فذكر فإن الذكرى تنفع المومنين

وامحمداه،وامحمداه

قال الله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).فصراطه هو المحجة البيضاء والحنفية السمحاء. صراط صاحب الشرائع الاحمدية والشريعة المحمدية، خير الانام المبعوث للخواص والعوام ،عليه أفضل الصلاة والسلام.

يا عشاق مراتب الكمال ،ومحبي حضرات الجمال،ألزموا غرز الحبيب المختار، وتعلقوا بأعتابه آناء الليل وأطراف النهار، فلا طريق في الظاهر غير طريقه،ولا سبيل في الباطن غير سبيله، ومن اتى البيوت من غير الابواب، فيجب رده الى اسطبل الدواب.

فالشريعة رداؤه،والطريقة إزاره، والحقيقة عمامته،.فلا سبيل إلى نيْل السعادة الكبرى، معرفة الله دنيا واخرى،إلا بوسيلته ،ولا وصول إلى المقامات العليا إلا بواسطة. فكل وليّ إنما يستمطر سحابها من فيض نبوته،وكل من ظنّ غير ذلك فعروجه هبوط،وصعوده سقوط،.

فتعلقوا بجنابه الرفيع،وتمسكوا بجاهه المنيع ،واتبعوا شريعته،واسعوا الى معرفة الكثير عن حقيقته،فهو صلى الله عليه وسلم نور الانوار،وسر الاسرار،وروح الارواح، إشربوا من كؤوس محبته شرابا تنتعش به أرواحكم،وتتنوربه أشباحكم ،ويابشراه ويا سعداه إن استقرت النبوة في باطنكم ،فكانت سمعكم وبصركم…ويكون صلى الله عليه وسلم فيكم عِوضاً منكم عنكم،وتشرق أرض وجودكم ،بنور شمسه المحمدية الاحمدية، التي إذا أشرقت لا تغيب، ولله در شهيد التصوف القائل:

طلعت شمس من أحب بليل = فاستنارت فما لها من غروب

إن شمس النهار تغرب بالليـــ= ــل وشمس القلوب ليس تغيب

من أحب الحبيب طار إليه= اشتياقا الى لقاء الحبيب

ألزموا بابه،وحطوا جباهكم بأعتابه،ألحقوا قطرة وجودكم ببحر نبوته،أعرفوا أسرارها،واسكروا بخمر حقائقها ،ونقبواعن سحر أنوارها ،تيهوا في فيافي خبايها وخفاياها، ليكن الحبيب صلى الله عليه وسلم قبلة أرواحكم وكعبة أشباحكم.

فعليكم بسيدنا محمد،عليكم بسيدنا محمد،ألزموا غرزه ينكشف لكم الوعاء الذي لم يبح به ابو هريرة ،والإمداد ياتي على قدر الإستعداد.

شمرعلى ساعدي الإجتهاد والمجاهدة،وليكن هجيرك(إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ).

وكلما صفا الصوفي ،صفا قلبه،وانعكست فيه الأسرار،وصار محلا لاستقرار الأنوار،ألا ترى أن الزجاج أصله رمل كثيف،ثم لما صفا وزالت عنه الكدورات، كل شيء قابله ظهر فيه.

(فذكر فإن الذكرى تنفع المومنين)

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد