مع الجنيد القواريري(6)

وقفات مع أبوالقاسم الجنيد رحمه الله
سئل الجنيد: بما نلت ما نلت ؟ فقال :بجلوسي تحت تلك الدرجة 30 سنة انتهى.
قلت
السالك إذا لزم العزلة والذكر وفرغ باطنه من السوى،ولزم باب ربه،لاشك يهديه تعالى سبله الربانية ” والذين جاهادوا فينا لنهدينهم سبلنا” (والسبل منها ماهو سيرظاهرومنها ما هوسلوك باطن) ويعلمه من علومه اللدنية .قال تعالى”واتقوا الله ويعلمكم الله “كما علم الحق تعالى عبده الخضر”عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه ومن لدنا علما” .

قال الجنيد :علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة وفي رواية (مشيد) انتهى
يشير الجنيد الى أن التصوف علم مبني على الكتاب والسنة وهو نتيجة العمل والاجتهاد في الطريق الى الله (جاهد تشاهد) فاتباع كتاب الله والاقتداء بنبيه صلى الله عليه يميز التصوف الحقيقي عن غيره أي ما يظهرمن أرباب النظريات الفلسفية،والمتكلمين،وأصحاب المجاهدات والرياضات على غير طريق الشرع كالسحرة .
فالعلم اللدني وهب إلهي ناتج عن التقوى والعمل بالكتاب والسنة. الصوفية إلتزموا بالشريعة ،فأوصلتهم إلى المشرع الذي عرَّفهم بالحقيقة.”إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا”..”ويجعلكم نورا تمشون به “. فعرفوا ربهم بربهم .سئل ذا النون بما عرفت ربك قال :عرفت ربي بربي ولولا ربي ماعرفت ربي. عرفوا مكون الاكوان وربها ،غيرهم اشتغل بالصور و غفل عن المصور.
قال أحد العارفين كل فتح لا يشهد له الكتاب والسنة فليس بشئ.
يقول ابن عربي في الباب 373:واعلم أن جميع ما أتكلم به في مجالسي وتصانيفي إنما هو من حضرة القرءان وخزائنه فإنني أعطيت مفاتيح الفهم والإمداد منه….اهـ
يقول الجيلي: ….وقد كنت أسست الكتاب على الكشف الصريح (يقصد كتاب الانسان الكامل) …فأمرني الحق لإبرازه بين تصريحه و ألغازه، ووعدني بعموم الانتفاع فقلت طوعا للامر المطاع .اهـ.. (الانسان الكامل).
وابن الفارض يقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمره بتسمية تائيته(نظم السلوك)
فلا يفتح للولي إلا في الفهم في كتاب الله .قال تعالى”ما فرطنا في الكتاب من شئ” فكل شئ في كتاب الله،ولا يخرج علم الولي عن الكتاب والسنة قال صلى الله عليه وسلم : من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة”فسن له أن يسن،ولكن ما لايخالف شرعا مشروعا، ولايحل ما حرم الله .ومن هنا جاءت الاوراد الصوفية والاحزاب والاجتماع على الذكر،والذكرالجهري،كلها بالتبعية للشريعة المحمدية،وليست امرا محدثا فيه …. “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”(الحديث)
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد