ما وسعني أرضي ولا سمائي

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. ورد في الحديث: ما وسعني أرضي ولا سمائي،ووسعني قلب عبدي المومن.وكيفما كانت صحة هذا الحديث فمعناه صحيح المومن من أسماء الله تعالي،وهو كذلك من أسماء سيدنا محمد “يومن بالله ويومن للمؤمنين“،والعبدية (قوله عبدي المومن) اشارة الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،فهو العبد المنسوب الى الله تعالى.قال تعالى “سبحان الذي أسرى بعبده” والعبدية أربعة اقسام

1=عبدية تقتضي المحبوبية الكبرى والخلافة العظمى وبقاب قوسين او ادنى

وهي خاصة بمولانا رسول الله  صلى الله عليه وسلم.                                  2=عبدية خاصة الخواص وهم الأنبياء والرسل.                   

  3 =عبدية تقتضي الخواص وهي عبدية المؤمنين”وعباد الرحمن الذين يمشون علي الارض هونا”.                                                                                        

    4= عبدية تشمل جميع المخلوقين المطيعين وغيرهم” وما ربك بظلام للعبيد”.        

  وما وسعني أرضي ولا سمائي …أي من حيث تجلياته تعالى المتعددة، فمن المحال بقاء الحال نفسين على تجل واحد،لهذا الوسع  الإلهي،ولدوام إفتقارالكون الى  خالقه في كل لحظة .

قال تعالى”بل هم في لبس من خلق جديد”ولم يقل تعالى بل أنتم في لبس من خلق جديد.فلم يشمل الخطاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،فليس له ضرة في الوجود اطلاقا.فنحن في خلق جديد بين تجل وتجل،ولولا هذا الوسع الإلهي،وهذه القيومية الإلهية ،لفنى العالم من حينه،ولا يسع هذه التجليات إلا قلب عبده المومن،والذي نبوته طرف فاعل في التجليات،لأنها الرحمة التي وسعت كل شئ،ولهذا أمره تعالى أن يقول”وقل ربي زدني علما” لأنه صلى الله عليه الخليفة الكلي على الكون الالهي،ولابد للخليقة أن يكون على علم بأمور الخليقة،الذين استخلفه الحق عليهم ليسيرالكون وفق مراد الله،ويظهر ما يريد الله من إيجاد الملك وأهله( لولاه لم تخرج الدنيا من العدم).

والقلب يتكلف بالحسيات،وله التقلب مع التجليات الإلهية،وتجليات الحق سبحان وتعالي تُصطحب مع الحقيقة المحمدية،وهي المعبر عنها بالقلب “قلب عبدي “: فالميم المدغمة، تشيرالى الحقيقة المحمدية وهي الميم المصطحبة مع اسم الجلالة  ” اللهم “..مـحــمـــمـــد = 132 وكسر كلمة قلب = 132 ،فالقلب هنا هو قلب محمدصلى الله عليه وسلم.أما قول القائل”قلب العارف أوسع من رحمة الله” فهو قول من ظن،أن هذه الرحمة المهداة راجعة  الي اسمه تعالى الرحمن،والرحمن داخل تحت حيطة اسم الجلالة ” الله” وهذا يقتضي بتغاير المرتبتين ولولا وجه المغايرة بينهما، ما كان تابعاً للإسم الله في”بسم الله الرحمن الرحيم” فافهم.       قال تعالى“إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن “فنسب العذاب للرحمن، واسمه تعالى الرحمن ،بساط يجتمع فيه  الصالح والطالح ،والمؤمن والكافر.أما الرحمة الإلهية التي وسعت كل شئ فراجعة الي بساط الأحدية ،لأنها حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.”رحمتي وسعت كل شئ “حتى الأسماء الإلهية وسعتها هذه الرحمة ،فهي شاملة للعالمي الملك والملكوت ،وهي أول مخلوق، وأول العابدين.كلمة قلب كررت في القرءان الكريم علي عدد حساب كسره أي 132 بإثني عشرة صيغة وهي  قلب =6 .قلبك =3 .قلبه=8 .قلبها=1.  قلبي = 1. قلبين =1. قلوب =21  قلوبكما =1.قلوبكم = 15. قلوبنا =6   .قلوبهم= 68 .قلوبهن= 1.

 فهذا الوسع عند المحققين إنما هوعبارة عن قبول القلب المحمدي للألوهية بقوة الاصطحاب.ولا قدرة للبشرعن ادراكه قال الصدّيق الأكبر: العجز عن درك الإدراك إدراك.قال الله تعالى:”وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ”لأنه تعالى فوق ماعرفوه، وقدره وراء ما قدروه. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 903 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد