مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا يتبرك بمناقب مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها .ولدت عليها السّلام بمكة المكرمة من امها السيدة خديجة الكبرى بنتَ خُوَّيْلد.في  عشرين من جمادى الثانية لخمس سنين قبل البعثة النّبويةّ المباركة،إبّان بناء قريش للكعبة،وتحكيم سيد الورى صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر الاسعد،وفي ذلك إشارة إلى أنه في الوقت الذي بُني فيه البيت،وتمت لبناته بوضع الحجرالاسعد، تمّ كذلك وضع لبنة التمام لبيت النبوّة،بميلاد السيّدة البتول عليها السّلام،أذ بها استمر النسل النبوي،وهي الوحيدة من بين أولاده التي كانت لها ذرية .  ومن هذا النسل المبارك كان الشرفاء المطهرون ،والعارفون الربانيون . كان عُمرالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين ولادتها خمسة وثلاثين سنة.وهي اصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن زينب،ورقيّة،وأمّ كلثوم، ثمّ فاطمة -رضي الله عنهنّ.لم تلبث بعد انتقال الحبيب صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى سوى ستة أشهر،وماتت يوم إلاثنين 3 جمادى الآخرة سنة احدى عشرة للهجرة ،وغسلها زوجها سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ،وكفنها ودفنها عليها السلام بالبقيع المبارك.انتقلت رضي الله عنها الى الرفيق الاعلى،وعمرها تجاوز سبعة وعشرين ربيعا بقليل. أولادها عليها السلام : الحسن ، الحسين ،محسن، زينب ،أم كلثوم . من ألقابها (عليها السلام): الصديقة الكبرى، الزهراء، البتول، المباركة ، الطاهرة ، الزكية ،الرضية ،المرضية ،الحرة ،السيدة.  وتكنى:،أم الحسنين ، أم الحسن ، أم الحسين ، أم الأئمة.   واعظم كنية لها،هي التي سماها الرسول الكريم بها ويناديها بها: أم أبيها  وكان يقول: مرحباً بأُم أبيها. فالزهراء منذ طفولتها، كانت ترعى رسول الله ﷺ رعاية متميزة كرعاية الأم لولدها، وكانت تضمّد جراحه عند تعرض الكفار للنبي حيث كانوا يصيبونه بجروح.ولعل هذا يشير الى حبه الشديد لها، كإبنته وكأمه. كانت رضي الله عنها من أحبّ بنات النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، وأكثرهنّ اهتماماً به،ورعاية له ومن مظاهر حبّه لها أنه-صلّى الله عليه وسلّم- كان يقوم لها  رضي الله عنها- إذا دخلت عليه، ويُقبّلها على رأسها، ويُجلسها في مَجْلِسه؛ تكريماً لها، ولمنزلتها عنده. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:(ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً،وحديثاً برسول الله(صلى الله عليه وآله)من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحب بها ،وقبّل يديها ،وأجلسها في مجلسه ،فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبّلت يديه. وروى الإمام البخاريّ في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي) عن المِسْوَر بْنُ مَخْرَمة قال: قال رسول الله : “إنما فاطمة شُّجْنَةُ مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها”.

كان -صلّى الله عليه وسلّم- إذا قدِم المدينة مِن سفرٍ اوغزوة دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ،ثمّ يذهب إلى بيت ابنته فاطمة -رضي الله عنها- ممّا يدلّ على شدّة حبّه ومودّته لها، وإكرامه إيّاها، وعلى مكانتها ومنزلتها عنده-رضي الله عنها.

روى الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْعن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ: فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قُبِضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا. فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ)

وعن حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: – أتاني ملكٌ فسلمَ عليَّ، نزلَ منَ السماءِ لمْ ينزلْ قبلَها، فبشرني أنَّ الحسنَ والحسينَ سيدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ

أما عن عبادتها (عليها السلام ): فعن الإمام الحسن (عليه السلام ) أنه قال :- « رأيت أمي فاطمة (عليها السلام )قائمة في محرابها ليلة الجمعة ، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفلق عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولاتدعو لنفسها بشيء ، فقلت :- يا أماه لم تدعي لنفسك كما تدعين لغيرك ؟قالت :- يا بني الجار ثم الدار » .

وقال الحسن البصري : إنه ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة (عليها السلام ) كانت تقوم حتى تتورم قدماها .

وكانت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- من أكثر الناس صبراً، على الرغم من عِظَم المصائب التي مرّت بها في حياتها،فشاهدت اضطهاد قريش لأبيها ،وما كان يعانيه صلى الله عليه وسلم من أذى عمه أبي لهب ، وامرأته لأم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته،فكانت تتولى أمور التنظيف والتطهيربنفسها.وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب ابي طالب ،وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات،وما كادت تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها.   كذلك فَقْدها لأخواتها: رقيّة، فأمّ كلثوم، فزينب. وأثر فيها وفاة أبيها سيدنا محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- كثيرا، يقول أنس بن مالك – رضي الله عنه-: (لَمَّا ثَقُلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ: وا كَرْبَ أبَاهُ، فَقالَ لَهَا: ليسَ علَى أبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَومِ، فَلَمَّا مَاتَ قالَتْ: يا أبَتَاهُ، أجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يا أبَتَاهْ، جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يا أبَتَاهْ إلى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ: يا أنَسُ أطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أنْ تَحْثُوا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التُّرَابَ). رواه البخاري.

وصبرها عن شقاء الحياة التي كانت تعاني منه ومُرُّعَيشها، وفي ذلك قال عامر الشعبي: “قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: لقد تزوّجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه ،ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها وكان قد أرشدهما الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى ما يغنيهما عن مُرّ الحياة ومشقّتها، فقال لهما: (ألَا أدُلُّكُما علَى خَيْرٍ ممَّا سَأَلْتُمَا؟ إذَا أخَذْتُما مَضَاجِعَكُما فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، واحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وكَبِّرَا أرْبَعًا وثَلَاثِينَ، فَهو خَيْرٌ لَكُما مِن خَادِمٍ).

ومما تجدر الاشارة اليه ان سيدتنا فاطمة الزهراء تفرغت لطاعة الله .فكانت من العابدات الزاهدات، ملازمة لبيتها فلم يعرف عنها الا النزر القليل فلم تروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بِضعة عشر حديثا،منها -قالت: “كان رسول الله إذا دخل المسجد قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك”. كما ان هناك خلافات كبيرة بين اهل السنة والشيعة حول سيرتها..

واختم كلامي بصلاة مولاتنا فاطمة الزهراء التي اوردها الشيخ الدباغ:  اللهم صل على  من روحه محراب الملائكة والكون. اللهم صل على من هو إمام الأنبياء والمرسلين .اللهم صل على من هو إمام  أهل الجنة عباد الله المخلصين.  (صلاة لمولاتنا فاطمة الزهراء) وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 929 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد