لا تكن الجلود أعلم منك

قال تعالى”وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ“والشئ انكر النكرات،والتسبيج تنزيه يستلـزم الحياة،وما يترتب عليها من العلم بالتسبيح،وبالمسبح،ومن البصيرة، إذ كل مسبح لابد له من فِقْهِ تسبيحه. ومن هذه الحيثية سمع الصحابة تسبيح الحصى، فخرق العادة في سماع الصحابة تسبيح الحصى، لا في تسبيح الحصى ،إذ كل الأشياء لاتفترعن التسبيح .فَسَبَّحن في كفه الشريفة صلى الله عليه وسلم ،وسبحن حين وضعهن في كف ابي بكر،ثم في كف عمر ثم في كف عثمان (رضي الله عنهم) قال صلى الله غليه وسلم:هذه خلافة النبوة”(الحديث).                                                                    قال تعالى “كل شئ حي” (و لا وقف واجب في القرءان)قال تعالى“سبحان الذي بيده ملكوت كل شئ” فكل شئ حي له ظاهرهو ملكه ،وباطن هو ملكوته ،وملكه نراه، أما ملكوته فلا يدركه إلا فتح الله بصيرته ،فكل مُسبِّح له ملكوت،به يعرف المسبِّح في بعض مراتب تجلياته،فالتسبيح تنزيه،وتعظيم للخالق.والتنزيه لايكون إلا من حي،وما صدر التسبيح من الُمسَبِّح إلا  بعد معرفة حقيقة التسبيح، وحقيقة المسبح،وإلا فلما هو يسبح ؟إن لم يعرف لمن ؟ “وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواأَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَخَلَقَكُم وَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”فكل شئ  حي ناطق،بالكيفية التي أرادها له  الله،ولا تكن جلودك أعلم منك بهذا .

ابن المبارك

حصل المقال على : 1٬481 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد