مشهد نور الستور بطلوع نجم التأييد

المشهد الثالث ،الشرح(1)

هذا المشهد طويل جدا من أراد أن يطلع عليه كاملا،فليحمل كتاب المشاهد ،او ينظر اليه على مجموعة تلغرام

 

المشهد الثالث:مشهد نور الستور بطلوع نجم التأييد

أشهدني الحق بمشهد نور الستور وطلوع نجم التأييد .وقال لي :أتعرف بكم حجبتك ؟قلت :لا .قال: بسبعين ستارة.فإن رفعتها لم ترني،وإن لم ترفعها لم ترني .ثم قال لي:إن رفعتها رأيتني،وإن لم ترفعها رأيتني.ثم قال لي : إياك والاحتراق .ثم قال لي :أنت بصري،فكن في أمان:وأنت وجهي،فاستتر.ثم قال لي :ارفع الستور كلها عني، واكشفني،فقد أبحت لك ذلك،واجعلني في خزائن الغيوب حتى لاترى غيري،وادع الناس إلى رؤيتي،وستجد خلف كل ستار ما وجد الحبيب .فتأمل واقرأ:”سبحان”فإذا وصلت “السميع البصير”فافهم مرادي ،وأخبر العباد بما رأيته،تشوّقهم إلي وترغبهم فيّ وتكون رحمة لهم ثم قال لي:ارفع الستور واحدا فواحدا.

الشرح
أشهدني الحق بمشهد نور الستور وطلوع نجم التأييد:

ستربمعنى غطى،وأخفى والستورجمع مفرده سِتر،الستور هي الأسماء الإلهية وحضرات  النبوة المحمدية،وهم الوجه المذكورفي قوله تعالى(فأينما تولوا فثم وجه الله).

 هوستر نوراني حاجز دون معرفة حقائق الألوهية،فضلا عن الذات الإلهية.

 “طلوع نجم التأييد” : سماه “نجم” لظهوره،وطلوع هذا النجم يَظهر بعد التجلي،والتجليات تَظهر المقتضيات الكونية،فنجم التأييد هي الأسباب الظاهرة للعيان، تؤيِّد بطون تجليات الأسماء الالهية، التي وضعها الله تعالى في كونه.و تؤيد تَسَتر حقائق الالوهية،ومن يتصف بالتأييد يجب أن تكون عنده قوة.فقوة الأسباب ناتجة عن قوة الأسماء،فالأسماء الإلهية هي المسيرة للدوائر الكونية بأياد خفية،وهي المؤثّرة في العالم، ولكل حقيقة وجودية إسماً يخُصّها من الأسماء،ووجود الحضرة المحمدية ضروري لكي يكون اللطف في الملك الإلهي(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).

يقول ابن عربي في الباب 207 ……” ثم إن الله جعل الأسباب حجبا عن الله، وركنت النفوس إليها ونسي الله فيها ،وانتقل الاعتماد عليها من الخلق .انتهى.

قال تعالى(ياايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد)فكل ما يفتقر اليه يصب في مقتضى اسم من اسماء الله،ولايوجد شيء في الكون خارج عن تجليات الأسماء الإلهية،ومن قوة الاسباب كذلك أن الحق تعالى أثبتها،وما أثبته الله فلن يستطيع العبد رفعه  فعلينا أن نأخذ بها،ولا نتوكل عليها،فهو تعالى الفاعل الحقيقي من وراء حجاب الأسباب، فالأخذ بالأسباب من صفات المومنين،والتوكل على الله مقام من مقامات السالكين.          فالحكيم هو الذي ينزل الأسباب حيث أنزلها الله ،ولا تكون سترا له عن رؤية الفاعل الحقيقي في الوجود.

ف“نور الستور“لا نراها،أراها الله تعالى سيدنا ابراهيم عليه السلام (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين)ورؤيتها يتبعها الإيقان، فليس الخبر كالمعاينة،ويراها العارفون أصحاب مقام وحدة الشهود.لذا قال له” إن رفعتها رأيتني“.  أما نجم التأييد فالكل يراه. 

قال سيدنا ابراهيم عليه السلام (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَيُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)فأورد تعالى الهوية حيث كان السبب،وحذفت حيث الامور لاتحتاج الى سبب(وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)…فالخلائق تسير تحت تجليات الاسماء،وفي كل الخلائق حضرة من حضرات النبوة المحمدية سارية فيها وهي القائمة (مع الاسم المتجلي عليها)على شؤونها.قال تعالى (وأَوْحى‏ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)فالوحي وَعَته هذه الحضرة المحمدية، وصارت بمقتضاه غريزة النحل.
وقال لي :أتعرف بكم حجبتك ؟قلت :لا .قال :بسبعين ستارة:

ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :”إن لله سبعين حجابا من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل ما أدرك بصره”.
فإن رفعتها لم ترني،وإن لم ترفعها لم ترني لأن الحق تعالى لايحجبه شيء لو حجبه شيء لكان(تعالى وتقدس تعالى عن ذلك)مقهورا تحته،قال صاحب الحكم: كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي أَظْهَرَ كُلَّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ بِكُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ فِي كُلِّ شَيءٍ!كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ لِكُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَالظّاهِرُ قَبْلَ وُجودِ كُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الواحِدُ الَّذِي لَيْسَ مَعَهُ شَيءٌ! كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَقْرَبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!وكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَلولاهُ ما كانَ وُجودُ كُلِّ شَيءٍ! ياعَجَباً كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجودُ في العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ!.انتهى.

هذا من حيث ألوهيته،أما من حيث ذاته العلية،فلا علاقة لها لا بالستور،ولا برفعها،أم عدم رفعها.

ويقول ابن عربي في ص 51 ج 1 :…. فأنا الكبير المتعالي لا يحدني الحد،ولا يعرفني السيد ولا العبد، تقدست الألوهة فتنزهت أن تدرك،وفي منزلتها أن تشرك ،أنت الأنا وأنا، فلا تطلبني فيك فتعنى، ولا من خارج فما تتهنى،ولا تترك طلبي فتشقى،فاطلبني حتى تلقاني فترقى،ولكن تأدب في طلبك واحضر عند شروعك في مذهبك،وميز بيني وبينك، فإنك لا تشهدني،وإنما تشهد عينك،فقف في صفة الاشتراك وإلا فكن عبدا،وقل العجز عن درك الإدراك إدراك تلحق في ذلك عتيقا وتكن المكرم الصديقا ثم قال لي اخرج عن حضرتي..انتهى‏

ثم قال لي:إن رفعتها رأيتني ،وإن لم ترفعها رأيتني..لأنه هو تعالى من حيث ألوهيته هو الظاهر في المظاهر،مطلق غير مقيد بستر ولاجهة،فإن كنتَ من أصحاب وحدة الشهود ورفعتها رأيتني. وإن لم ترفعها رأيتني،ولكن غابت عنك معرفتي في ذلك التجلي قال صاحب الحكم” كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ فِي كُلِّ شَيءٍ”.

يقول ابن عربي في الصلاة الفيضية:اللَّهُمَّ يَا رَبِّ يَا مَنْ لَيْسَ حِجَابُهُ إَلاَّ النُّورَ،وَلاَ خَفَاؤُهُ إَلاَّ شِدَّةَ الظُّهُورِ.

يقول ابن عربي قدس الله سره كذلك في الصفحة 49 ج 1 : … وإن إحتجبت عنك في “جَمْع”، تجلّيت لك في “مِنىً”.مع أنّي قد أعْلَمتك أنّي “وإن إحتجبت فهو تَجلّ لا يَعرفه كل عارف”،إلا من أحاطَ علماً بما أحَطت به من المعارف.ألا تَراني أتَجلّى لهم،في القيامة،في غيرالصورة التي يَعرفونها والعَلامة. فيُنكرون ربوبيتي،ومنها يتعوذون،وبها يتعوذون ولكن لا يشعرون،ولكنهم يقولون لذلك المنجلي نعوذ بالله منك،وها نحن لربنا منتظرون ،فحينئذ أخرج عليهم في الصورة التي لديهم فيقرون لي بالربوبية ،وعلى أنفسهم بالعبودية ،فهم لعلامتهم عابدون وللصورة التي تقررت عندهم مشاهدون،فمن قال منهم إنه عبدني فقوله زور،وقد باهتني وكيف يصح منه ذلك، وعند ما تجليت له أنكرني،فمن قيدني بصورة دون صورة فتخيله عبد وهو الحقيقة الممكنة في قلبه المستورة،فهو يتخيل أنه يعبدني وهو يجحدني والعارفون ليس في الإمكان خفائي عن أبصارهم، لأنهم غابوا عن الخلق وعن أسرارهم، فلا يظهر لهم عندهم سوائي،ولا يعقلون من الموجودات سوى أسمائي، فكل شي‏ء ظهر لهم وتجلى، قالوا أنت المسبح الأعلى فليسوا سواء فالناس بين غائب وشاهد،وكلاهما عندهم شي‏ء واحد، فلما سمعت كلامه وفهمت إشارته وإعلامه جذبني غيور إليه وأوقفني بين يديه‏ انتهى…

فهناك تجليات إلهية لايحققها إلا العارفون الكبار.قال له: وإن إحتجبت فهو تَجلّ لا يَعرفه كل عارف”، إلا من أحاطَ علماً بما أحَطت به من المعارف.”إن رفعتها رأيتني،وإن لم ترفعها رأيتني”.

ثم قال لي : إياك والاحتراق.اشارة الى الحديث:”إن للّه سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما امتد إليه بصره من خلقه”.

يقول في الصفحة 459 – من الجزء الثاني: فاعلم إن للوجه الإلهي سبحات محرقات لو لا الحجب لأحرقت العالم، فلا تخلو هذه الحجب إما أن تكون من العالم،ولا شك أن السبحات لو لم تنبسط على الحجب،لما كانت حجبا عنها،ولو اقتضت السبحات الإحراق،احترقت الحجب ثم لا تخلو الحجب أن تكون كثيفة أو لطيفة،فإن كانت لطيفة لم تحجب كما لم يحجب الهواء اتصال شعاع الشمس بالأجسام الأرضية،وإن كانت كثيفة كالجدران وأشباهها فلا خفاء إن الجدار يسخن بشعاع الشمس إذا كان متراص الأجزاء غير مخلخل، ثم إن النور لا تحجبه الظلمة لأنه ينفرها فلا تجتمع به لكن تجاوره من خلف الحجاب الموجد للظلمة التي تباشر النور ،فالظلمة تجاور الشعاع والموجد للظلمة يقبل انبساط الشعاع عليه فلا تكون الظلمة حجابا بهذا الاعتبار وقد ثبت كونها حجابا وكون النور حجابا على نور الوجه والنور يتقوى بالنور لا يحجبه،فافهم حقيقة سبحات الوجه وإنها دلائل ذاتية إذا ظهرت أحرقت نسبا لاأعيانا فتبين أنها عين تلك الأعيان أعني الوجه،فزال الجهل الذي كانت ثمرته إن العالم ماهوعين الوجه،فبقي العالم على صورته لم تذهبه السبحات،بل أثبتته وأبانت عن وجه الحق ما هو،فكان الحجاب معنويا فاحترقت النسبة. انتهى…

وهل هناك شيء لا يصله بصره؟والسبحات أول ما وجدت في انتشارها الحجب،لو كان مقتضاها الإحراق،لأحرقت الحجب، فالحجب.والسبحات من نفس البساط القدسي. والاحراق نسبي.

ثم قال لي :أنت بصري،فكن في أمان :وأنت وجهي ،فاستتر.

ورد في في الحديث كنت بصره الذي يبصربه….فكن في آمان من الإحتراق،وأنت وجهي فتجليات أسمائي تستقر في قلبك،وما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلبك.فاستتر بالعبودية،وكن على خطى نبيك(إنما أنا بشر مثلكم)وابق على أصل حقيقتك من العدم ، فالوجود الواجب لي،والوجود الممكن لك.فالوجود وان ظهر بك فهو وجودي، كسوتك إياه،ونسبته إليك،وهو عين تجليات أسمائي، وما أنت إلا ظل رداء النور المحمدي الأحمدي.

يقول الصفحة 420 – من الجزء الأول: الوجود هو ليس أنا،بل هو أنت،وما أنا أنت،فأنا أنا،على ما أنا عليه لذاتي،وأنت أنت على ما أنت عليه لذاتك،ومني فلك الظهور في ،بما وصفتني به من الوجود،وما لي ظهور فيك، بما أنا عليه في حقيقتي من الإمكان..انتهى.

ثم قال لي :ارفع الستور كلها عني،واكشفني،فقد أبحت لك ذلك،واجعلني في خزائن الغيوب حتى لاترى غيري.
قال تعالى(فأينما تولوا فثم وجه الله)فمن يرى هذا الوجه،يكون قد كشف الستور،والاية تبيح له ذلك، فالحق تعالى لا يكلفنا ما لانطيق، فما قال لنا هذا،الا لمعرفته تعالى،ان منا من سيرفع هذه الستور،ويكشف عن هذا الوجه،ويراه أينما تولى،ويجعل ما وصل اليه من المعرفة في خزائن القلوب،فالحقائق الربانية موطنه القلب.قال تعالى (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب).أوفي غيابات جب الغيوب،ولن يرى غيره أينما تولي.

يقول في الصفحة 362 الجزء الثاني :…إذا تخللت المعرفة بالله أجزاء العارف، من حيث ما هو مركب ،فلا يبقى فيه جوهر فرد إلا وقد حلت فيه معرفة ربه،فهو عارف به بكل جزء فيه،ولو لا ذلك ما انتظمت أجزاؤه’ولا ظهر تركيبه ولا نظرت روحانيته طبيعته فبه تعالى انتظمت الأمور معنى وحسا وخيالا. انتهى.                                                فهو في كل اجزاء جسمه لا يرى غيره ولا يعقل سواه

قال الشيخ ابن مشيش لأبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهما: يا أبا الحسن،حدد بصر الإيمان تجد “الله”في كل شيء،وعند كل شيء،ومع كل شيء،وقبل كل شيء،وبعد كل شيء،وفوق كل شيء،وتحت كل شيء،وقريبا من كل شيء،ومحيطا بكل شيء.

وادع الناس إلى رؤيتي،هذا مقام التربية والتسليك.

وستجد خلف كل ستار ماوجد الحبيب، الحبيب هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب المحبوبية الكبرى والخصوصية العظمى

فتأمل واقرأ :”سبحان “فإذا وصلت “السميع البصير”فافهم مرادي.

قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).الاسراء لا يكون الا لرؤية الايات، وبداية سورة الاسراء تحمل اسرارا جمة (بعبده ليلا) وليس بنبيه.

قال تعالى“سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ”والإسراء لا يكون إلا ليلا،وأكده تعالى بقوله “ليلا “لرفع الإشكال،حتى لا يظن أحد ،أنه أسري بروحه،أوإنما هي رؤيا منامية.وقوله تعالى“ليلا ”اشارة الى البطون السابق لنورالنبوة،قبل القبل،في البسائط الأولية وانتقاله في هذه المراتب بداية من بساط الأحدية إلى دائرةالألوهية،وبعد ذالك الظهور،وهذه الاشارات هي التي عنون عنها رسم كلمة (اليل)مخالفا للعربية بدون لام (الليل)،وكذلك ورود التسبيح “سبحان”بالمصدرالغير مقيد بالزمان،وهوتنزيه وتعظيم للخالق،وقال تعالى “بعبده” ولم يقل بنبيه :                                                                           أولا لأنه في عالم البطون النورالمحمدي لم يتصف بَعدُ بالصفة النبوية،إذ النبوة من النبأ ،والنبأ يتطلب وجود من ينبئهم أي الخلائق،                              وثانيا لفتح الباب لأولياء الأمة المحمدية،فالعبدية فتحت الباب للاولياء اصحاب المقامات القعساء فكان لهم معراجا يخصهم.وكتبت المسجد الاقصى بألف مقصورة، مخالفة للعربية، وليست الاقصا، بألف الممدودة.فالمسجد الأقصا كما يفيد بيت المقدس،الذي كان هو الاقصا في زمانه(وفي زماننا من هو اقصا منه)فهو يفيد أنه أقصى محل للعبادة،فقد أسري به صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة،حيث البيت المعمور،وهو اقصا مسجد في الكون الالهي ولاحظ في الآية إنقلاب الضمير فقال(لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا)بينما لو اتبعنا اللغة لقلنا: ليريه.وفي سورة النجم(لقد راى من ايات ربه الكبرى).

فتأمل واقرأ وافهم مرادي.وأخبر العباد بما رأيته،تشوّقهم إلي ،وترغبهم فيّ ،وتكون رحمة لهم.

بالنفحات الربانية التي يرددها العارفون في تغزلاتهم،وصلواتهم بالاحمدية على المحمدية، وبهذه التغزلات تظهر المقتضيات، وتترقى العلوم والفتوحات والابداعات: 

 لكل عصر واحد يسمو به =وأنا لباقي العصر ذاك الواحد.

وتكون رحمة لهم .

يقول ابن عربي في احدى صلواته: اللهم يا جامعَ الناس ليومٍ لا ريبَ فـيه،اجمعنـي بـه وعليه وفـيه،حتى لا أفارقَه فـي الداريْن، ولا أنفصلَ عنه فـي الحالين،بل أكونُ كأني إياهُ فـي كل أمرٍ تولاه،من طريقِ الإتباع والانتفاع لامن طريقِ الـمماثلةِ والارتفاع، وأسألك بأسمائك الحسنى الـمستجابةِ،أن تبلّغَنـي ذلك مِـنّةً مُستطابة،ولا تردَّني منك خائباً،ولا ممّن لك نائباً، فإنك الواجدُ الكريمُ، وأنا العبدُ العديم، وصلّى الله وسلـم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،والحمد لله رب العالـمين .انتهى.

فالأولياء جميعاً في كل زمان ومكان وُجوه محمدية،لأن النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حَوى في حقيقته مع ذات النبوية ذات الولاية .لذا قال : بل أكونُ كأني إياهُ فـي كل أمرٍ تولاه،من طريقِ الإتباع والانتفاع. وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة،وابن عربي كذلك رحمة من طريق الاتباع والانتفاع.لا من طريق المماثلة فهو ليس الا ظل رداء النور المحمدي الاحمدي.

تشوّقهم إلي وترغبهم فيّ،وتكون رحمة لهم ثم قال لي:ارفع الستور واحدا فواحدا.                     رفع الستور واحدا فواحدا ياتي بالتشويق في طلب المزيد قال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) فإن لم يكن عندك قلب يفهم عن الله ،ويأخذ عن الله ،فصاحب أصحاب القلوب ،وألقي سمعكم إليهم، تنال من بركاتهم وفتوحاتهم،وتتشوق الى ما معهم وترغب فيما عندهم. ومن فهم ما تشوق اليه ورغب فيه صار من العارفين ودخل دائرة المقربين ،وكان رحمة لأهل زمانه

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (2)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد