كلام الشيخ الاكبر تحت المجهر
” فص حكمة نفثية في كلمة شيثية “
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
فص حكمة نفثية في كلمة شيثية( كتاب فصوص الحكم)
يقول صاحب هذا الفص:”….فاختلط الأمر وانبهم،منا من جهل في علمه،فقال: والعجز عن درك الإدراك إدراك ومنا من علم فلم يقل هذا وهو أعلى القول بل أعطاه العلم السكوت ما أعطاه العجز وهذا هو أعلى عالم بالله.وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء. وما يراه أحد من الأنبياء والرسل،إلا من مشكاة الرسول الخاتم ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم،حتى إن الرسل لا يرونه (متى رأوه) إلا من مشكاة خاتم الأولياء: فإن الرسالة والنبوة أعني نبوة التشريع ورسالته تنقطعان،والولاية لا تنقطع أبدا فالمرسلون من كونهم أولياء لايرون ماذكرنا إلا من مشكاة خاتم الأولياء،فكيف من دونهم من الأولياء،و إن كان خاتم الأولياء تابعا في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع،فذلك لايقدح في مقامه،ولايناقض ماذهبنا إليه، فإنه من وجه يكون أنزل،ومن وجه يكون أعلى،وقد ظهر في ظاهر شرعنا مايؤيد ما ذهبنا إليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم فيهم وفي تأبير النخل فما يلزم الكامل،أن يكون له التقدم في كل شئ وفي كل مرتبة ……(؟؟؟).”
مناقشة وتحليل:من الصعب نسبة ما جاء في هذا الفص للشيخ الأكبر.صاحب هذا الكلام يُنَقِّص من مقام الصديق أبي بكر رضي الله عنه وينسبه للجهل وهو القائل” العجز عن درك الإدراك إدراك “وهذا الكلام يخالف ما جاء في الباب 50 “في معرفة رجال الحيرة والعجز” حيث يقول الحاتمي:
من قال يعلم إن الله خالقه●ولم يحر،كان برهاناً بأن جهلا
لا يعلم الله إلا الله فانتبهوا●فليس حاضركم مثل الذي غفلا
العجز عن درك الإدراك معرفة●كذا هو الحكم فيه عند من عقلا
هو الإله فلا تحصى محامده ●هو النزيه فلا تضرب له مثلا
وفي الباب 282 من الحضرة الموسوية….يقول.”وقال الصديق العجز عن درك الإدراك إدراك، أي أنه أدرك أن ثم أمراً يعجز عن إدراكه فهذا علم.
ما جاء في هذا الفص ينقص من مقام جميع الرسل يقصد به صاحبه أن الرسل والأنبياء،لايرون العلم تابعا للمعلوم إلا من مشكاة خاتم الأولياء وحتى سيدنا محمد من زمرة من يأخذ علمه من خاتم الأولياء ويعزز نظريته(ولا أقول ذوقه)بمسألة أسارى بدر،وقضية تأبير النحل.وما يؤيد قولي إن هذا مما دس على الشيخ لنقرأ ما يقول في الفتوحات وهو آخر ما كتبه الشيخ وصححه:
في ج 1 ص143:”جاء سيدنا محمد بعلوم ما نالها أحد…”.
ج1 ص151 “…وأما القطب الواحد فهو روح محمد وهو الممد لجميع الأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين،والأقطاب من حين النشء الإنساني إلى يوم القيامة ….”.
الجزء 3 ص 350″ …. وإنه آخر مرسل وآخر من إليه تنزل،آتاه الله جوامع الكلم وخص بست لم يخص بها رسول أمة من الأمم، فعمم برسالته لعموم ست جهاته،فمن أي جهة جئت لم تجد إلا نور محمد يَنفَهِقُ عليك فما أخذ أحد إلا منه ولا أخبر رسول إلا عنه …”
الباب 337:”في معرفة منزل محمد “…. واعلم أن الله لما جعل منزل محمد السيادة فكان سيداً،ومن سواه سوقة علمنا أنه لا يقاوم، فإن السوقة لا تقاوم ملوكها، فله نَزْلٌ خاص،ولما أعطي هذه المنزلة وآدم بين الماء والطين،علمنا أنه الممد لكل إنسان كامل مبعوث بناموس إلاهي أو حكمي.. « .
استمع ما يقول على الختم المحمدي:”…. وعلمت حديث هذا الخاتم المحمدي بفاس من بلاد المغرب سنة أربع وتسعين وخمسمائة عرفني به الحق وأعطاني علامته،ولا أسميه، ومنزلته من رسول اللّه منزلة شعرة واحدة من جسده. ….انتهى
“فسيدنا علمه الله تعالى علوما،لم ولن ينلها أحد،وهو الممد لجميع الرسل والأنبياء والأولياء، وختم الأولياء بمنزلة شعرة من جسده صلى الله عليه وسلم.
وخلاصة القول:من الصعب نسبة ما جاء في هذا الفص إلى الشيخ الاكبر.فليس هناك ختم فرد،أزلي،أبدي،على جميع الأولياء بل لكل زمن ختمه.؟وعلى افتراض أن هناك ختما محمديا واحدا، فما علاقته مع نوح وصالح وإبراهيم …؟ وهل كان موجودا في زمانهم؟وما الفائدة بالنسبة للرسل رؤية العلم تابع للمعلوم؟ أهم أرسلوا لتوحيد الله وتنزيهه أم لإتباع مشكاة خاتم الاولياء؟والعلم بالأشياء هو قبل وجود الأشياء،وصاحب هذا الكلام،رأى أن العلم تابع للمعلوم، وعمم رأيه على جميع الخلائق حتى على من سبقه؟وما جاء في هذا الفص،تناوله علماء الرسوم بالنقد والتكفير،وتطرق إليه الشيخ محمود الغراب الذي أسدى خدمات جليلة لترات ابن عربي وللمهتمين بعلومه.
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.
ملاحظة :يقول ابن عربي أنه رآى رسول الله وبيده كتاب فقال له:هذا كتاب فصوص الحكم خذه وأخرج به إلى الناس ينتفعون به .