أضرحة الأولياء والصلحاء بمنطقة فجيج( 25 ضريحا)
يقول عبد الرحمان بن زيدان في وصف واحة فجيج “:
“…يطلق اسم فجيج على مجموعة من الواحات الواقعة بأقصى نقطة في الحدود
الجنوبية الشرقية للمملكة المغربية، وتقع هذه الواحات على علو 900 م، تسقى
من عيون متفجرة من نجد لوداغير، وأهلها يهاجرون كثيرا إلى الشمال للاتجار،
ومنهم من يفلحون الأرض ويتعيشون من البساتين التي يبلغ عدد نخلها 200 ألف
نخلة، وهم يقيمون في قرى متجاورة تدعى قصورا كالزناكة والوداغير والعبيدات
والمعيز وأولاد سليمان والحمام الفوقاني والحمام التحتاني…”.
لمحة موجزة عن تاريخ فجيج:
وجد في أماكن كثيرة من إقليم فجيج، وعين الصفراء، وجيربيل، والقنادسة على
مجموعات ذات قيمة تاريخية مهمة من النقوش الصخرية، والتي تمثل حيوانات
كالجاموس القديم والفيلة، وأغرب ما وجد هو صورة لكبش يحمل بين قرنيه نجما
مشعا، يحيلنا إلى كبش عمون في مصر، ويذكر “اسطيفان كزيل ” أن تاريخ هذه
النقوش يرجع إلى ثلاثة ألاف عام قبل الميلاد.
وعند دخول الإسلام كان
أهل فجيج يدينون بالمسيحية، ومع ذلك كانت فجيج من المناطق السباقة إلى
الترحيب بالإسلام، وفي عهد السعديين حضيت فجيج باهتمام السلطان عبد الملك
لما تولى سلطة البلاد عام 983 هـ /1575م، وتزامن حكمه مع تعرضها لغارات
الأتراك الذين كانوا يستهدفون فرض سيطرتهم عليها، في ولاية رمضان باشا على
الجزائر.
وعلى عهد السلطة العلوية ذانت فجيج للسلطان إسماعيل وشهدت
نوعا من الاستقرار، وعين السلطان اسماعيل ولده عبد الملك عاملا على فجيج
وما جاورها، لكن هذا الأخير أساء معاملة أهل المنطقة فعين بدله عبد الوهاب
الغرناطي وكان ذلك سنة 1122 هـ.
وقد جابها الفيجيجيون نهاية القرن
التاسع عشر وبداية القرن العشرين، جميع أشكال التسرب الاستعماري، بما
يملكونه من وسائل رغم ما تشكل الطوابع الفرنسية من قوة ضاربة، فقد قاموا
بتحصين القصور والغابات، وحفر الخنادق وبناء الأسوار والأبراج الجديدة
والزيادة في سمك بعضها.
قصر لوداغير، “ايت عدي”
سيدي بنعيسى لعرج:
من أبناء الشيخ عبد القادر بن محمد
دفن بالعباد بفجيج،وبني ضريحه المجاهد بوعمامة سنة 1894م، وكان يقام له موسم سنوي يسمى “بموسم لعمور”، ولم يقدر له الاستمرار.
سيدي امحمد بن الصغير:
الولي الصالح محمد بن الصغير بن علي بن عيسى، من احفاد سيدي علي بن عيسى،
فقيه متمرس أقبل على نسخ الكتب، وهو من آل عيسى البرزوزيين، ومن آثاره
شرح رسالة الشيخ التتائي المصري في جزءين توفى بعد عام 1106هـ ، يوجد
ضريحه “بمقر الرحبة”ويعرف في الأوساط الشعبية ب “سيدي محمد اوصغير”، وتوفي
عام 1106هـ.
سيدي احمد بن محمد بن زيان:
وينتمي لال زيان وهم
من الشرفاء الوتدغيريين، وتوفي سنة 985هـ وخلف خمسة أبناء، يعرف الشيخ أحمد
بن محمد بين أوساط العامة “بسيدي أحمد أوزيان”.، تقع قبته وسط قصر
لوداغير،
سيدي أحمد أو محمد :
يوجد بجماعة لوداغير، إقليم فجيج، وتذكر احدى الروايات أن داخل الضريح دفن أربعة مصريين.
سيدي أحمد أو علي:
على أطراف قصر الوداغير شيد ضريح سيد أحمد وعلي، وسط مقبرة،، ويتوافد إليه الزوارمن مناطق خارج فجيج (الجزائر)،
ضريح سيدي خليل بن عبد الوافي
دفين روضة الأديب عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السكوني، كان تقيا ورعا، وفقيها مربيا،
سيد خليل بن عثمان بن عبد الوافي:
ورد ذكره في كتاب تقوية ايمان المحبين، من أهل القرن الحادي عشر الهجري،
اقتفى أثر جده في التصوف، فكان ورعا، ملازما للشيخين محمد بن عمرو بن يدير
وعبد القادر السماحي. توفي سنة 1056هـ.
سيدي أحمد أو عبد الملك:
الضريح هو للولي المشهور “بسيدي احمد او عبد الملك”، وهي قبة متواضعة،
بسيطة في بناءها لا تبعد كثيرا عن قبر سيدي علي او عيسى،
سيدي علي بن عيسى:
على مشارف قصر لوداغير كان وليا صالحا، عالما امتاز بسلطة روحية ولد بقصر
بني جرنيت، وعاش خلال القرن 8 هـ، وبداية القرن 9هـ أنشأ خلالها زاوية،
درس فيها العلم، وتولى امامة المسجد العتيق .
سيدي عبد الوافي:
يرتفع نسبه إلى محمد بن عمار الفيجيجي، وقد ظهر الشيخ عبد الوافي في عصر
السعديين خلال القرن 10 هـ، وحظي بتوقير واحترام كبيرين لدى السلاطين الذين
عاصرهم، خاصة السلطان عبد الملك واحمد المنصور السعدي .
قصر زناكة، “إصناكن”
إن تسمية هذا القصر مرتبط بقبيلة صنهاجية البربرية التي تمكنت خلال القرن
الخامس الهجري من طرد الزناتيين إلى الهضبة لتستقر هي بالسهل قادمة من
الجنوب الغربي، وقد أسست حصنا هو الذي يتألف منه اليوم القصر المذكور،
ويشار لبعض القصور بهذا الاسم في بعض البلدان كالسنغال، وبعض قصور الجنوب
المغربي .
سيدي افضل:
يوجد ضريح سيدي محمد او فضل بقصر
ازناقة محاطا بسور تتوسطه مقبرة كبيرة، ويتوفر على قبة، وغرض زيارة ضريحه
عند العامة هو التخلص من بعض الأمراض (من بينها آفة التدخين، وذلك بوضع
سجارة المدخن في الضريح إيذانا بقطعه)، وانسب أوقات الزيارة تكون يوم
الخميس والجمعة من وقت صلاة المغرب إلى العشاء، وأبرز ما روى عن كراماته،
أنه كانت تعقد جلسات وهي عبارة عن محاكم مصغرة يلجأ المتخاصمان إلى حلف
اليمين بوضع الأيدي على المصحف المشهور الذي كتبه بخطه، فلا يمر إلا وقت
يسير حتى يصاب الظالم بمرض عضال كالشلل أو العمى…
سيدي منصور:
لا تتجاوز المسافة التي تفصل ضريح سيدي محمد أو فضل عن الولي سيدي منصور
عشرات الأمتار، ويحيط بضريح سيد منصور مجموعة من المباني والمقاهي، وهو
عبارة عن بناء صغير تعلوه قبة بباب،
قصر أولاد سليمان
سيد عبد الله افريحة / سيدي عيسى بن عمر:
يرجع الأستاذ بنعلي وفاة الشيخ عبد الله او فريحة سنة 1233م، وكان لشيخه
العربي بن أحمد الدرقاوي الفضل الكبير في توجيهه التوجيه العلمي والفقهي من
خلال الرسائل التي وجهها إليه ]، فكان يدفعه إلى تعلم أمور الدين والتفقه
فيه، وظهر نبوغه في ميدان التصوف، وقد وصفه شيخه بالصالح الناسك، وكلفه
ببناء زاوية في قصر أولاد سليمان تكون معقلا للدرقاويين، وبعد أن اشتهر
ذكره خصه السلطان عبد الرحمان بظهائر التوقير والاحترام، وقد توفي في
خلافته حوالي 1276 هـ، ثم تولى ابنه محمد المنفي بعده مهام تسيير زاويته،
ويعرف أهل هذا البيت بال حسون.
وإذا تتبعنا ما يتناقله حفدته ومريدوه
فإنه كان ملما بالعلوم الشرعية، ونظرا لعلو كعبه فيها فإن قبائل زناكة كانت
تلح في طلبه، لتستنير من علمه، ولتعمها بركته، ويقال إن لديه كتبا تعرضت
للضياع، يعرفه العامة بمنطقة فجيج ويأتيه بعضهم من مناطق مجاورة داخل
المغرب، زواره من أعمار مختلفة، أما ضريحه فيوجد بمحاذاة المسجد العتيق،
وهي غرفة صغيرة تضم إلى جانب قبره قبر سيدي عيسى بن عمر، وما يثير الانتباه
وجود حفرة صغيرة إلى جانب قبر سيدي عيسى، يقال أن الولي أوصى بها لتكون
مكانا يضع فيه زوار القبر ما تجود به أيديهم من هدايا نقدية وعينية توضع
تحت رهن الفقراء والمساكين.
سيدي محمد الغريبي:
ما يعرف عنهم
أنه ليس من أهل فجيج وإنما أتى إليها من مكة، فسمي “الغريبي”، يقع ضريح وسط
القصر في مكان أهل بالسكان، قرب ممر أبار ولا يتوفر الضريح على قبة، يقصده
الزوار من أعمار مختلفة محملين بهدايا متنوعة (ذبائح)، ويدعون الله أن
يرزقهم الغيث النافع.
سيدي صالح:
يوجد الضريح بقبيلة الودارنة، جماعة فجيج، بجانب الطريق المؤدي إلى الحمام الأعلى.
قـــــــصــــر لمعـــــــيــــز
سيدي عبد الجبار:
هو عبد الجبار بن أحمد بن موس الورتضغيري، اشتهر بالعلم وتنقل لطلبه بكل
من فاس، وبجاية وتونس وطرابلس، فالتقى بكبار علمائها، وخلف مجموعة من
الآثار العلمية في مجال التفسير والفقه .
لقي ضريحه عناية فائقة،
فزينت جدرانه الداخلية بالفسيفساء، أما قبره والقبور المجاورة له فبنيت
بالرخام الأبيض، وتميز قبره بتابوت خشبي كبير تكسوه أثواب، أما باقي القبور
المتواجدة داخل الضريح فقد أخبرنا أنها لمصريين وفدوا في عهده من أجل طلب
العلم، وعند موتهم دفنوا بجانبه، والضريح يقع وسط القصر لمعيز.
سيدي الشادلي:
خارج قصر المعيز بجوار مقبرة الشهداء شيد ضريح سيدي الشادلي، وقربه ضريح
سيدي رحو، ويميزه عنه قبة،وبجانب قبره اقيم قبر ابنه،وقد غطي القبران
بأثواب خضراء، وأخذ قبر زوجته بجانبه شكلا معاكسا لقبريهما وتوفي الرجل
شهيدا في أحد المعارك الفجيجية.
سيدي أحمد بن موسى:
يوجد ضريحه
أسفل المسجد الذي بناه وفوق مستحم أرضي على طريق سيدي عبد الجبار ورغم أن
سيدي أحمد لم يبلغ مرتبة الشهرة التي تبوأها ابنه سيد عبد الجبار، لكنه
الوالد كان له الأثر الكبير في بلوغ الابن مرتبة المجد في ميدان العلم
قصر العبيدات، “آيت انج”
مزار مولى بغداد:
هو عبارة عن مزار،خارج مدينة فجيج،على ممر قشطين (جبل قشطين)، وفي مكان مهجور شيد المزار، وهو عبارة بناء بسيط تاكلت جدرانه،
ضريح سيدي محمد بوبشر:
يوجد الضريح خارج القصر قرب مقبرة العبيدات في مكان منعزل عن الساكنة،
يحده طريق قشتين وممر الغابة، وهو عبارة عن غرفة بباب وقبة، دفن الولي
الصالح داخلها، ويحضر الزوار هدايا عينية (شموع، بخور، تمر)، وهدايا نقدية.
قصر الحمام الفوقاني، “أيت عامر”
سيدي عبد القادر:
هو عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة، الفقيه القدوة، المربي،
المجاهد الشهيد من نجل الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قدم
جده سليمان بن أبي سماحة من مراكش إلى فجيج في بدايات القرن العاشر الهجري،
ولد عبد القادر بن محمد بالشلالة الظهرانية سنة 940 هـ/1533م ،
ثم
انتقل إلى فاس وأخذ عن العلامة سيدي عبد القادر الفاسي، وأخذ مذهب التصوف
عن المربي ابن عبد الله سيد محمد بن عبد الرحمان السهلي، المتوفى سنة
990هـ، أسس عبد القادر بن محمد زاوية من أكبر زوايا المنطقة، قدم إليها
العامة، وقصدها الناس مما جعل منها من أشهر منارات التصوف بالمغرب.
ضريحه:
من أضخم الأضرحة يحتوي على أربع قباب تتوسطها قبة يبلغ طولها حوالي الخمس
أمتار وتتحدث أشهر الروايات عن كونها قبة مفترضة بناها حفيده بوعمامة،
بينما يوجد الضريح الذي به قبره ببلدة الأبيض بالجزائر، قتل اثر جروح أصيب
بها في مواجهة الاسبان قرب وهران سنة 1616م، بمنطقة حدها العياشي في رحلته
بين كراكدة وأربا. وأشهر من خلفه عبد القادر بن محمد مجال قصيدته في التصوف
التي وضع لها اسم “الياقوته” تيمنا بالمشايخ الذين ذكروا فيها.
ضريح سيد الشيخ:
على هضبة تطل على واد الثلاث، بين ممر علال الفاسي وبوعمامة، وبجانب من
قصر الحمام الفوقي يقع ضريح سيد الشيخ بلحرمة بن ابراهيم بن التاج بن عبد
القادر بن محمد بن سليمان بن بوسماحة، غطي قبره بأثواب حمراء وخضراء، وتوج
ضريحه بقبة، ويحمل الزوار أثناء الزيارة الشموع وبعض الهدايا كالسكر
والزرع.
سيدي لمنور – سيدي بغداد:
وغير بعيد عن ضريح سيدي عبد
القادر، يوجد بقصر الحمام الفوقاني قبر سيدي لمنور ويعرف عند العامة “بسيدي
نوار”، يتوسط مجموعة من الأبنية به قبة، أما شهرته فلا تتجاوز منطقة فجيج،
ويتقاسم مع ضريح سيدي بغداد نفس المكان لكنه يتميز عنه بعدم توفره على
قبة، وبعد ترميم ضريح سيدي بغداد لم يحدد مكان قبره،
دراسة ميدانية
حول أضرحة مدينة فجيج بشرق المغرب
نقلا عن الباحث والكاتب مراد جدي مع الاختصار