بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
قال تعالى “إنَّه لقرآن كريم. فِي كِتَابٍ مَكْنُون. لا يَمَسُّهُ إلَّا المُطَهَّرُون
يقول علماء الرسوم أن هذه الآية تدل على أن مس المصحف لا يكون إلا للمتوضئ..ولا شك ان الاية تفيد ذلك في ظاهرها
ولكن كلمة “المُطهرون” وردت مبنية للمجهول أى من طُهِّر بغيره.. المُطَهَّرُون وليس المتطهرين…
… فالمُطَهر حقا هو من طهره الله وزكاه، والمُتَطهر هو المتوضئ بالماء او بالتيمم…..
ومعنى “لا يسمه” أي ان هذا الكتاب لايدرك معانيه ويستخرج اسراره ولا يفهم رسمه العجيب إلا من صقل قلبه بذكر الله ،والصلاة على نبي الله صلى الله وسلم ،وصفى باطنه بالمجاهدة حتى تطهرمن امراض النفس
لأنه كتاب مكنون قال تعالى ” في كتاب المَكْنُونُ ” والمكنون هو المستور البعيد عن الأعين.المخفي الذي لم تصل اليه الايدي.فلا الايدي وصلت اليه ولوكانت متطهرة حجبت الاعين الى النظر في اسراره
كما ورد في التنزيل العزيز: وَيَطُوفُ عَلَيهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كأنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) .
فلا يعلم كنه الكتاب الا من اصطفاه الله لذلك وطهره وهداه الى نوره : نور النبوة ونور القرءان: “
… نورٌ علي نورٍ يهدي الله لنوره من يشاء ”
فلا هداية الى تدبره الى بواسطة هذا النور .. ولا تطهير الا بهذا النور
ولا وصول الى قعره الا بواسطة هذا النور
قال تعالى ” إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه “ثم ان علينا بيانه ‘ثم” التي تفيد التراخي في الزمان فلا يظهر من مكنون القرءان الا حسب ما اراده الله ولمن اراده ممن طهره وجعله مستعدا لهذا المدد الالهي الذي هو البيان ،بيان خبايا وخفايا القرءان واظهار حكمه وغريب رسمه ، واظهار اقدمية النبوة المحمدية وتنويه الله بها والرفع من قدرها ورفع الحرج عنها واظهار نورانيتها وبشريتها كي لا تعبد من دون الله
والله اعلم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد