مزج للصلاة المشيشية
مـــــزج لا يـــــبــــرح حــــتــــى يـــــوضـح ويــشـــرح
اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عَلَى سيدنا ومولانا محمد الذي انْشَقَّتِ مِنْهُ الأَسْرَارُ الـمَلَكوتية، وظهرت الخبايا والخفايا الـمُلْكية، وأُعطيت الإشارة لإنطلاق التجليات الإلهية، وظهور الدوائر الوجودية، فظهرت المقتضيات الكونية وانتشرت النفحات الرَّحـموتية.
ترجمان الأزل، لسان الأبد.
وَانْفَلَقَتِ الأنوار:﴿ نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ نور الرسالة على نور النبوة ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ أرض جسمانيته بنور نبوته، ونزل القرءان ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِن اللَّهِ نُورٌ وَكـِتـَابٌ مـُبـِينٌ ﴾ وظهر البيان ﴿ثُمَّ إنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ واقتبس الأنبياء، ثم الأولياء من نوره ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُور مِّنْ رَبِّهِ﴾ وعامة المومنين ﴿ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا﴾ فهو السراج الذي إِتَّــقدت منه جميع السرج ﴿وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ﴾ فانحجب عن الكل في كهف ذات ربه .فصار ظاهرا ،وباطنا. ومن عجب أن الظهور تستر.
وارْتَقَتِ الْحَقَائِقُ وَتَنَزَّلَتْ عُلُومُه لأدَمَ فَأَعْجَزَ بِهَا الخَلاَئِقَ: أعجز السابق واللاحق، وأعجز الموحى إليه والـمحقِّق. ارتقت الحقائق في النور الأسبق، ظاهرة وباطنة، حسية ومعنوية، فكانت به وفيه، منه وله. فهو حقيقة الحقائق، والـممد لقلوب العارفين بالرقائق، وفاَتح خزائن معارف الإبتكارات، والاختراعات بالدقائق ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾. قال “أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ”. أوتي علوم الأولين والآخرين، وأفاض الرحمة واللطف على العالمين.” فآدم ومن دونه تحت لوائه صلى الله عليه وعلى آله في دوائره الكونية ،وفي كل مراتب حقيقته الـمحمدية.
وَلَهُ تَضَاءَلَتِ الفُهُومُ فَلَمْ يُدْرِكْهُ مِنَّا سَابِقٌ وَلاَ لاَحِقٌ. فكان كنزا مطلسما، وسرا مكتما، وغيبا مطمطما. فما عرفه حقيقة غير ربه، ولا صلَّى عليه حقيقةً غير خالقه. كيف يدرك وهو أول العابدين وهو النور المتقلب في الساجدين؟ كيف يعرف نور الأحدية؟ أم كيف يحاط بـمحبوب العندية؟ أم كيف يكشف النقاب عن من قيل له ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ﴾. فما عرفه حقيقة غير خالقه وما أحاط به جملة وتفصيلا غير مُبْدِعه ﴿وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا﴾.
فَرِيَاضُ المَلَكُوتِ بِزَهْرِ جَمَالِهِ مُونِقَةٌ. وَحِيَاضُ الجَبَرُوتِ بِفَيْضِ أَنْوَارِهِ مُتَدَفِّقَةٌ. فهو السر الذي تنمو به الأشجار، وتزهو به الأزهار، وتجري به الأنهار وتجود به البحار، وتظهر به الأسرار، ويَرْحَم به عباده، خالقنا العزيز الغفار. وهو السر الذي تدور به الأفلاك، وتسبح به الأملاك، وهو البسملة التي فصلت بها السور، بعدما كانت آيات، وأصبح لبعضها مضاعفات كالإخلاص والعاديات. فما في الكون إلا سر أحمدا، وجمال محمدا. فهو مادة الوجود، ونفس الوجود، بل روح الوجود، بل هو سر حياة الوجود، الذي لولاه لاَنـْــهَدَّ الوجود ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ﴾.
وَلاَ شَيْءَ إِلاَّ وَهُوَ بِهِ مَنُوطٌ. إِذْ لَوْلاَ الوَاسِطَةُ لَذَهَبَ كَمَا قِيلَ المَوْسُوطُ. إناطة الراعي بالرعية ، والملك بـملكه، والتوحيد بإسمه “لا اله الا الله محمد رسول الله” ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ﴾ لغناك يا رب عن عبادة من يعبدك ،ولأن بساط أحديتك لا يقبل السِّوَى، وللطفك بعبادك خلقت لهم برزخا عظيما من نورك فأقمته مقامك﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ﴾.﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى﴾﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ﴾ وأنبته منابك ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾﴿ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ﴾.فهو الواسطة الذي بفضله اطمأنت كل الكائنات، فصارت مسبحة ،ولخالقها موحدة. فليس لنا يا رسول الله مرمى دون مرماك، ألست شفيعنا يوم “أنا لها “، فأنت لها ونحن لك، نحن تحت لوائك يوم يلوذ الخلائق بحماك.
وامحمداه وامحمداه وامحمداه.
صَلاَةً تَلِيقُ بِكَ مِنْكَ إِلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ لأنه ﴿رَسُولٌ مِّن اللهِ﴾ و ﴿رَسُولٌ مِّن عِنْدِ اللهِ﴾ ﴿قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ﴾ ﴿أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ﴾ فهو أهل لها، لأنها منه إليه، به عليه. صلاة تليق بك، لأنها من كلامك، والكلام صفة المتكلم، فاجعلها يا رب تليق بنا حتى يكون” بنا” (عدد جمل بنا = 53= أحمد) جاهنا، ووجهتنا ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ (موليها= 92=محمد) فهو رسول من أنفُسنا ومن أنـفَسنا.
اللَّهُمَّ إِنَّهُ سِرُّكَ الجَامِعُ الدَّالُّ عَلَيْكَ. وَحِجَابُكَ الأَعْظَمُ القَائِمُ لَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ. اصطحب بالإسم الجامع فكان سرا جامعا، وترجم القرءان فأَخْرَج الكنز من سرادقاته، وطَلْسم أسراره في غيب باطنيته لبس حلل الأسماء الإلهية، وخُص بالأولية في مقام العبدية. فهو قائم لك بك بين يَدَيك، وفق إرادتك، وحسب ما سُطر في بساط الرحمانية. فهو برزخ للاهوت وحجاب للناسوت. ترجمان كلامك القديم، بين الحواميم والطواسين والحائر جبريل” أمنك وإليك”. صلى الله عليه ما دار فلك وسبح ملك.
اللَّهُمَّ أَلْحِقْنِي بِنَسَبِهِ “آل محمد كل تقي” حتى أكون من الـمُبَشَّرين العشرة، ومن أصحاب بيعة الشجرة ومن إخوانه البررة “وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي” فنحن إخوانك يا رسول الله. اشتقنا لك. فألحقنا يا رب به لُـحُوق الجزء بكله، والفرع بأصله، والعبد بسيده إنك سميع مجيب. يارسول الله ياكعبة الحسن والجمال، ما أشد وجدي عليك وشوقي إليك.
وَحَقِّقْنِي بِحَسَبِهِ. حتى أكون من ﴿وَفْدِ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ﴾. وأكون سليمان زماني في الفهم ومن أهل الخواص في الشَّم، وورثني علوما لا يحدها الكيف والكم، وكشوفات لا يشوبه الشك والزيف، وحتى آراه في كل رتبة من مراتبه العظيمة، وحضرة من حضراته المنيرة. سواء آيات قرءآنية، أو مقتضيات أسمائية، أو أسرار ربانية.
وَعَرِّفْنِي إِيَّاهُ مَعْرِفَةً أَسْلَمُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الجَهْلِ. وَأَكْرَعُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الفَضْلِ. لأن معرفته معرفتك، ورؤيته رؤيتك، وطاعته طاعتك، ومحبته محبتك. فلا تقع طاعة إلا على برزخيته ولا الشرك إلا على دائرته. ولا تمنح عطاءات إلا عبر جسر قهرمانيته، ولا، ولا إلا وربك الغني ذو الرحمة حاضر، وبخلافته ناظر ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾. وعرفني إياه حتى لا أرى يتيم قريش الفقير، بل قائد الكون الكبير، ولا أرى رسولا يـمشي في الأسواق، بل نورا ملأ الآفاق. فأنت الخليفة الكلي والنائب الفعلي، وأنت سر قاف ونون وعجبا لمن قال شاعر مجنون. وأنت الذي جاء بالقرءان العجب العجاب، ويا خيبة من قال ساحر كذاب ﴿وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ﴾.
وَاحْمِلْنِي عَلَى سَبِيلِهِ إِلَى حَضْرَتِكَ. حَمْلاً مَحْفُوفاً بِنُصْرَتِكَ ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ حتى أكون منه قريبا وبه عارفا، وبحقيقته مصدقا وببرزخيته موقنا ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾ ولكلامك القديم مُبَـيِّنا، وعلى خباياه مطلعا، فأنصرك، وتنصرني ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ و ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾ وتــُـــثَبت في المعرفة أقدامي، ويعلو بين العارفين مقامي، وأكون أهلا لإستقرار الصفة بين وجداني.
وأقْذِفْ بِه عَلَى البَاطِلِ فَأَدْمَغهُ. لأنه صلى الله عليه حـقٌ، وقوله حق، وهو برزخ بين الحق والخلق ﴿وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ﴾. عملة نادرة لها وجهة حقية ،وأخرى خلقية ،فاجتمعت فيه الاضداد وكان ليس كهيئة أحد من العباد. فأذمغه، ذمغ الوارث المحمدي الشاهق، للباطل الزاهق.
وَزُجَّ بِه فِي بِحَرِ الأَحَدِيَةِ الصرفة لأنها مـَحْتِدُّه، وأصل نوره، وتخصه، ولا مطمع للغير فيها ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ ﴿وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ﴾، فبظهور صلوات نعتية، تعنون عن الصفة الاحدية، ظهرت الإبداعات والإبتكارات والتطورات التكنولوجية.
وَانْشُلْنِي مِنْ أَوْحَالِ التَّوْحِيدِ. بـمعرفتي بدوره ومكانته في الكون الإلهي ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾ وأتأدب معه الأدب اللائق بكماله، إذ ليس له نظير، تقدم في الوجود، وتأخر في الشهود، ولولاه لما استطاع أحد الصمود أمام تجليات الحق المعبود. هيولى الإجمال والتفصيل أحدي الذات، واحدي الصفات ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، ولا عظيم إلا من عظَّمه العظيم.
وَأَغْرِقْنِي فِي بَحْرِ عَيْنِ الوَحْدَةِ. حَتَّى لاَ أَرَى وَلاَ أَسْمَعَ وَلاَ أَجِدَ وَلاَ أُحِسَّ إِلاَّ بِهَا. وَاجْعَلِ الحِجَابَ الأَعْظَمَ حَيَاةَ رُوحِي. وَرُوحَهُ سِرَّ حَقِيقَتِي. وَحَقِيقَتَهُ جَامِعَ عَوَالِمِي بِتَحْقِيقِ الحَقِّ الأَوَّلِ. حتى أراه متأحدا في عين الكثرة، متكثرا في عين الوحدة، وملتحفا بوحدات الذات. وحتى أراه نورا صرفا حقانيا لاهوتيا، تلثم ببراقع العبدية، وتعمم بالبشرية، وحتى لا أرى في الكون إلا أحمد محمد وأكون به، ومنه، وإليه.
اِسْمَعْ نِدَائِي بِمَا سَمِعْتَ بِهِ نِدَاءَ عَبْدِكَ سَيِّدِنَا محمد عليه الصلاة والسلام. المختص بالـمحبوبية الكبرى والخلافة العظمى، وبقاب قوسين أو أدنى، وغيره نوابه وسدنة أعتابه، كيف لا، وهو الفاتح خزائن اللطف والرحـموت، ومسدل الفضل على أهل الملك والملكوت، الباب الأعظم ﴿وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾ والصراط المستقيم الأقوم. ﴿لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ﴾.” مَا أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ”.
يَا أَوَّلُ يَا ءآخِـرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ: جمعت بين الأضداد ولست كهيئة أحد من العباد. فأنت أول العابدين، وأول الساجدين، وأول المخَاطَبين، وأنت أول الأنبياء في الخلق، وآخرهم في البعث. ظَهَرْتَ بصورتك وتـميزت بسورتك ،وبطنت بحقيقتك فكنت في جبين آدم حين كان بين الماء والطينة .ومع نوح في السفينة، ومع صالح حين أضْمَر أشقى القوم، الظغينة، ألم تكن معهم ؟﴿نَـــبــِّــئْـــهُم﴾ فأنت الشاهد وحضورك لازم .وأنت ﴿نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾ ألست أنت ،يا نور الله القائل ﴿ادْخُلِي الصَّرْحَ﴾ يوم “قيل“.فدخلت مسرعة صرح حقيقتك، وكَشَفت عن ساقيها ،فسترتها برداء شريعتك . وأنت الذي أقسم الله بحياته ﴿لَــعُمْرُكَ﴾ وهل يقسم بحياة المعدوم؟ حياتك الكلية التي مازالت بيننا ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
وَانْصُرْنِي بِه لَكَ. وَأَيِّدْنِي بِه لَكَ. وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَه. وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ غَيْرِه، حتى يكون نفسي التي أعيش بها، وروحي التي أحيا بها، ولساني الذي أنطق به، وأكون به ومنه وإليه. فَعَجِّل يا ربي بلقائه في الدنيا قبل الآخرة، فأوقاتنا محدودة، وأنفاسنا معدودة، والساعات التي تنقضي منها غير مردودة، بفضلك وجودك.
الله: على الغنى المطلق لله ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ﴾.
الله: على مرتبة مولانا رسول الله ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ﴾.
الله: على أعظم القربات ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ. فَعُرج بك، وانتقلت من علم اليقين بمحتدك (عُش وكرك) إلى عين اليقين، واتصلت بصفتك عن طريق الودودية، فصرتـما لوحا واحدا. والرجوع إلى الأصل أصل.
رَبَّنَا ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّءْ لَنَا مِنَ اَمْرِنَا رَشَداً. حتى لا نشرك بك أحدا، ولا نطلب من غير نبيك المددا. يا نبي الله، يا رسول الله، يا سيد أهل الكون، يا رباني الصفات يا سدرة منتهى المقامات، يا برزخ التجليات يا منبع الرحمات، يا مركز النور الإحاطي، يا هيولى الفيض الإلهي، يامن جلاله مستور بين ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ يامن جماله باطن في ﴿وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ﴾ يامن كماله مكنون في ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾. صلى الله عليك وسلم يا سيدنا محمد أنت النعمة العظمى، والمنة الكبرى.
إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي: هذا نبأ أزلي. يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً هذه خلافة ربانية، فالصلاة على نبينا تقاوم العدل وتستوجب الفضل. فما شغل الله تعالى العوالم كلها، علوية أو سفلية، ملكية أو ملكوتية، إلا بأعظم الطاعات، وأفضل القربات، ومنح المصلين عليه بما أكرم به الذاكرين والتالين لكتابه ﴿وَتُسَبِّحُوهُ﴾. قال ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله، ولم يصلوا على نبيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة “) رواه أحمد (يقتضي أن الصلاة عليه شرط. فلنجتهد، فكيف يطمع في الوصول من ليس معه محصول، وكيف يطمع معرفة الخليفة الكلي السائد من ليس له عارف قائد.
يا رب أنا يتيم، ومحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جداري فاحفظ لي يا رب جداري، وأقمه لي يوم الدين، لأستخرج كنز محبتي.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
محمد بن المبارك يوليوز 2012.الموافق لشعبان 1433.