فَٱتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
قال تعالى ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُور رَّحِیم﴾ [آل عمران ٣١]
لما قال تعالى “يحببكم “وليس يحبكم.؟؟
هناك باء زائدة
يحببكم ويغفر لكم. يعني يحببكم مع تقصيركم. فمن اتبع هذا النبي الكريم ومن طرق بابه احبه الله رغم تقصيره. وهذا من فدية النبوة ورحمتها بالمومنين ورأفتها بهم ”بالمومنين رءوف رحيم“. من تعلق بأعتابها رفعته ومن طرق بابها ادخلته ومن اقتدى بها من عذاب الله أنقدته. فالحمد لله الذي جعل خليفته عبدا من عباده وألبسه ثوب البشرية ” قل انما انا بشر مثلكم“ يحس بآلامنا فهو ارحم بنا من أمهاتنا.
وهذا سر الباء الزائدة يحبكم بي. يحببكم.
اذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط
يحببكم: زيادة في المبنى تفيد زيادة في المعنى، اي ان حب الله لعبده لا يقارن بحب العبد للخالق لأنه ليس من جنسنا لذلك جاءت مخالفة.
وهذا فيه إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا أحب الله عبدا دعا جبريل وقال له اني أحب فلان فأحببه فيحبه جبريل فينادي في السماء فيقول أن الله أحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض” الحديث
انظر كيف بيَّن الحديث تدرج الامر من السماء الى الأرض. والمراحل الملكوتية وردت فيها الفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب (فأحببه، فأحبوه) وبالنسبة لأهل الارض جاءت اداة (ثم) التي تفيد التماطل وتعني ان امور الأرض تابعة للأسباب والعمل والمجاهدة و و …حتى يوضع لك القبول
فالرزق يتطلب الاسباب
هناك قوانين الاهية تحكم هذا الكون وأسباب ومسببات لا تخترق الا في المعجزات والكرامات.
نعم قال صلى الله عليه وسلم اتّبعوني ولم يقل اتْبعوني.
اتْبعوني يعني سيروا وراءي
اتَّبعوني يعني تتبعوا اثري.
وفيه معنى ان النبي صلى الله عليه وسلم لا تدرك حقيقته ولكن تتبع اثاره وشريعته.
اتبعوني بالشدة (فوق التاء) فيها مشقة المجاهدة والصبر على العبادات
فالشَد يجلب الشِدة.
وتكرر اسم الجلالة” الله” ٣ مرات في الآية بيانا لتجليات ٣ مختلفة لاسم الجلالة.
تحبون الله= وفق معرفتكم به.
يحببكم الله= وفق تعلقكم بهذا النبي.
الله غفور رحيم= تجليات الرحمة غالبة في الكون.
واختلف التابعون في سيرهم فمن رأى اثر قدمه صلى الله عليه وسلم فاقتفاه، ومن رأى نورا، وآخر رأى تجليات ربه في كونه… وشتان بين ناظر وناظر.
واقتفاء الاثر لا يكون الا لأثر النعال واما صاحب الأثر فبعيد ان يعرف ”ما عرفني حقيقة غير ربي“
نستغفر الله عن عجزنا عن مشاهدة نبينا صلى الله عليه وسلم في كل آية من آيات كتابه ونسأل الله ان يرزقنا حسن الاتباع حتى نراه في كل آية وحرف متربعا على عرش الوجود في كل الحقائق مشهود.
جعلنا الله ممن يقتفي اثر تلك النعال الشريفة حتى سدرة المنتهى..
ابو علي
حصل المقال على : 1٬002 مشاهدة