مضاد لمفهوم “العربي”،
قال تعالى(ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر،لسان الذي يلحدون إليه أعجمي،وهذا لسان عربي مبين)،يقال:رجل مُعرِب إذا كان فصيحاً مبيناً،وإن كان عجمي النسب،والإعراب هو الإبانة،والتفصيل مستمر الى اخر الدهر(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (فصلت53)

الشورى: ﴿حم عسق كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبلِكَ ٱللَّهُ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرضِ وَهُوَ ٱلعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرنَ مِن فَوقِهِنَّ وَٱلمَلَٰئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِّهِم وَيَستَغفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرضِ أَلَا إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ وكما نلاحظ فلم يذكر الكتاب في بدايتها،فهو الميزاب صاحب الشمولية ،ميزاب خاص بأحمد العبد النوراني “ كذلك يوحى إليكيا”حم عسق“.
يقول شيخي قدس الله سره أن سر تكرار الحواميم (دون حم عسق)يشير الى عدد الترجمات التي نزل بها جبريل،الذي لم يكن يعرف من أين ياتي بالوحي .ورد في الحديث المتداول عند أصحاب الكشف،أن النبي صلى الله عليه وسلم،سأل جبريل من أين تاتي بالوحي؟ فقال من وراء حجاب.فقال له النبي هَلاَّ كشفت الحجاب،فقال لم يؤذن لي،فقال النبي صلى الله عليه وسلم،إذا رجعت فاكشف الحجاب فلما قام بما أذن له النبي فيه،وجد سيدنا محمد فنزل إلى الارض ترتعد فرائصه وقال للنبي: أمنك وإليك. اهـ..ـ.

“منك”:من العبد النوراني أحمد ،الشاب الأمرد(ورد في الحديث :رأيت ربي في صورة شاب أمرد)إليك:الى (ثوأمه) العبد البشري محمد.في المعراج وقع الاصطحاب بين أحمد،ومحمد.فنزل الى أهله،أحمد هو محمد،ومحمد هو أحمد،الصفة عين الموصوف بها.نظم هذه الاسرار الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله تعالى في صلاة يقول فيها

“اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ أَوَّلِ بَارِزٍ مِنْ بُطْنَانِ الأَزَلِ،آخِرِ مَنْ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ بِمَا تلقاه منه نزل”.
قال تعالى في سورة الشورى(وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)هذه الاية تنوه وترفع من قدر،وعظمة هذا النبي الكريم .وتشير كذلك الى اقدمية نبوته،ففي البسائط الأولية أي قبل القبل ،الاتصال الاولي، كان بدون وساطة جبريل،فلا يمكن الكلام في هذه البسائط الازلية عن الكتاب ولاعلى الايمان،اذ هما يختصان بالرسالة ،وهما ينتظران عالم الظهور.ولهذا سمى تعالى القرءان في هذه الاية “روحا” وقال تعالى”من أمرنا”،ولم يقل (بأمرنا).ففي البسائط الأولية كان نور النبوة متصفا بالعبدية المحضة لخالقه،لا يعرف غير خالقه (قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين) ولم يقل تعالى”أول النبيئين”.وقال تعالى(ولكن جعلناه)“بالجعل”ولم يقل جعلناهما ،فالكتاب نور،والايمان نور.صفتان ذاتيتان لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .لذا قال تعالى(مَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَفِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)أي من يكفر بمحمد.واتبعه الحق تعالى الهداية،ونسبها للمشيئة الإلهية،الهداية الى صراط مستقيم،وكما نسبها الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم(وإنك لتهدي الى صراط مستقيم).فهو صلى الله عليه وسلم، وهو اليمان والقرءان صفته،والصفة عين الموصوف.قال الكفار وهم في النار(ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول).

الزخرف: ﴿حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ وهذه الاية صريحة فيما يخص “الجعل” ،فلم يكن عربيا ،إنما جعل عربيا،وأسرار هذه البداية أنجبت أسرارا اخرى في نهاية. الربوبية في القرءان كله لم تسبقها ياء التذلل إلا في ايتين،في هذه الاية التي في اخر سورة الزخرف قال تعالى﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾تخص عالم البطون،أي عالم الحكم قبل القبل،بساط النزول الإجمالي،تذلَلَ لصفته الأحمدية. لذا بنيت للمجهول”قيل“وهو مجهول بالنسبة لنا، اما بالنسبة للحضرة الإلهية فهو معروف.
الثانية﴿وَقَالَ ٱلرَّسُولُ یَـٰرَبِّ إِنَّ قَومِی ٱتَّخَذُوا هَـٰذَا ٱلقُرءَانَ مَهجُورا وَكَذَ لِكَ جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوّا مِّنَ ٱلمُجرِمِینَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِیا وَنَصِیرا﴾(الفرقان)والرسول مبلغ ما قيل له،ولو كان مبلغا ماعنده من العلم،لم يكن رسولا،فإن حقيقة الرسالة هو الإبلاغ .اي هناك إثنينة بين متكلم وسامع،وهي الخضوع “ادبني ربي فأحسن تأديبي“ظاهرا وباطنا.ونسبهم إليه(قومي بالياء)وهذا في عالم البطون وهو نبي،و النبي من النبأ.بعد الترجمة قبل القبل،رآى أن قومه” إن قومي“(سيتخذون”هذا القرءان مهجورا) باسم الاشارة الذي يقتضي المعاينة،وهذا يعني ان القرءان كان حاصلا لدى نبوته معروفا عندها،وهجرانهم له بعدم قراءته،وعدم تحكيمه في معاملاتهم،أي لم يعد دستورهم (وهذا حال أهل زماننا).
أما الاية﴿إِنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ﴾ فعامة تشمل كل من لم يومن بالله” قَوْمٌ “باسم الإشارة،الذي يفيد مايفيد و﴿قَوْمٌ﴾وردت نكرة لتعم جميع الأزمنة وجميع الأمم.فالنبوة على علم بكل ماسيجري في الكون الإلهي،والأنبياء والرسل نوابه،فلاشئ يفاجئه،هو المراقب الكوني،والخليفة الكلي،فالآيتان تبينان أن القرءان منه إليه.في عالم البطون،وكذا في عالم الظهور،وحضور السفير جبريل بين أحمديته ومحمديته إنما هو للتشريع،وكي لايعبد من دون الله،فهو حاضر وللكون ناظر﴿فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبينولا يقال للغائب ارتقب.
حساب قيله بالمغربي= 145 وهو أحد محممد.

الدخان:﴿حم وَٱلكِتَٰبِ ٱلمُبِينِ إِنَّا أَنزَلنَٰهُ فِي لَيلَة مُّبَٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكِيمٍ أَمرا مِّن عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرسِلِينَ﴾.النزول الإجمالي الى السماء الدنيا في ليلة القدر، الليلة المباركة التي تقدر فيها الأمور..(حم وَٱلكِتَٰبِ ٱلمُبِينِ )والواو اعتبرها الكثير من الشراح واو القسم. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك . وعن أبي أمامة قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة .
” حم ” اختلف في معناه ; فقال عكرمة : قال النبي صلى الله عليه وسلم :”حم “اسم من أسماء الله تعالى وهي مفاتيح خزائن ربك .قال ابن عباس : “حم “اسم الله الأعظم .(تفسير القرطبي)

الجاثية: ﴿حم تَنزِيلُ ٱلكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلعَزِيزِ ٱلحَكِيمِ إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ لَأيَٰت لِّلمُؤمِنِينَ وَفِي خَلقِكُم وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ ءَايَٰت لِّقَوم يُوقِنُونَ وَٱختِلَٰفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مِن رِّزق فَأَحيَا بِهِ ٱلأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا وَتَصرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ ءَايَٰت لِّقَوم يَعقِلُونَ﴾ظهور المقتضيات الكونية.

الاحقاف: ﴿حم تَنزِيلُ ٱلكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلعَزِيزِ ٱلحَكِيمِ مَا خَلَقنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضَ وَمَا بَينَهُمَا إِلَّا بِٱلحَقِّ وَأَجَل مُّسَمّى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّا أُنذِرُواْ مُعرِضُونَ﴾.ظهور المقتضيات القرءانية.
القرءان كلام الله ،وكلام الله قديم،والكلام صفة المتكلم. القرءان نزل الى بساط الرحمانية حاملا أحكامه وحكمه ،ومعانيه الشرعية الظاهرة والباطنة،وكلام الله هو معان ملتحمة بألفاظها،فلم تكن عند الله تعالى معاني اولا ثم اقتبس لها من لغة البشر ألفاظا ضم بعضها لبعض لتعطينا جملا مفيدة بلغتنا فيها حكم الله وأحكامه ،انما المعاني والألفاظ سبيكة واحدة نورانية لا انفصام لها ،فلغة القرءان شئ ،واللغة العربية شئ اخر.القرءان قديم ،واللغة العربية محدثة ألهمها الله العرب،فكيف يستمد القديم من المحدث،و كيف تحمل حروف اللغة وجملها معاني كلام الله،وكيف يأخذ السابق من اللاحق …؟فلغته لم تتطور من اللغة العربية والشعر الجاهلي ،لوكان القرءان أصلا باللغة العربية لكان معنى ذلك أنه تابع للعربية ،والعربية محدثة،ويكون الحق تعالى قد احتاج الى لغتنا ليبين لنا أوامره ونواهيه وهذا ينفي الغنى المطلق عن الله،حاشا وهو كلام الله الازلي.والحروف العربية ليست قديمة بقدم الالوهية،وهي ككل المظاهر لم تظهر حتى بساط الرحمانية.
فالقرءان كلام الله،وكلام الله لا يأخذ من كلام البشر. فاللغة العربية ليست اصلا للقرءان وهذا ما يدل عليه التدبر لكتاب الله (انا جعلناه قرءانا عربيا)بالجعل اي لم يكن وجُعل،وحسب المنطق العرفاني والكشف الاعتصامي الصراح،القرءان لم ينزل باللغة العربية،انما نزل بكلام نوراني إلهي مطلسم لا نعرفه،وترجم من طرف نور نبوة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والذي برز والقرءان من بساط واحد: الصفة الاحدية(قل ان كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين)“اول ما خلق الله نور نبيك يا حابر “كنت نبيا وادم منجدل في طينته“فالترجمة النبوية هي التي جعلت القرءان عربيا(انا انزلناه قرءانا عربيا)(يوسف) (انا جعلناه قرءانا عربيا)(الزخرف).
فترجم القرءان “الترجمة الاولى” ليوافق كلام الله كلامنا العربي (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يذكرون)(فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) ثم “ترجم الترجمة الثانية بلسان كل نبي .فأصبح كتابا وظهر فيه كل المخلوقات الكونية (اذكر في الكتاب ابراهيم)(اذكر في الكتاب مريم)….والنحل والعنكبوت والخيل والحمير والحجر والجبال ……فكل ما هو مذكور من بشر وحيوان وجماد ما ذكر الا بعد الترجمة اما كلام الله الأزلي فمنزه عند ذلك ولا يمكن لهاته المخلوقات ان تتصف بالأزلية .فالمخلوقات ذكرهم مخلوق مثلهم :محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السور كلها تتكلم عن الكتاب وكلمة﴿ ٱلكِتَٰبِ﴾وردت  محذوفة الألف،فهي إشارة الى الترجمة القرءانية،وإلى ظهور كل المقتضيات الكونية،فالقرءان دستور الكون،ولاشيء يوجد في الكون،أو سيوجد إلا وهو في القرءان،بعدما ترجم فصار كتابا (مافرطنا في الكتاب من شيء)ولم يقل تعالى ما فرطنا في القرءان من شيء،فكل ما يطلق عليه اسم الشيء،موجود في الكتاب،وكلمة الشيء أنكر النكرات.فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،هو العارف والمعرِّف والمعرَّف.الأشياء نكرة ،وتُعرَّف وتُعرف عندما تمر من قنطرة التجليات وتدخل عليها(ألْ) التي تعتبر في قواعد اللغة العربيىة تعريفية (نقول رجل:نكرة.الرجل معرف،ومعروف من ه) و(أل) ذوقيا:الألف للأحمدية واللام للمحمدية، أي أحمد محمد.فتصبح الأشياء بها،مُعَرَّفَةً وَمَعْرُوفَةً وَمُعَرِّفَةً.وهو ما أشار إليه الكتاني رحمه الله تعالى، بقوله في مزج الصلاة الأنموذجية “َحِينَ انْطِبَاعِكَ فِيكَ يَكُونُ هُوَ هُوَ لاَ أَنْتَ أَنْتَ،وَحِينَ انْبِسَاطِكَ عَلَيْهِ تَكُونُ أَنْتَ أَنْتَ لاَ هُوَ هُوَ” أي عندما يكون الشيء معرفا بِ(أَلْ)لاترى إلا محمدا حيثما توجهت(بطبيعة الحال هذا يخص أصحاب وحدة الشهود)وعندما يكون الشيء نكرة،فهو ينتظر إبان التجلي الذي سيظهره.

أما البَسْمَلَةِ:
فهي طلسم النور المحمدي الأحمدي.عدد حروفها 19 وهذا العدد هو أس القرءان 19× 6 = 114 .روى أبوهريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم قال:”كل أمر ذي بال لا يُبْدأُ فيه ب بسم الله الرحمن الرحيم أجذم” أي لا بركة فيه.

قال بعض أهل المعرفة ،البسملة كلمة قدسية من كنز الهداية، وخلعة ربوبية من خلع الولاية ،ووصلة قريبة لأهل العناية، ورحمة خاصة لأهل الجناية،شجرة الوجود تفرعت من بسم الله الرحمن الرحيم،وأن العوالم كلها قائمة بها جملة وتفصيلا،والله تعالى اعطى لهذه الكلمات سلطانا لم يعطه لغيرها من الكلمات… (من فضائل وكمالات بسم الله الرحمن الرحيم).
ذكر البسملة ،ذكر أهل الولاية،يستعمل في البداية والنهاية ،لأنها طلسم النبوة المحمدية ،وكنز من أسرار الاحمدية.يجب أن لا يخلو ورد منها،فهي تقوي الإدراك.وتفتح البصيرة .يكون ذكرها بعدد كسر حروفها أي بالعدد 1026 أو بالعدد القوي 1748 وهو 19 مضروبة في 92 أي عدد حروفها مضروب في كسر اسم محمد. 1026 = 18(كسر إسمه حي)×57 (57 كسر مجيد) إذا انقطع تجلي الإسم “الحي” عن المخلوقات أدركته الموت ،وظهوره في باطن طلسم النبوة، يعنون على أن الحياةُ مرتبِطةٌ بالنبوة بلا انفكاك “لولاك ما خلقت الافلاك”لهذا اختلف في البسملة،هل هي اية من القرءان ام لا؟ “ما عرفني حقيقة غير بي”.ومن أجل هذا السر ،وردت البسملة داخل صلاة المتردي والتي اعطيت الشيخ الكتاني من الحضرة المحمدية.
في السؤال الرقم 147من أسئلة الحكيم الترمذي: ما تأويل قول “بسم الله”؟ الجواب: هو للعبد في التكوين بمنزلة “كُنْ” للحقّ،فبهِ يتكوّن عن بعض الناس ما شاؤوا،ولكن بعض العباد له “كن” دون “بسم الله”،وهم الأكابر انتهى.

وَرُوحِ كَلِمَةِ ﴿ٱللَّهُمَّ﴾ وَمُقْتَضَاهَا.

اللهم:أي “يا ألله” أبدل حرف النداء والتدلل والإنكسار بالميم،واسم الجلالة “الله”هو رئيس الأسماء الإلهية فعند ما نقول “اللهم”فكأننا نطلب من الله تعالى أن يصلي بجميع أسمائه على النبوة المحمدية، وبالتالي فالمصلي يستجلب ظهور مقتضيات جميع الأسماء، والعرب جعلت حرف الميم عَلَماً على الجَمْع،فنقول(عليه) للواحدو(عليهم )للجماعة ،وهي كذلك من علامات التفخيم والتعظيم،فنقول: سيادتكم، وحضرتكم،وجلالتكم.فهذه الميم جمعت فيها جميع الأسماء والصفات الإلهية،فهي الميم المدغمة الساكنة في الاسم الشريف(مـحمـمـد)،واتصالها باسم الجلالة،يقتضي أن القرءان نزل دفعة واحدة،منه إليه،بدون وساطة،ولو كانت هناك وساطة أخرى،لكانت حجابا بين محمد وربه،ولكانت لها الأولية، وهوصلى الله عليه وسلم (أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)فاستحقت بذلك نبوته الخلافة الجمعية الكلية،فهو برزخ بين الحق والخلق،ومن خاصية البرزخ أن لاينـزل شئ إلاعليه،حسيا كان أو معنويا،ولايصعد شيء إلا منه.فكل العطاءات تُقسم على يديه،هو ميزاب فيضها، ويد مناولتها،ومصدر إِسدائها،ومفتاح خزائنها،”الله المعطي وإنما أنا قاسم“(الحديث) ومن قسم لك فقد أعطاك.فالخزائن لله، والتصرف لخليفته.فالدعاء لولا وساطته ماصعد ولاحَظِيَ بالإستجابة.وهذا من الأسرار الباطنة التي أوجبت تغيير القبلة.  قال تعالى﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾لأنه عندما كان الحكم للإسم الباطن،كانت كلمة التوحيد شطرا واحدا “لا إله إلا الله” كانت القبلة هي بيت المقدس،وكانت الإمامة للأنبياء والرسل السابقين.أما عندما ظهر الإمام الأكبر،بهيكله الشريف،ظهر الشطر الثاني للتوحيد“محمد رسول الله” فكان من اللازم أن يكون التوجه إلى الكعبة،حيث الحجر الأسعد والبيت الحرام،لأن الكعبة مُلكية،وفي مقابلة البيت المعمور الملكوتي، لتكون الإجابة أسرع ،ولأنه صلى الله عليه وسلم ﴿رَسُولٌ مِّنَ اللهِ﴾قبل القبل و﴿رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾عند ظهور الجسم الشريف المولود من أم وأب.فَوَلاَّه الحق تعالى،القبلة التي يرضاها لأمته،التي تمر منها التجليات الإلهية،والتي فيها المنفعة لأمته.
واسمه الشربف محمد باعتبار الميم المدغمة(محممـد) بحساب الجمل يساوي = 132أي عدد جمل: أحد (13)+ الله (66) +أحمد(53).فهذه الميم التي نابت عن ياء التذلل أظهرت بعد اتصالها باسم الجلالة،ماكان باطنا،فظهر محتد النبوة المحمدية:أي الصفة الأحدية (13) وظهر بساط الاصطحاب مع الأسماء الإلهية (66) و مع الفيضة القرءانية (53). “اللهم” مجموعها يساوي = 66 +40 = 106= 53 +53 أي النزول الاجمالي والتفصيلي،وهي أيضا 92 (محمد) +14(وهاب)وهذا يعني أن الطلبات والعطاءات الإلهية كلها تمر عبر بساط الإصطحاب(اسم الجلالة الله)والمصطحب معه(محمد)وكلها من مقتضى القرءان ،ومن مقتضى اسمه تعالى الوهاب.وكل التقديرات سطرت في الدوائر الكونية(40) أما بحساب البسط والكسر اي أن لكل حرف (جـسم،روح،نـفس،عـقل،دم أي”جرنعد” فإسم محمد بسطا وكسرا يساوي 354،وهو عدد أيام السنة القمرية،التي التشريع منوط بها.فتدبر هذه الإشارة إلى الوجهة الحقية لمولانا رسول الله، وتأمل وساطته الظاهرة،و الباطنة في كل شئ.فهو صلى الله عليه برزخ بين الرب و المربوبين،فمعاملة الخلق في حقيقة الأمر،كلها مع هذا الوسيط البرزخي العظيم﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَايُومِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَاشَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لَايَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِم حَرَجا مِّمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسلِيما﴾.

وَقَائِدِ سَفِينَةِ الكَوْنِ وَمُرَاقِبِ مَجْرَاهَا وَمَرْسَاهَا.

بالاصطحاب لبس النور المحمدي حلل الأسماء الإلهية،وحلة القرءان،وظهر الخليفة بصورة من استخلفه(ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله) ظهر خليفة كليا على الكون الإلهي،يضفي عليه الرحمة واللطف ويراقب سيره ﴿وَمَا أَرسَلنَٰكَ إِلَّامُبَشِّراًوَنَذِيرا وَقُرءَانا

وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
هذه الصلاةتحمل اسرارا كثيرة وكبيرة،وربما يجد من ليس له انسة بالحقائق في شرحها تعقيدا واشكالا

شرح مؤقت تنتظره بعض الزيادات والنقصان

حصل المقال على : 174 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد