كلمة”الآن”بين الحذف والإثبات

كلمة”الآن “بين الحذف والإثبات
بحث حول الكلمة القرآنية (آلان / ءالن)المحذوفة والثابتة
بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه.
== الآيات التي وردت فيه كلمة (آلان / ءالن):وردت كلمة “الان” ثماني مرات سبعة منها محذوفة الألف وهي:
الاية 71 من سورة البقرة، واية سورة البقرة 187
،و اية سورة النساء 18،و اية سورة الأنفال 66 ،واية سورة يوسف 51،واية يونس 51، ويونس 91
وواحدة ثابتة الألف في سورة الجن الاية9
== تحليل الكلمة من خلال الآية:
_ (ألآن): يعني (الوقت) و(الحين)،أي الوقت الحالي والآني..
1 الآية (71) من سورة البقرة:
قال تعالى (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تُثير الارض ولا تسقي الحرث مُسلّمة لا شية فيها قالوا الن جئت بالحق فذبجوها وما كادوا يفعلون) في هذه الآية جاءت كلمة (الن) بعد تكرار المحاولة مع بني إسرائيل في تنفيد ذبح البقرة..
وفي آخر المحاولات،وعلى مضض،قبلوا بذبح البقرة،وإعترفوا في الظاهر بصدق سيدنا موسى عليه السلام فقالوا (الن جئت بالحق).. فحُذفت ألف (الن) لأن الحق الذي جاء به سيدنا موسى عليه السلام لم يقتصر على آخر المحاولات حيث تمّ الذبح،بل كان الحق حليفه ورفيقه في كل الأوقات وفي كل المحاولات السابقة..
2_ الآية (187) من سورة البقرة (عَلم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالن بشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم): الآية تتحدث عن الصوم في بداية تشريعه،وكيف وقع بعض الصحابة في المخالفة لما كان عليه التشريع فيما يخص الصيام (تختانون أنفسكم)..وسبب نزول الآية أن بعض الصحابة كانوا يعاشرون زوجاتهم في ليالي الصيام..وكان الصيام في بدايته يبدأ من بعد صلاة العشاء مباشرة،قبل أن ينسخ ويصبح حين طلوع الفجر..
جاءت كلمة (فالن) خاصة بحكم وقت محدد وهو الذي تمّت فيه المخالفة الشرعية (من بعد العشاء إلى الفجر)..أي أن الوقت هنا هو وقت نسخ الحكم السابق بحكم جديد..
3_ الآية (18) من سورة النساء: (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تُبت الن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً)
الآية تتحدث عن التوبة عند حضور الموت،وأن هذا الوقت لا تنفع فيه التوبة.. فكلمة (الن) المحذوفة هنا تُشير إلى أن هذا الوقت والآن (خروج الروح) لا تنفع فيه التوبة،لحديث مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)..وما عدا هذا الوقت فباب التوبة مفتوح..
4_ الآية (66) من سورة الأنفال: (الن خفّف الله عنكم وعَلم أن فيكم ضعفاً ) سياق الآية يتحدث عن الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى،والإمداد بالملائكة الكرام في مواجهة الكفار..
كلمة (الن) المجذوفة هنا مرتبطة ب(الضعف البشري)،أي أن الإمداد بالملائكة (كماً وعدداً) يختلف من وقت لآخر،حسب الضعف والقوة..
5_ الآية (51) من سورة يوسف: (قالت امرأت العزيز الن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصدقين)
الآية تتحدث عن إعتراف إمرأة العزيز بمراودتها لنبي الله يوسف عليه السلام،وإفتضاح أمرها الذي كانت تتكتّم عليه وتُخفي حقيقته..
كلمة (الن) هنا إشارة إلى أن وقت ظهور الحق والحقيقة كان واقعاً منذ زمن مضى،لكنه كان مستوراً عن الآخرين بكذب إمرأة العزيز وطمسها للحقيقية،وأنها هي الخاطئ الحقيقي ..
6_ الآية (51) من سورة يونس: (أثُمّ إذا ما وقع ءامنتم به ءالن وقد كنتم به تستعجلون) سياق الآية يتحدث عن إستعجال المجرمين بالعذاب بسبب تكذيبهم بحقيقة الوعيد والتنكيل بالمخالفين للصراط المستقيم..
كلمة (ءالن) جاءت محذوفة ومخالفة لرسم العربية إشارة إلى أن لحظة الإيمان كانت مفاجئة ومحسوسة،وقبل ذلك كان مجرد أوهام في معتقد من وقع عليه العذاب..فجمعت الكلمة (ءالن) بين العذاب المحسوس والتحسّر النفسي وتأنيب الضمير على التفريط والتكذيب..
7_ الآية (91) من سورة يونس: (ءالن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) سياق الآية يتحدث عن إيمان فرعون عندما أدركه الغرق.. كلمة (ءالن) إشارة إلى أن هذه اللحظة لم تكن مُتوقّعة ممّن إدّعى الربوبية قبل ذلك..وكأن الكلمة القرآنية تقول: (كان حرياً بك أن تُؤمن قبل ذلك،فالقدرة الإلهية تُحيط بك في كل وقت وحين،وليست مُقتصرة على لحظة الموت..فلم تومن الا مضطرا وطلبا للنجاة.
8_ الآية (9) من سورة الجن: (وإنا كنا نقعُد منها مقعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهاباً رصداً) سياق الآية يتحدث عن إستراق الجن السمع لما يدور في الملأ الأعلى..وعند بعثة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم إنتهت هذه المهمة،وكل من يتجاوز الخط الأحمر يجد في وجهه شهاباً رصداً..
فجاءت كلمة (الان) ثابتة الألف تُشير إلى أنه منذ هذه اللحظة، لحظة بعثة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم،أمر لا رجعة فيه ،وكل من إسترق السمع من الجن سيكون مصيره الحرق..وفيه إشارة إلى أن هذا الإستراق للسمع لم يكن غائباً عن العلم الإلهي، وإنما الحكمة الإلهية إقتضت عدم المعاقبة بالحرق والتصفية..
وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه.
الفقير الى عفو ربه سعيد الطاهري

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد