فلا عَيْشَ في الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً

توحيد المقربين هو “أحد،أحمد” أو “أحمد ،محمد” أي لا يرون في الكون إلا الصفة والموصوف بها وهو ما عبر عنه الشيخ المرسي بقوله:لوغاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين

في اسم “أحــمــد” ظهرت ميم الدوائر الكونية،وأشار ألف “أحمد”الى كونه فاتحا ومقدما لأن مخرجه مبدأ الحروف وأشار ميم “محمد” إلى كونه خاتما مؤخرا لأن مخرجه ختام المخارج فهو الظاهر الذي لا يعرف والباطن الذي لا يجهل﴿وهو الحق من ربهم﴾ كما أن العدد 1 هو لبرج الحوت،وبرج الحوت مائي﴿وجعلنا من الماء كل شئ حي)فما في الوجود إلا حي،فسرُّ الحياة سار في جميع الموجودات، كذلك الواحد سار في جميع الأعداد،والألف سار كذلك في جميع الحروف فتأمل .إنما لم يظهر الواحد بإسمه في الأعداد وكذلك الألف في الحروف وظهرا بمعناهما إذ لولا معناهما لم يوجد لهؤلاء عين ولو ظهر بإسمه لم يوجد لهم عين، فالعشرة هي واحد تكرر 10مرات ،والعدد 1000 هو 1 تكرر ألف مرة ، و أي حرف بسطته إلا وفي باطنه الألف فظهر الواحد بمعناه لا بصورته .أ =1 م= 40 بعدد الدوائر الكونية ويرمز الى ظهور الحقيقة المحمدية في مراتب الوجود.

لهذا،لا ابن عربي .ولا الجيلي لم يعتبرا الواحد من الأعداد،ولم يقع الاختلاف بين المشارقة والمغاربة فيما يخص حساب الجمل إلابعد “الميم والنون” من “كلمن”. نون = 50+ 6+50= 106 = أحمد + أحمد ، فتدبر.

والميم تلتقي عندها الشفتين ،وفي الفاتحة إلتقت الشفتين 19 مرة عند الميم، أي عدد “حروف البسملة، والتي هي طلسم “أحمد محمد.

فهو النبي الأعظم ،والنورالأتم ،والقهرمان الأفخم وهو الكعبة التي تطوف بها قلوب العارفين والمغناطيس الجذاب لأرواح الخلائق اجمعين .

فالحقيقة المحمدية سارية في كل ذرات الوجود سريان الماء في الأشجار وسريان الواحد في الاعداد، وهو ما عبر عنه بلبل الحضرة المحمدية ابن الفارض بقوله:

يقولونَ لي صِفْهَا فأنتَ بوَصفها●خبيرٌ أَجَلْ عِندي بأوصافها عِلم

صفاء ولا ماء ولطف ولا هوى●ونور ولا نار وروح ولا جسم.
وقال اخر:
قالوا أتنسى من تهوى فقلت لهم ●يا قو م من هو روحي كيف أنساه

وكيف أنساه والأشياء به حسنت ●من العجائب أن ينسى العبد مولاه
الله تعالى وملائكته يصلون على النبي صلاة مستمرة دائمة ،فمن العجائب أن تجد مسلما لا يصلي على النبي.ومن العجائب أن يدعي  اخر محبته صلى الله عليه وسلم وهو لا يعرف حقيقته ولا قدره ومقداره العظيم ؟ فهو وسيط برزخي ونور إلهي .وأول العابدين.

قال تعالى ﴿فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾(ولم يقل ويسلموا سلاما بل السلام مع تسليم الأمور له صلى الله عليه وسلم).

 فليس في الوجود من له خاصية الحل والربط، والنقض والإبرام إلا مولانا رسول الله فهو برزخ عظيم بين المخلوقات وربها، ومن خاصية البرزخ أن لا ينزل شئ إلا عليه ولا يصعد إلا إليه، فمعاملة الخلق في الحقيقة كلها معه..

فاسعى الى الفناء في حبه،والسكر بقربه،وإياك أن تعيش صاحيا والخمرة الازلية بجنبك،بل فيك .اسكربها فهي خمرة خلقت قبل أن يُخلق الكَرْمُ ،فلاعارٌعليك ولا إثم. ألم تسمع العارف الكبير ابن الفارض يقول:

فلا عَيْشَ في الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً ● ومَن لم يَمُتْ سُكْراً بها فاته الحزم

حصل المقال على : 13 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد