قال الحسين بن منصور الحلاج


عندما وصل الحلاج الى مقام المشاهدة نظر ببصيرته في الوجود فراى ان الكون كله منطبع في مراة الحقيقة المحمدية”فاينما تولوا فثم وجه الله”
واذا نظر الانسان في مرآة ،ولم يكن سبق له وأن راى مرآة قط في حياته، يظن و كأن صورته المتجلية في المرآة متحدة بها وهذا هو ماحصل للحلاج نظر في مراة الحقيقة المحمدية فرآها بها فظنها هو ،وأنه هوالمنطبع فيها، الظاهر بها ، فأصابه سكر وفناء بمشاهدة هذه الخمرة الازلية الموجودة قبل خلق الكرم
فقال شهيد الصوفية:
انا من اهوى ومن اهوى انا == نحن روحان حللنا جسدا
جسد مراة المظاهر الكونية
ولكن لما ردُّ الى سلطان الشريعة وفاق من سكره عرف ان ذلك فناء بالله في الله و مشاهدة عرفانية كشفت له عن وجه من وجوه الحقيقة المحمدية
فقال :
عجبتُ منك و منـّـي==يا مُنـْيـَةَ المُتـَمَنّـِي
أدنيتـَني منك حتــى==ظننتُ أنـّك أنـّــي
وغبتُ في الوجد حتّـى==أفنيتنـَي بك عنـّــي
حتى ظننت انك أني
افنيتني بك عني
ولم يكن من اهل التمكين قال الحلاج ( اخبار الحلاج ص 28): من ظن ان الالوهية تمتزج بالبشرية والبشرية بالالوهية فقد كفر فإن الله تعالى تفرد بذاته وصفاته عن ذوات الخلق وصفاتهم لا يشبههم بوجه من الوجوه ولا يشبهونه.
فالحلاج من الشطاحين والشطح عند اصحابه يأتي بصيغة المتكلم من غير شعور منه، فنى عن ذاته فنطق بلسان الحضرة وعندما يرجع الى صحوه يقول :ما انفصلت البشرية عنه ولا اتصلت به ( طبقات الصوفية للسلمي ص31)
رق الزجاج وراقت الخمر == وتشابها وتشاكل الامر
فكانما خمر ولا قدح ==وكانما قدح ولا خمر
ونقل الطوسي في اللمع ان الحلاج عندما أُخْرج من السجن للقتل كان اخر كلامه :” حسب الواجد افراد الواحد”وكلام العشاق يطوى ولايروى.

يا نعمتي في حياتــي ==وراحتي بعد دفنـــي
ما لي بغيرك أُنــسٌ== من حيث خوفي وأمنـي
يا من رياض معانيـهْ==قد حّويْـت كل فنـّـي
وإن تمنيْت شيْــــاً== فأنت كل التمنـّـــي

حصل المقال على : 1٬672 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد