التعريف بكتب الشيخ الشعراني رحمه الله تعالى
الطبقات الوسطى / لواقح الأنوار القُدسيّة في مناقب العلماء والصوفية
يقول الإمام الشعراني وبعد: فهذه طبقات عظيمة ذكرت فيها جملة صالحة من مناقب الصالحين والعلماء العاملين،ممّن لهم كلام في الشريعة والحقيقة،أو حال يُنهض همّة الطالبين إلى طلب طريق الله عز وجل،دون ذِكر مَن لم يبلُغنا عنه حال ولا قال،وإن كان عند الله عظيماً.وابتدأتُ بذكر الإمام أبي بكر الصديق،وختمت برجال سنة ثمانٍ وستين من القرن العاشر. ولا أعلم أحداً أنهى الطبقات إلى هذا الحدّ في عصره ولا غيره.. ولا أذكر من كلام كلّ شيخ وأحواله إلا ما غلب اختصاصه به،ولم يُشركه فيه أحد إلا في الناذر.فليس فيه بحمد الله تعالى كلمة واحدة يُرمى بها أو يَستغني المؤمن في دينه عن التخلّق بها،بخلاف تأليف غيرنا فربّما ذكر حكايات قليلة النفع أو ضمّ كلام ذلك الصالح أو العالم إلى بعضه بعضاً،ولا يفرّق بين ما قاله في بدايته ولا ما قاله في توسّطه للطريق ولا بين ما قاله في نهايته..
وقد رتّبت هذه الطبقات على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: في ذكر مناقب من لم نُدركه من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والأئمة المجتهدين،ومن بعدهم إلى جدّي الأدنى الشيخ علي الشعراني وقد توفي في سنة إحدى وتسعين وثمان مئة،ودُفن بزاويته ببلدة ساقية أبي شعرة بالمنوفية،ولم تزل أهل القلوب وجيرانُه يَسمعون تلاوة القرآن من قبره.
القسم الثاني: في ذكر مناقب العلماء والصالحين الذين أدركناهم في مصر وقُراها،في النصف الأول من القرن العاشر،ممّن كان قاطناً بمصر أو وارداً عليها،من مُسلّكين وأرباب أحوال ومجاذيب،ممّن أخذنا عنه الطريق وخدمناه حتى مات،وكُنّا نتردّد إليه ونقتبس من أنوار أعماله وأحواله..
القسم الثالث: في مناقب من أدركناه من العلماء العاملين من أهل المذاهب الأربعة.. ]. وهي ثاني “طبقاته” تأليفاً،حيث ألّفها بعد “الكبرى”،وجاءت ترجماتها في غالبها مختصرة عما في الكبرى، كما أضاف إليها كثيراً من الترجمات،وحَلاّها بديباجة ذكر فيها شذرات من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وجملة من شمائله العطرة. وأما عن تسميتها بـ “الطبقات الوسطى“: فهو اسم لم يصرّح به الشعراني في جميع “طبقاته”،وإنما وجد على طُرَر النسخ الخطية التي كتبت في عصر تلامذة الشعراني.. ولعلّ بعض العلماء استحلى تسميتها بـ “الوسطى” لتأخّر تأليفها عن “الكبرى”،وتقدّم تأليفها على “الصغرى”. وقد شاعت تسميتها بـ “الطبقات الوسطى” بين العلماء أيضاً..
ذ شيد موعشي.