من توسلاته ببعض أسماء الله الحسنى لكشف الكروب قصيدة أنشدها توسلا عند نشوب الحرب بين روسيا وتركيا سنة 1294هـ/ 1877م فانجلى الهم الذي أصاب المسلمين آنذاك بانتصار الأتراك، وكان قد انعزل في خلوته أسبوعين يدعو الله حتى استجيب له.وهي:
اللهُ أَكْـــــبَـرُ لاَ كَـــبِــــيـــرَ سِــــــوَاهُ * جَــــلَّـتْ مَـــحَـامِـدُهُ وَعَـــزَّ ثَــنَـــــاهُ
هَـــادِي العِــبَادِ إِلَى سَـنَـــى عِرْفَــانِهِ * لَــوْلاَ الـتَّــفَـضُّلُ مَـا اهْــتَـدَوْا لِسَـنَـاهُ
مَـلِـكُ المُــلُوكِ وحُــكْمُــهُ فـي خَـلْقِــهِ * مَـــاضٍ فَــلاَ حُــكْـمَ يُـــرَى لِـسِـــوَاهُ
وَهْــوَ السَّــلاَمُ فَـلَــمْ يَـزَلْ مُـتَـقَـدِّســاً * ذَاتـــاً ووَصْــفــاً فِـي كَــمَـالِ غِــنَــاهُ
سُبْحـانَـهُ الـقُـــدُّوسُ فِـي حَضَـــرَاتِـهِ * عَــنْ كُــلِّ مَــا لاَ يَــنْـبَـغِــي لِـعُــــلاَهُ
حَـقَّـــاً رِدَاءُ الكِـــبْـرِيَــاءِ لَــهُ فَـمَـــــا * أَرْدَى الــمُـنَـــازِعَ لَــهُ مَـــا أَشْــقَـــاهُ
وَهْـوَ الـحَفِـيــظُ لَــنَا فَـــلَيْسَ يَـــؤُودُهُ * فِــي أَرْضِـــهِ حِــفْــــظٌ وَلاَ بِـسَـمَـــاهُ
وَهْـوَ اللَّـطِـيـفُ لِـمَا يَشـــاءُ حَـقِيـقَــةً * مَــنْ حَـفَّــهُ بِاللُّـطْـــفِ مِــنْـهُ كَـفَــــاهُ
حَـسْـبِـي العَـلِيـمُ بَـكُنْـهِ حــالِي كـافِيّـاً * فـــي كُــلِّ مــا أَرْجُــــوهُ أَوْ أَخْـشـــاهُ
يـا حــيُّ يـا قـيُّــومُ يا مَـنْ كُـلَّـمَـا * نــــاداهُ مُـضْــطَــــرٌّ أَجَــــابَ نِــــدَاهُ
أَنْـتَ الْـجَـلِيــلُ الْفَـرْدُ والصَّمَـدُ الّـذِي * يُـعْـطِــي الَّـذِي يَــدْعُــوهُ كُـــلَّ مُـنَـاهُ
يَــا رَبُّ بِالــذَّاتِ الـعَلِـيَّـــةِ بِاسْــمِــهَا * بِـمَـصُـــونِ سِــــرٍّ فِـيــهِ يَـا غَــوْثَــاهُ
اكْـشِفْ كُـرُوبَ الْمُـسْلِمِـينَ جَمِـيعِهِـمْ * وأَغِــثْـهُــمْ مَـنّـاً بِـنَـصْــرِكَ يَــا هُـــوْ
واكْــبِــتْ عَــدُوَّ الــدِّيـنِ وارْدُدْ كَـيْدهُ * فِــــي نَـحْــــرِهِ وَيْــــــلاَهُ مَــــا أَرْدَاهُ
وَعَلَـى حَبِيـبِــكَ مَنْ سَــرَى فِي لَيْلَــةٍ * لِـعُـــلاَكَ فَـابْـتَهَـــجَ الْعُـــلَى لِسُــــرَاهُ
أَزْكَى الصَّلاَةِ مَـعَ السَّـلاَمِ المُرْتَضَى * مَــا أَشْـرَقَــتْ أَرْضُ النُّــهَى لِسَــنــاهُ
والآلِ والأَصْـحَـــابِ مَــا داعٍ دَعَــــا * بَـادِي الضَّــرَاعَـةِ فَاسْتُـجِيــبَ دُعَــاهُ
===========
قال أبو المواهب رضي الله عنه في شأن هذه القصيدة: “ممّا اتّفق لي في هذه الأبيات، و لم أقصده، مجيء عددها موافقا عدد البروج، و هو مؤذن بسرعة الإجابة للمتوجه بها كما لا يخفى، بحول الله و قوّته، و محض فضله و منّته”. هذه القصيدة بالزليج على جدران ضريح أبي المواهب رضي الله عنه.×
قصيدة جلالية
يا من لطلعته الغرّا إذا وضحت يسبّح القمر الوضاح لله
ومن إذا افترّ في الظلماء مبسمه عم الوجود سنى بقدرة الله
وإن تضوع نشر ورد وجنته تعطر الكون من رياه والله
فدتك نفسي هل نسيت عبدك أو قليته ومعاذ الله والله
أو خلت لوعة ذاك الثغر قد خمدت فلا وربك لا والله والله
أو أن لسعة ذلك الصدغ قد شفيت من الفؤاد فلا والله والله
أو أن لي في سوى ذاك العذار شدى تلد للنفس لا والله والله
قد شب نار هواك في الحشا خلق به تفردت منة من الله
ما إن رأيته مختالا ببردته إلا ودبت جوى وحرمة الله
فبالذي حزته من الكمال ومن لطف الشمائل تخصيصا من الله
إرفق بمن شاب في هواك عارضه واعطف عليه فدتك الروح لله
وصل حنانيك منه باللقا رحيما مهجورة ترحمن برحمة الله
للراحمين من الرحمان مرحمة جاء الحديث بها عن خيرة الله
ولا تقل إن أنجم الصبا أفلت فلم يفل نجم حبي فيك والله
لا خيل عندي أهديها ولا نشب أدني به لرضى مولاي والله
وهو الحري بأن يجيز عارضتي بما أرجيه من عطاه والله
وغير خاف عليه ما أؤمله وما أرجيه من جدواه والله
وكيف يخفى على عرفانه أملي ونور عرفانه سر من الله
فإن أبي سيدي إلا تجاهله فسوء حظي إذا أشكو إلى الله
أو كان ليس له في غير هدر دمي رأي فلله ما أحلاه لله
وما علي إذا طلبت جائزتي من أريحي عظيم القدر بالله
فللكرام ارتياح في تعاظمها لذي الحوائج تأهيلا من الله
وليس لي عند من سواه من أرب أصبو إليه وحق الله والله
وحيث أعوزني هدي أقدمه إليك بين يدي نجواي والله
جعلت نفسي هدية إليك عسى لديك تسعف بالقبول لله
وحاشا مثلك من رد الهدية إن وافته من ذي وداد حاشا لله