لولاه لم تخرج الدنيا من عدم
قال ابن عربي في الباب الثاني عشر ماخلاصته أن الله سبحانه وتعالى أول ما خلق روح نبينا سيدنا محمد وأعلمه الله بنبوته وبشر بها وآدم لم يكن إلا كما قال بين الماء والطين ولما إنتهى الزمان بالإسم البا طن في حق سيدنا محمد إلى وجود جسمه وإرتباط الروح به إنتقل حكم الزمان في جريانه إلى الإسم الظاهر فظهر سيدنا محمد بكليته جسما وروحا فكان الحكم له أولا باطنا في جميع ما ظهر من الشرائع على أيدي الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ثم صار الحكم له ظاهرا فنسخ كل شرع أبرزه الإسم الباطن بحكم الإسم الظاهر لبيان إختلاف حكم الإسمين وإن كان المشرع واحدا وهو صاحب الشرع فإنه قال كنت نبيا وما قال كنت إنسانا ولا كنت موجودا وليست النبوة إلا بالشرع المقر ر عليه من عند الله فإخبر أنه صاحب النبوة قبل وجود الأنبياء الذين هم نوابه في هذه الدنيا .لقد ثبتت له السيادة في الدنيا بكل وجه ومعنى ثم أثبت السيادة له على سائر الناس يوم القيامة بفتحه له باب الشفاعة .انتهى
يقول الامام الجيلي : أن مولانا رسول الله نسبة بين الله تعالى وبين الكون بأكمله ولو لم يكن موجودا ما كان شئ من الموجودات يعرف ربه بل لم يكن العالم موجودا لأن الله تعالى ما أوجد العالم إلا لمعرفته فأوجد النسبة أولا ثم أوجدهم من تلك النسبة ليعرفوه بها. انتهى
ويقو الشيخ الأكبر في نقش الفصوص :… وجعله الله تعالى العين المقصودة من العالم كالنفس الناطقة من الشخص الإنساني ولهذا تخرب الدنيا بزواله ,وتنتقل العمارة إلى الآخرة من أجله فهو الأول بالقصد والآخر بالإيجاد والظاهر بالصورة والباطن بالسورة أي المنزلة فهو رب للعالم وعبد بالنسبة لله .انتهى
قال تعالى :فإمانذهبن بك فإنا منهم منتقمون” فغياب النبوة عن الكون الالهي يفتح الباب للجلال المحض ويؤدي بالكون الى الهلاك
لأن الحق تعالى غني عن عبادة من يعبده ولم يخلق الكون له ،ورغبة فيه إنما خلقه لإظهار اسمائه وصفاته ،فوجب خلق وساطة بينه وبين خلقه،وساطة تكون منهم “لقد جاءكم رسول من أنفسكم” ومن جنسهم ، أي أنه على صورتهم ولد بين أظهرهم يعرفونه بشر مثلهم
فالاشياء بوساطة نور النبوة تخرج منو وجود علمي الى وجود عيني
من وجود علمي لأنها غير مخفية عن الله فهي مشهودة له في حال عدمها قال تعالى “إنما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون” وسماه شيئا وصدق العارف بالله البوصيري حين قال لولاه لم تخرج الدنيا من عدم