من جهل شيئا عاداه

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.   يقول العارف بالله عبد الغني النابلسي:

العين واحدة والحكم مختلفُ= فمنه مفترق بل منه مؤتلفُ  

            هي الحوادث لا عين لها أبداً=قديمها درُّها والحادث الصدف         

إياك تفهم من قولي الحلول بها=لأن قولي رموز صاغها السلف

وأنت تجهل علماً نحن نورده=من بحر حق عليه الناس ما وقفوا

فقف علينا وسلم بالأمور لنا=فإن عارفنا بالغيب معترف       

     الله أكبر لا شيء يشابهه=وكل حرف عن الإدراك منحرف    

     ظهورنا عنه بالتقدير من عدم=هو الظهور له في كل ما نصف

لأنه الغيب غيب الغيب من يره=ير الحوادث تبدو عنه لا تقف

كأنها البرق وهي الأمر لاح بها=يريده الله وهو الخلق منقذف

وأمره القدر المقدور آخره=ياء الحروف بدت والأول الألف

فانظره أنت ودع ما أنت ناظره=فإنه فعله والفعل منحذف   

    وكن له مظهراً لا عنه محتجباً=فإن شمس الضحى بالبدر تنكسف

بكل شيءٍ محيطٌ قال خالقنا=فافهم فبالفهم سر الغيب

ينكشف    

جل الإله وقد عزت مظاهره=يراه قلب عن الأغيار مختلف

فتضمحل رسوم الكائنات ولا=عقل هناك ولا حس فيغترف  

          ولا يراه سواه دائماً أبداً=والكل فان كما قد قال يا نطف  

               من كان من نطف الأقذار أولهم=ماذا يرون هنا والآخر الجيف     

   الله الله رب العالمين فمن=به رأه رأى الأكوان تنعطف  

             وزال عنه ضلال في بصيرته=وما بقى عنده حزن ولا أسف             

 هذا هو الرجل المرفوع جانبه=عند الإلَه وفي الدنيا له الشرف

إذا كان أهل الله الصوفية الحق  رضي الله عنهم لا يثبتون معه غيره، لا في الأفعال ولا في الصفات ولا في الذات؛ فكيف يعتقد من لا يعرف اصطلاحاتهم، العاطل عن المعرفة والذوق أنهم يقولون بحلول الله  في الحوادث مع أنهم لا يثبتونها(أي الصوفية)  من حيث ما تعطيه مرتبة الأحدية ؟ فالصفة الاحدية ،صفة سحقية محقية لا تجل بها وبالتالي لا ظهور،فكيف اذا كان هذا هو الشأن بالنسبة لهذه الصفة الالهية ،كيف يمكن لنا الكلام عن الذات وأن ننسب لها الحلول او الاتحاد او وحدة الوجود ، هذا حماقة؟؟

 فالممكنات لها حصة الوجود بالنسبة لما تقتضيه شؤون الأسماء والصفات، ولها حصة العدم بالنسبة لما تقتضيه مرتبة الأحدية من بطون مقتضيات جميع الأسماء والصفات والنعوت والشؤون والنسب والإضافات، وإذا لم تظهر المقتضيات بحكم هذه الرتبة؛ فمن المدبر للعالم حالة هذه المشاهدة؟. إن كانت الذات؛ فلا يقدر أحد على التلقي منها مباشرة إلا البرزخ الجامع المحمدي، وإن كانت الأسماء والصفات؛ فهي باطنة كشؤونها في هذه المرتبة ؟؟

إن مصطلح “وحدة الوجود” الذي يحتسب على الشيخ الأكبر،لم يقل هو به رضي الله عنه بتاتا في كتبه ؛وإنما هومصطلح من وضع الناظرين في كتبه. فهو مصطلح نحثوه حسب فهمهم هم، لا على مقصوده هو من الكلام. هي وحدة مشاهدة “فأينما تولوا فثم وجه الله” وما قال لنا تعالى هذا الا لمعرفته ان هناك من سيصل الى هذه المشاهدة ويرى وجه الله في الاشياء.فافهم                        وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 1٬190 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد