مقام الاحسان

قال تعالى (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)

وجه = 14 بحساب الجمل،وهو كذلك كسر اسمه تعالى وهاب.

أما وجهه= 19 عدد حروف البسملة ،طلسم النبوة  ف” وجهه” هو الحضرة المحمدية بحلل الاسماء الالهية (كل شيء هالك الا وجهه)هو وجه الله المشهود.         قال تعالى(ومن يسلم) فالاية جاءت بالتسليم أي بالخضوع لحقيقة وساطته صلى الله عليه وسلم فهو وجه الله المشهود(فأينما تولوا فثم وجه الله)ولذا تبعها(وهو محسن) جاء التسليم بشرط مقام الإحسان و جاءت الاية ب(وهو محسن)أي أصبح الاحسان صفته.

فمعرفة الحقيقة المحمدية يمر من اتباع شيخ عارف غارف .                                  يروي اصحاب الكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كشفيا سمعوا منه قوله” لايعرفني إلا من عرف من عرفني“.

قال تعالى (فَلَاوَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)فلا ايمان لمن لم يحكمه في كل اموره تحكيما ويسلمها له تسليما،فاذا كنت في مقام الاحسان، وتربيت تربية صوفية، وعرفت حقيقة النبوة،و أيقنت ببرزخيتها، وصدقت بوساطتها،وأنه صلى الله عليه وسلم قرءنا يمشي،أي القرءان صفته،فهذه هي العروة الوثقى .

(فقد استمسك) (قال تعالى استمسك   ليس أمسك ،واستفعل هو طلب الفعل ،وزيادة المبنى زيادة المعنى و الاستمساك طلب للشفاعة و القرب و الرضا و في الاستمساك جهد و اصرار و محبة فيأتي قوله تعالى بعدها (و إلى الله عقبة الأمور) و جاءت عاقبة محذوفة لأن على قدر الاستعداد يكون الامداد،وكل سالك ومجاهداته ومشربه و طريقه و مقامه …

قال تعالى(هذا ذكر من معي وذكرمن قبلي)اسم الاشارة “هذا” يشير الى القرءان ” من قبلي “من الانبياء والرسل”ومن معي”فأمته صلى الله عليه وسلم معه سابقين ولاحقين الى يوم القيامة ،وهو معهم ،ولم يقل تعالى هذا ذكر من معي وذكر من قبلي ومن بعدي،اذ هو حاضر مع أمته شاهد عليها، وتعرض عليه اعمالها.

فهذه الاية اشارة الى استمرارية النبوة وحضورها في الكون الالهي وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

عُبيد الله