مقالات صوفية1

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. 

              الحق سبحانه و تعالى يعلم بيده سر القضاء و القدر ومن هنا وصف نفسه بالرضى والغضب ومن هنا انقسمت الاسماء الالهية الى جمالية وجلالية ومن هذا الانقسام ظهرت الجنة والنار وقال جل شأنه “فريق في الجنة وفريق في السعير” فكل ما يكون من رضى الله هو جمالي وكل ما يكون من غضب الله فهو جلالي، فرضى الله السابق هو الذي جعل أقوما تعمل بأعمال أهل الجنة، وغضبه السابق، هو الذي أكب أهل الضلال في الهلاك.فصفات الله لايغيرها العبد ولا تؤثر عليها افعالنا (تعالى عن ذلك علوا كبيرا) قال أبو بكر الواسطي :لا أعبد ربا ترضيه طاعتي وتسخطه معصيتي.
والخلائق من حيث قضاء الله السابق مستعدة فطريا لاستقبال تجليات الرضى واللطف أو آثار الغضب والقهر .قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له.قال تعالى: َلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [هود] 
 يقول ابن عربي :
الوجه الاول :” إلا من رحم ربك” وهم أهل الجمع الذين عرفوه في الاختلاف في التجلي فلم ينكروه .. 

      الوجه الثاني :
“إلا من رحم ربك “فما زالوا من الخلاف، لأنهم قد خالفوا المختلفين “ولذلك خلقهم “أي من أجل الخلاف خلقهم لتظهر اسماؤه في الوجود،فماتعدى كل خلق  ما خلق،فالكل مطيع و إن كان فيهم من ليس بمطيع مع كونه مطيعا انتهى. يشيرابن عربي الى قوله تعالى”وان من شئ الا يسبح بحمده “.” كل قد علم صلاته وتسبيحه”.  وقد اشار ابن عربي لهذا الاختلاف في ابيات  مطلعها :
لقد صارَ قلبي قابلاً كلَ صُورةٍ .. فمرعىً لغـزلانٍ ودَيرٌ لرُهبانِ    

                  وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـبةُ طـائفٍ .. وألواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قـرآن  

                         أديـنُ بدينِ الحبِ أنّى توجّهـتْ .. ركائـبهُ،فالدين ديني وإيمَاني   

               وأصحاب المذهب التيمي ظنوا أن رفيقنا يقول بوحدة الاديان.  ومنهم من حرف كلام ابن عربي فقال في البيت الاخير :فالحب ديني وإيماني

قيل لأبي سعيد الخراز بما عرفت الله قال : بجمعه بيت الاضداد ثم تلا ” هو الاول والاخر والظاهرو الباطن” فإختلاف تجليات الاسماء الالهية منها الجمالي ومنها الجلالي ومنها من جمع بين الجمال والجلال هو الذي انتج اختلاف الخلائق ،وللخلاف خلقنا لا للأئتلاف ،لوسع الدوائر الكونية و لوسع مقتضيات الاسماء الالهية “كل يوم هو في شان”

 وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

 

حصل المقال على : 1٬004 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد