قال الكتاني قدس الله سره:
سمعت سيدنا ومولانا صلى الله عليه وسلم في بعض المشاهد يقول : لا مرمى دون مرماي،ولا كشف لأحد عن طلعة ظاهر باطن مُحَيَّاي”قل الروح من أمر ربي “
ليس المراد بالرّوح عند الله هاهنا إلا الروح الكليّة، الهيولى القابلة لارتسام جميع الأشكال والصور السارية في جزئيات النواسيت، من أمر ربي: أي العلم المختص بربي، وهو المشار له بقوله: ” والله ما عرفني حقيقة غير ربي”، يعني في الحال والماضي والاستقبال، إذ الأزمنة في حقه تعالى سواء..
ويقول الشيخ الأكبر قدس الله سره :
المقام المحمدي ممنوع الدخول فيه ، وغاية معرفتنا به النظر إليه كما ينظر في الجنة إلى عليين .
وقال الامام الكتاني قدس الله سره:
إن ماهية التعين الأول، العقل الفياض لا سبيل لدرك إدراكه في عالم الجنة،فأحرى في البرزخ، فأحرى في عالم التقييد هذا، فافهم وتدبر وإياك والعطب و قال قدس الله سره : فكما أن الذات الأقدس ذات محسوسة لا تدرك منفردة بالأضداد، كذلك ظاهرها الذي هو لون هُوِّيَّتها وماهيتها، وذلك لأن لون الماء لون إنائه .
وقال الشيخ يوسف بن محمد المغربي قدس الله سرّه:
فكانت الحيرة فيه صلى الله عليه وسلم على حسب معرفته ، وكما يليق بمقامه وعلو منزلته ،وحقيقة ذلك لم يدركها أحد بفهمه “ولا يحيطون بشيء من علمه إلّا بما شاء ” بما شاء الله من ظواهر الأمور دون بواطنها ،وجليّها دون خفيّها ، فالفهوم كلّت والعقول وقفت ،وتضاءلت عن إدراك خفي سرّه ،والوقوف على حقيقة أمره وما يعلم ذلك إلّا الذي خصه به سبحانه وتعالى .
وقال الحبيب علي الحبشي قدس الله سره :
اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد من عجزت العقول عن الوصول إلى كنه حقائقه التي اكرمه بها مولاه* ووقفت الألباب شاخصة إلى جوامع محاسن صورته ومعناه .
وقال الشيخ الآلوسي في (يا أيها المدّثر) :
قال بعض السادة : أيا أيها الساتر للحقيقة المحمدية بدثار الصورة الآدمية أو يا أيها الغائب عن أنظار الخليقة فلا يعرفك سوى الله تعالى على الحقيقة إلى غير ذلك من العبارات والكل إشارة إلى ما قالوا في الحقيقة المحمدية من أنها حقيقة الحقائق التي لا يقف على كنهها أحد من الخلائق وإنها التعين الأول وخازن السر المقفل وأنها وأنها .. إلى أمور هيهات أن يكون للعقل إليها منتهى.
قال البصيري
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى = في القرب والبعد منه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعد =صغيرة وتكل الطرف من أمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته=قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
فمبلغ العلم فيه أنه بشر =وأنه خير خلق الله كلهم
وقال الامام القسطلاني :
إعلم أنّه لاسبيل لأحد إلى الإحاطة بنقطة من بحار معارفه ، أو قطرة مما أفاضه الله عليه من سحائب عوارفه ..
وقال البيطار قدس الله سره :..فلا يدرى لحقيقته صلى الله عليه وسلم غاية ولا يعلم لها نهاية ، فهو من الغيب الذي يجب أن نؤمن به ..
وقال أبو يزيد البسطامي قدس الله سره:
غصت لجة المعارف طالبا للوقوف على الحقيقة المحمدية فإذا بيني وبينها سبعين ألف حجاب من نور ، لو دنوت من أدناها ، لاحترقت كما تحترق الشعرة بالنار .