يقول الإمام محمد مهدي بهاء الدين الشهير بالرواس:
■يقول رجال هذه الطائفة رضي الله عنهم: الحمد لله نؤمن بالله، ونشهد أنه لا شريك له لا في السماء ولا في الأرض،تنزه وتقدس عن أن يشاركه فيهما أحد {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}،ونؤمن بما جاء به عن الله الأنبياء والمرسلون،وننزهه في ذاته وصفاته عن النظير في الدنيا والآخرة،ونقدسه عن الجهات ومجانسة الحادثات،ونؤمن بكتابه كله بأنه من عنده أنزله على عبده، ونرد تفصيل علم تأويله إليه، وننزهه عما دل عليه ظاهره، ونفوض المعنى المراد منه إليه تعالى وتقدس. ونؤمن بنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونشهد بأنه رسول الله، وأفضل المرسلين،والرحمة العامة للعالمين،ونؤمن بأنه رأى ربه بعين بصره وبصيرته،{دنا فتدلى فكان قاب قوسين أوأدنى}،وأنه صلى الله عليه وسلم، محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب بن هاشم قرشي عربي، بشرٌ فضله الله على خلقه كلهم،واختاره لجنابه، واصطفاه لذاته، وأعطاه الوسيلة الكبرى،والشفاعة العظمى، وقدمه على النبيين والمرسلين، في الآخرة والأولى،ونعتقد أنه هو وإخوانه النبيون والمرسلون معصومون عن الكبائر مطلقا، ونبوته عليه الصلاة والسلام باقية، وشريعته ناسخة. ونعتقد أن الله تعالى أرسل قبل رسوله ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم رسلا أولهم آدم، عليه السلام وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،وكلهم جاؤوا بالحق وتكلموا بالصدق،وبلغوا الرسالة وصدقوا فيما بلغوا عن ربهم عز وجل،وكل ما أنزل إليهم من الكتب والصحف حق، وأن المعراج حق،وأن الصالحين مع علو منزلتهم وقربهم من ربهم لا تسقط عنهم شيء من الفرائض والواجبات من الصلاة والزكاة والحج والصيام وغير ذلك، ومن زعم أنه صار وليا وسقطت عنه الفرائض فقد كفر.
وأن البعث حق، والعرض حق، والحساب حق وأن الجنة، ونعيمها حق، والنار وعذابها حق، وأهل الجنة يرون ربهم بعينهم من غير إدراك ولا إحاطة، ولاكيفية ولا مقابلة، ولاعلى مكان،ولا في جهة،وإن قراءة الكتب حق، يؤتى المؤمن كتابه بيمينه،والكافر بشماله، والميزان حق، والصراط حق، وحوض الكوثر حق، والشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم حق، وشفاعة المؤمنين حق ومحبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على العموم حق، وكلهم على هدى وأن أبا بكر رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته وخلافته حق، وبعده خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حق، وبعده خلافة عثمان وخلافته حق، وبعده خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه حق.