في فضل الصلاة على النبي

في فضل الصلاة على النبي

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ  “

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. قال رسول الله  : ” إنكم تعرضون علي بأسمائكم وسيمائكم، فأحسنوا الصلاة علي” .و قال : إنَّ الله وَكَّل بقبري ملَكًا أعطاه الله أسماءَ الخلائقِ فلا يُصلِّي عليَّ أحدٌ إلى يومِ القيامةِ إلَّا أبلغني باسمِه واسمِ أبيه هذا فلانُ بنُ فلانٍ قد صلَّى عليك.إن الصلاة عليه ، بشارة  للمصلي عليه،و كرامة،وشرف له أن يذكر اسمه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأكثر أو أ قلل.  

و إحسان الصلاة يكون بالكم والكيف. فيستحب أن يكون الشخص على وضوء، وأن يصلي عليه إما بالصلاة الابراهيمية التي خرجت من بين شفتي رسول الله ، أو أن يستعمل صيغ صلوات نعتيات بها صفات محمدية مستخرجة من القرءان يثني عليه بها.كصلوات العارفين . أما كَمًّا فيجب الإكثار، قال  : إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة(رواه ابن حبان). قال   : إنَّ للهِ تعالى ملَكًا أعطاه سمْعَ العبادِ ، فليس من أحدٍ يصلِّي عليَّ إلا أبلغَنيها ،و إني سألتُ ربي أن لا يُصلِّيَ على عبدٍ صلاةً إلا صلَّى عليه عشرَ أمثالِها (الجامع الصحيح).

عن ابي هريرة ،أنَّ رسولَ اللَّهِ   ارتقى المنبرَ فقالَ آمينَ،آمينَ،آمينَ،فقيلَ يا رسولَ اللَّهِ ما كنتَ تصنعُ بِهذا فقال : قالَ لي جبريل رغمَ أنفُ عبدٍ دخلَ عليهِ رمَضانُ فلم يُغفَرْ لَهُ فقلتُ آمينَ ،ثمَّ قالَ رغمَ أنفُ عبدٍ ذُكِرتَ عندَهُ فلَم يصلِّ عليكَ فقلتُ آمينَ ،ثمَّ قالَ رغمَ أنفُ عبدٍ أدرَكَ والديهِ أو أحدَهُما فلم يدخُلِ الجنَّةَ فقلتُ آمينَ.

قال :لا تجعلوني كقدحِ الراكبِ فإنَّ الراكبَ يملأُ قدحَه ثم يضعُه ويرفعُ متاعَه فإنِ احتاج إلى الشرابِ شرِب، أو الوضوءِ توضأ،و إلا أهراقَه،ولكن اجعلوني في أولِ الدعاءِ ووسطِه وآخرِه( ابن حبان).  قال   : زيِّنوا مجالسَكُم بالصَّلاةِ عليَّ فإنَّ صلاتَكُم عليَّ نورٌ لَكُم يومَ القيامةِ.

قال  :من صلى علي عشرا صلى الله عليه بـــــــهــــــــا مئة(الحديث).صلى الله عليه            ( بها) أي صلاة  الله عز وجل على وفق الصفات التي أوردها المصلي على نبي الله  في صلاته. فقولك اللهم صل على مُحَمَّد ،ليس كقولك اللهم صل على سيدنا محمد، وليس كقولك اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد .وليس كقولك اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد عبد ونبيك ورسولك النبي الامي، فافهم ،وأَحْسِنْ صلاتك على مولانا رسول الله،فهو يرد عليك السلام، والحق تعالى يصلي عليك،على قدر ثناءك على النبوة،ومدحك لها بصفات تخصها.  فبإحسانك صلاتك على نبي الله،فإنما تحسن لنفسك ” إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ”  . قال أبو الفيض من صلى على ا لمحمدية  بالمحمدية (السيرة أو الشما ئل) فقد مدحها ومن صلى على المحمدية بالأحمدية (بالقرءان) فقد أثنى عليها ،وشتان ما بين المدح والثناء والصلاة بالنعوت تفوق غيرها وتطوي المسافات والنعوت كلها من باطن القرءان.

قال الشيخ ابن عجيبة رحمه الله : والناس في الصلاة على رسول الله   على ثلاثة أقسام: قسم يصلون على صورته البشرية, وهم أهل الدليل والبرهان, فهم يشخصونها في قلوبهم في حال الصلاة عليه, فإذا أكثروا من الصلاة بالحضور ثبتت الصورة الكريمة في قلوبهم, فيرونه في المنام كثيراً . وقسم يصلون على روحه النورانية،وهم أهل الشهود من السائرين، فهم يصلون على نوره الفائض من الجبروت،فيشاهدونه في غالب أوقاتهم على قدر حضورهم وشهودهم. وقسم يصلون على نوره الأصلي, الذي هو نور الأنوار، وهم أهل الرسوخ والتمكين من أهل الشهود والعيان، وهؤلاء لا يغيب عنهم النبي صلى الله تعالى طرفة عين، ولذلك قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه: (لو غاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما أعددت نفسي من المسلمين) إشارة إلى رسوخه وتمكنه في الحضرة، ورجوعه إلى البقاء بشهود الواسطة،وهؤلاء أفكارهم تجول في الملكوت، وأرواحهم متصلة بالجبروت، فقد اجتمع فيهم ما افترق في غيرهم،انتهى.

عن أبي طلحة قا ل دخلت على النبي  يوما،فوجدته مسرورا فقلت : يا رسول الله ما أدري متى رأيتك أحسن بشرا،وأطيب نفسا من اليوم،قال وما يمنعني وجبريل خرج من عندي الساعة فبشرني،أن لكل عبد صلى علي صلاة يكتب له بها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات ويرفع له عشر درجات وتعرض علي كما قالها ويرد عليه بمثل ما دعا( رواه عبد الرزاق).                                                           ‏ قال رسول الله : من صلى علي صلاة ،لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي فليقلل عَبْدٌ من ذلك أو ليكثر (أحمد ).

عن عبدالله بن مسعود قال : إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدح والثناء على

الله بما هو أهله ثم ليصل على النبي  ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح (الطبراني).

عن أبي بن كعب : قال قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: الربع ؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك.

قال صلى الله عليه وسلم : رأيتُ رجُلًا مِن أمّتي يَزحَفُ على الصّراطِ ، ويَحبُو مَرّةً ، ويَتَعلّقُ مرّةً،فجاءتهُ صلاتُهُ عليَّ ،فأخَذَتْ بيدِهِ ،فأقامتهُ على الصّراطِ ،حتى جازَ. (الحكيم ،الطبراني).                                                                                                                     قال صلى الله عليه إذا سمعتم المؤذِّنَ فقولوا مثل ما يقولُ ، ثمَّ صلُّوا عليَّ ،فإِنَّه من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللّه عليه بها عشراً، ثمَّ سلوا اللّه عزَّ وجلَّ لي الوسيلةَ، فإِنَّها منزلةٌ في الجنّةِ لا تنبغي إلاّ لعبدٍ من عباد اللّهِ تعالى ،وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل اللّه لي الوسيلةَ،حلَّت عليه الشَّفاعةُ(متفق عليه).

قال رسول الله: إن أقربكم مني   يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي  صلاة ومن صلى علي يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة.                              

قال  : أكثروا عليَّ من الصلاةِ في كلِّ يومِ جمعةٍ ،فإنَّ صلاةَ أُمَّتِي تُعرضُ عليَّ في كلِّ يومِ جمعةٍ ،فمن كان أكثرهم عليَّ صلاةً كان أقربهم مِنِّي منزلةً  .

قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي: هذا إخبار. يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”هذا تشريف لنا،و في اللهِ وملائكتِهِ كفايةً،فأمَر المؤمنين بالصلاة على النبي ،لِيُثِيبهم عليها. فهي من  أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين،وسائر العبادات ليست كذلك. ومن يصلي على نبينا  فهو من المومنين لأن الخطاب الالهي  موجه إليهم “يا أيها الذين آمنوا” ومن لا يصلي عليه فهو من المسلمين وكفى ،قال تعالى ” قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا”فالصلاة على نبينا تستوجب الفضل .فما شغل الله تعالى العوالم ،كلها علوية أو سفلية ,ملكية أو ملكوتية، إلا بأعظم الطاعات، وأفضل القربات ،ومنح المصلين عليه بما أكرم به الذاكرين،والتالين لكتابه من عظيم الاجر .

نقول في التشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله تعالى وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام معرف بالالف واللام ليشمل جميع مراتب السلام مقرونا بالرحمة والبركة التي تليق بمقامه الشريف ،ومقدما له صلى الله عليه على نفسك وعلى جميع عباد الله لأن النبي “أولى بالمومنين من أنفسهم” إذ لولاه ما اهتديت،ولا عرفت كيف تكون الصلاة لله، ولا الصلة بالله. فتأمل كيف وأنت في صلاتك بين يدي الله تسلم على حبيبه وتستحضر وساطته .

قال الشيخ القفَّال في فتاويه: ترك الصلاة يضر بجميع المسلمين ،لأن المصلي يقول:اللهم اغفر لي وللمومنين والمومنات،ولابد أن يقول في التشهد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،فيكون مقصرا في خدمة الله ،وفي حق رسل الله،وفي حق نفسه،وفي حق كافة المسلمين ،ولذلك عَظمت المعصية بتركها انتهى .

ونقل عن الترمذي أنه قال من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه جميع المسلمين في الصلاة فليكن عبدا صالحا.

و الصلاة على النبي تقوم مقام الشيخ المربي ولكن بشروط ذكرها أهل التصوف:

الاول :إذا لم يوجد شيخ ببلد الطالب .

الثاني : الكثرة الحقيقية،لا مطلق ورد يومي أو ليلي كالمائة أو المائتين ،و الكثرة هو ما أشار إليه الشعراني ” في العهود المحمدية “،يقول :….. فكان ورد نور الدين الشوني كل يوم 10000 صلاة، وورد الشيخ الزواوي أربعين ألف،انتهى..وذكر صاحب خبيئة الكون أن ورده كان 70000 من الصلاة يوميا.

الثالث : الحفاظ على الشريعة ظاهرا وباطنا من فرائض ونوافل واجتناب المحرمات.                                                                                                                                     

قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي: هذا إخبار. يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً : هذا تشريف لنا ,فالصلاة على نبينا تقاوم العدل وتستوجب الفضل .فما شغل الله تعالى العوالم ،كلها علوية أو سفلية ,ملكية أو ملكوتية، إلا بأعظم الطاعات، وأفضل القربات،ومنح المصلين عليه بما أكرم به الذاكرين والتالين لكتابه﴿وَتُسَبِّحُوهُ﴾ . قال  ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله ولم يصلوا على نبيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة “(احمد)،وهذا يقتضي أن الصلاة عليه شرط. فلنجتهد ,فكيف يطمع في الوصول من ليس معه محصول

 اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى ءاله وصحبه.

خاتمة:الخير كل الخير في الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.

تسعى لإمتثال أمر ربك” ياأيها الذين ءامنوا صلواعليه”.أكثر من  الصلاة  وأحسنها.

تسعى أن يصلي عليك رب العالمين   أكثر من الصلاة عليه ،وأحسنها .

تسعى الى القرب من رسول الله ،أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

تسعى أن تنال شفاعته  أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

تسعى أن يذكر اسمك بين يديه  أكثر من الصلاة عليه،وأحسنها.

تسعى أن تكون أولى الناس به يوم القيامة  أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

تسعى أن يكون لك نور يوم القيامة .أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

تحب أن يكفى همك، ويغفر ذنبك، أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

تريد أن لا تذل بحضرته،إذا ذكر  اسمه ،أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

تريد أن تصلي عليك الملائكة ،أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

تحب أن تستجاب دعوتك،وتقضى حوائجك،أكثر من الصلاة عليه، وأحسنها.

ترجو أن تمر على الصراط بدون مشاكل ،أكثر من الصلاة عليه وأحسنها.

محمد بن المبارك نوفمبر 2018  الموافق ل ربيع الأول 1340

حصل المقال على : 1٬761 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد