كلام الشيخ الاكبر تحت المجهر(2)

قال الشيخ الاكبر ابن عربي في فتوحاته : الإنسان الكامل أقامه الحق برزخاً بين الحق والعالم والدليل على كلامه من القرءان  وهو قوله تعالى: فأوحى إلى عبده ما أوحى. فكما هو معلوم أن الضمير في اللغة العربية يعود على آخر مذكور، فأوحى الأولى عائدة على الله، وأوحى الثانية عائدة على عبده. فمعنى الآية فأوحى إلى عبده ما أوحى عبده إلى الكون.

يقول الشيخ الاكبر: فيظهر بالاسماء الإلهية فيكون حقاً”  وهو قوله تعالى لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ  حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. فحلاه الله بأسماءه الحسنى.وقال تعالى في حقه صلى الله عليه وسلم”ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله” وقال صلى الله عليه وسلم”من راني فقد راى الحق” ولا يقوم مقام الحق الا الحق.فيجب ان يتصف بصفات الحق.لتتحقق له الخلافة الكلية.

وقال :ومنزلة من نزل في الكمال عن درجة هؤلاء من العالم منزلة القوى الحسية من الإنسان وهم الورثة رضي الله عنهم.”  وهو قوله تعالى: “محمد رسول الله والذين معه أشداء” .فهم معه الى اخر الدهر هم ورثته المحمديون الذين بلغوا درجة الكمال ومقام القطبانية.     

 ثم قال :وما أوجد الله على صورته أحد إلا الإنسان الكامل”  وهو قوله صلى الله عليه وسلم: خلق الله آدم على صورة الرحمن. والمقصود بآدم هنا هو آدم الأكبر كما يقول جمع من الفضلاء أي الإنسان الكامل.لأن الصورة المقصودة في الحديث هي صورة الاسماء الالهية.  

      ثم قال : ومن كان من الصالحين ممن كان له حديث مع النبي صلى الله عليه وسلم في كشفه وصحبه في عالم الكشف والشهود وأخذ عنه حشر معه يوم القيامة”أي يعتبر من الصحابةوهو قوله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا”والشاهد عندنا من الآية أن فعل يبايعونك جاء بالمضارع مما يدل على أن هذه المبايعة مستمرة إلى آحر الزمان.فلو أراد القرآن مجرد السرد القصصي لبيعة الرضوان لقال بايعوك بالماضي. ومن المعلوم أن مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم تجلب الفتح والمغانم الكثيرة.

ثم قال الشيخ الاكبر:”فكل من في الوجود من المخلوقات يعبد الله على الغيب إلا الإنسان الكامل المؤمن فإنه يعبده على المشاهدة.  وهو قوله تعالى “قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين”  و قوله تعالى: قلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ  لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ  وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ  وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ  وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ”..  والكون كله مخاطب بهذه الآية كبيره وصغيره.وقد نفت الآية جميع أنواع التشابه في العبادة إذ كان النفي بالجملة الفعلية (لا أعبد)  والجملة الإسمية (وما أنا عابد)، فكان هذا من شدة توقير هذا النبي العظيم وأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: إني لست كهيئتكم، إني أبيت عند ربي.                          رحم الله الشيخ الاكبر ابن عربي دق  جل ابواب المعرفة وعبَّد لنا الطرق وأنا ر البعض منها وما زلنا نستفيد من فتوحاته وفتحه

حصل المقال على : 888 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد