التعريف بكتب الشيخ عبد الوهاب الشعراني
لواقح الأنوار القُدسية في بيان العهود المحمدية
قال الإمام الشعراني: [ وبعد: فهذا كتاب نفيس لم يسبقني أحد إلى وضع مِثاله،ولا أظنّ أحداً نَسج على منواله،ضمّنته جميع العهود التي بلغتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،منفعل المأمورات وترك المنهيات، وسميته: “مشارق الأنوار القدسيّة في العهود المحمدية”. وكان الباعث لي على تأليفه ما رأيته من كثرة تفتيش الإخوان على ما نقص من دُنياهم،ولم أر أحداً يُفتّش على ما نقص من أمور دينه إلا قليلاً. فأخذتني الغيرة الإيمانية عليهم وعلى دينهم،فوضعت لهم هذا الكتاب المُنبّه لكل إنسان على ما نقص من أمور دينه. فمن أراد من الإخوان أن يعرف ما ذهب من دينه فلينظر في كل عهد ذكرته له في هذا الكتاب،ويتأمّل في نفسه يعرف يقيناً ما أخلّ به من أحكام دينه،فيأخذ في التدارك أو الندم والاستغفار إن لم يُمكن تدارُكه ]. وقسّم الإمام الشعراني كتاب “العهود المحمدية” إلى قسمين: القسم الأول: في بيان ما أخلّ به الناس من المأمورات،وهي (256) عهداً. القسم الثاني: في بيان ما أخلّ به الناس من اجتناب المنهيات،وفيه (183) عهداً. فبلغ عدد العهود في الكتاب (439) عهداً. يقول: [وإنما بدأت في الكتاب بقسم المأمورات وأخّرت المنهيات،وإن كان الواقعون في المنهيات أكثر،عَملاً بالأصل من حيث إن الطاعات أصلية والمعاصي عارضة.. ]. ويقوم الإمام بتصدير عهوده بقوله: “أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم”. يقول: [ واعلم يا أخي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان هو الشيخ الحقيقي لأمة الإجابة كلها،ساغ لنا أن نقول في تراجم عهود الكتاب كلها: “أخذ علينا العهد العام من رسول الله”،أعني: معشرَ جميع الأمة المحمدية،فإنه صلى الله عليه وسلم إذا خاطب الصحابة بأمرٍ أو نهيٍ أو ترغيب أو ترهيب، انسحب حُكم ذلك على جميع أمته إلى يوم القيامة. فهو صلى الله عليه وسلم الشيخ الحقيقي لنا بواسطة أشياخ الطريق أو بلا واسطة،مثل من صار من الأولياء يجتمع به صلى الله عليه وسلم يقظة بالشروط المعروفة عند القوم،وقد أدركنا بحمد الله تعالى جماعة من أهل هذا المقام،كسيدي عليّ الخواص والشيخ محمد العَدْل والشيخ محمد بن عِنان والشيخ جلال الدين السيوطي،وأضرابهم رضي الله عنهم أجمعين.. ]. ويشتمل كل عهد على الأمور التالية : أولاً: “الآية”،استشهد الإمام في بعض العهود بالآية والآيتين،وكان يورد الآية تارة للاستشهاد،وتارة أخرى يوردها دَفعاً لشُبهة أو اعتراض أوالتباس. ثانياً: “الحديث”،والأحاديث كان جُلّها من كتاب “الترغيب والترهيب” للمنذري،وقد أوردها غالباً بلفظ الحافظ المنذري بلا زيادة ولا نقصان،مع الحُكم الحديثي وشرح غريب الحديث حرفياً. ثالثاً: “الأقوال المأثورة” عن السلف الصالح أو الأولياء الصالحين،لقد أكثر الإمام الاستشهاد بأقوال شيخه علي الخواص وغيره من العلماء الربانيين. رابعاً: “القصة والحكاية”،كانت أغلب هذه القصص والحكايات وقائع وقعت في عصر المؤلف،وتنوّعت هذه الوقائع إلى نوعين: سلبية وإيجابية. واشتهر هذا الكتاب بأسماء عدّة،من هذه الأسماء: “مشارق الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية” و”لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية” و”العهود المحمدية” و”مختصر الترغيب والترهيب” و”العهود الكبرى”. ذ شيد موعشي.