مع الشيخ الجيلي

وقفات مع الشيخ عبد الكريم الجيلي .
يقول : ….وقد كنت أسست الكتاب( اي الإنسان الكامل في معرفة الأوائل والاواخر) على الكشف الصريح …فأمرني الحق لإبرازه بين تصريحه و ألغازه، ووعدني بعموم الانتفاع .فقلت طوعا للامر المطاع …ولتجد طريقا الى ما يجريه الله على لساني في هذا الكتاب فتبلغ مبلغ الرجال….انتهى[الانسان الكامل)
يقول : الإنسان الكامل : هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مقابل للحق والخلق والباقون من الأنبياء والأولياء الكمل صلوات الله عليهم ملحقون به لحوق الكامل بالأكمل ومنتسبون إليه انتساب الفاضل إلى الأفضل انتهى.

الانسان الكامل مقابل للحق بوجهته الحقية التي هي من مقتضى الاحدية ومقابل للخلق بوجهته الخلقية لأنه مولود من أم وأب ،وبطبيعة الحال الباقون (الانبياء والرسل) شعرة في جسده الشريف وقطرة في بحر حقيقته المحمدية ” أنا سيد ولد آدم ولا فخر” آدم ومن دونه تحت لوائي” وقال صلى الله عليه وسلم : كلكم من ءادم وءادم من تراب” انتبه الى قوله عليه الصلاة والسلام “كلكم” ولم يقل كلنا.
أما الأولياء فكل ولي على قدم نبي (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل) وكل قطب من مقامه ذائق وبتجليات عصره ناطق
اقول وبتجليات عصره ناطق اي لا يردد كلام من سبقنا ويرجع بنا إلى الوراء عدة قرون يشرح كلام من سبق ،ويمزجه ،ويغزله غزلا لغويا ،ظاهره مخالف لما قاله صاحب الفتح الاصلي..
قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم * وقل ربي زدني علما* والتكرار ليست زيادة، بل تكثير في الكلام دون فائدة . الزيادة الحقيقية تقتضي الجديد وعطاء الله واسع *وما كان عطاء ربك محظورا *…* وإن من شيء إلا عندنا خزائنه* والخزائن مملوءة…..فمن صحت له الخلافة و كانت عنده أوراق اعتماد صحيحة اي إذن نبوي صريح، صح له الاغتراف من الخزائن .وصح له ان يقول كما قال القائل:اخذتم علومكم ميتا عن ميت واخذنا علومنا عن الحي الذي لايموت..او ان يقول :حدثني قلبي عن ربي….وسيأتي على الناس يوم يسأل فيه الصادق عن صدقه قال تعالى *ليسأل الصادقين عن صدقهم* وصفهم بالصدق ومع ذلك يسألهم عن صدقهم ،هذا غاية البحث والتنقيب عن نية هذا الصادق ،و هو صادق….. فهل صدقه قصد به وجه الله؟ ، فما بالك بمن ليس بصادق!!!! وقصد بافترائه حطام الدنيا .الموقف صعب ،الوقوف بين يدي الله ليس أمرا هينا خصوصا و يوم القيامة هو تابع لأيام الربوبية،و جد طويل *ان يوما عند ربك بألف سنة مما تعدون* ألف سنة !! اللهم استرنا دنيا وآخرة ولا تخزنا يوم القيامة..فكن حذرا اذا اردت ان تبلغ مبلغ الرجال كما قال الجيلي رحمه الله تعالى