إنما أنت لكل قوم هاد

بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.

اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و مولانا محمد و على آل سيدنا و مولانا محمد البشير النذير، بالكتاب العربي المنير ،دليل الوجود وهادي الاقوام إلى صراط مستقيم ،المثنى عليه في القرآن العظيم من الممادح ما يُكِل أقلام الكتبة ،و يتعب انامل الحسبة {إنما أنت منذر} و{لكل قوم هاد} وصحبه وسلم.

لغة يطلق نعت الهادي على الدليل،والمرشد و المتقدم و أول الشيء. و هو من من أَسماء الله تعالى سبحانه. قال ابن الأَثير: الهادي هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته ،حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده. و الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشاد. ويقال هديته الطريق بمعنى عرفته إياه و بينته له، مصداقا لقوله تعالى : { أَوأَجِدُ على النارِ هُدًى} يحفظني من التيه و الضلال. وفي حديث عبد الله بن مسعود: إِن أَحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ أَي أَحسَنَ الطريقِ والهِداية والطريقة والنحو والهيئة. وفي معجم المقايسس الهاء والدال والحرف المعتلّ: أصلانِ يفيدان التقدُّمُ للإرشاد، والآخر بَعثة لَطَفٍ.

وفي القرآن العظيم وُصف  سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم تصريحا و تلميحا بالهادي في اكثر من موضع ، قال تعالى : { وإنك لتهدي الى صراط مستقيم } و قوله تعالى جل شأنه:{ وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم } {و ادع الى ربك إنك لعلى هدى مستقيم }{ قدجاءكم من الله نور و كتب مبين يهدي به الله } يهدي به و ليس “بهما “لأن الموصوف بالنور و الكتاب  حقيقة واحدة , عملة بوجهين نبوة ورسالة ، محمدية و أحمدية. قال تعالى:{  هو الذي ارسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله} فدينه سائد على الأديان كلها ،كما ان كتابه مهيمن على الكتب السماوية بأكملها ،فالاحمدية هي المفيضة على الرسالات السماوية السابقة، و منها استمد الرسل شرائعهم { هذا ذكر من معي و ذكر من قبلي } { ياايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته } و في قراءة بالجمع { فما بلغت رسالاته }رسالات الرسل السابقين،  لذلك اعتبر الايمان بالرسل شرط واجب{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ }فالايمان بالرسل الكرام إيمان بالرسالة الشاملة لمولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ،فهم نوابه على وجه التحقيق في دعوة الخلق الى الحق { ولكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينزعنك في الامر و ادع الى ربك إنك لعلى هدى مستقيم } ولله در ابن الفارض رحمه الله في تائيته :

و كلهم عن سبق معناي دائر** بدائرتي او وارد من شريعتي

 و لما ظهر القالب المحمدي الشريف المولود من أم و أب خاطبه الحق بقوله : {اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } ليس بهم اقتدي و إنما بهداهم اقتده، فما هو إلا هديك القديم صلى الله عليك و سلم.

قال تعالى :{إنما أنت منذر و لكل قوم هاد } يفهم منها أنه منذر لهم من عذاب شديد،وانك أيضا يا سيدي رسول الله هادي لكل قوم :  إنما أنت منذر وانت لكل قوم هاد .

اذا كنت يارسول الله نذيرهم فأنت هاديهم ومنقذهم و بشيرهم.

هذه الاية دالة على  أقدمية النبوة،وتلميح يحمل في طيه الكثير : فهو الهادي في كل زمان و مكان لكل الاقوام .

لطيفة جرنعدية {1} :

و هو ان كسر “هادي الاقوام ” هو 1140 أي 114 * 10 و 114 هو عدد سور القرآن ،فالقرآن هو الهدى و هو الفرقان منه استمد الرسل و هو صفة لسيدنا محمد على نبينا وعليهم أفضل الصلاة و أزكى السلام .

لطيفة جرنعدية {2} :

قال تعالى : { كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ }

بسط و كسر هاديا هو نفسه بسط و كسر أحمد هو 334.

مما يدل على ان الراعي و المعين و النصير للرسل الكرام هي الأحمدية وهي صفة لمولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم تمدهم بالشرائع وتعينهم على دعوة الخلائق، و كله من معين القرآن الذي نزل الى نبوته صلى الله عليه و سلم جملة واحدة قبل القبل،  في عالم البطون،و نزل على جسمانيته منجما في عالم الظهور.

وفي الختام:

قال تعالى :{ وما أرسلنك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا }قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و على اله :{ وبعثت الى الناس كاف}. قالت الصديقة أمنا عائشة رضي الله عنها : { كان قرآنا يمشي } {كان خلقه القرآن }     

وصدق القاىل :

كل النبيين و الرسـل الكرام آتوا***نيابة عنه في تبليغ دعـواه

فهو الرسول الى كل الخلاىق في ***كل العصور ونابت عنه أفواه

و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آلــــــه.

المعهد الفاطمي المحمدي: الفقير جمال

حصل المقال على : 1٬329 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد