فاطمة تاعلاّت الهلالية

فاطمة تاعلاّت الهلالية…،رابعة زمانها (ت 10 شوال 1207 للهجرة)
نسبها:
ذكرت كتب التاريخ التي تناولت سيرة هذه المرأة المشهورة بسوس ب”تعلاّت” أن اسمها الحقيقي هو: “فاطمة بنت محمد” من بني عْلاَّ الهِلالية، رابعة زمانها، كانت- رضي الله عنها- عالمة عجيبة الحال، من الصالحات القانتات الصابرات الخاشعات، الذاكرات لله كثيرا العابدات، قد انتشر صيتها وعمّ بلاد السوس والغرب، وأثنى عليها الناس وفشا ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة في جميع الناس.[1]
عُرفت هذه الولية- رحمها الله تعالى- بالصلاح والتقوى، حتى اشتهرت برابعة زمانها، وأُثرت عنها كرامات كثيرة، شهد لها بذلك كله أكابر العلماء العاملين، وأهل الخير والمحبة والدين، من ذلك أن الشيخ العالم، الخاشع الناسك، الغارق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم سيدي محمد بن الصالح، الملقب بالمعطي البجعدي كتب إليها يسلم عليها ويطلب منها الدعاء، وناهيك من يخص مثل هذا الرجل الكبير بالسلام ويطلب منه الدعاء.[2]
من كراماتها:
قال عنها الفقيه محمد بن أحمد البوقدوري: “ومن كرامات هذه الولية الصالحة أن الفقراء الناصريين يزورونها كل عام في أول فبراير، فإن أجذبت السنة صلوا صلاة الاستسقاء، وإلا فلا، وكانوا يبيتون فيها ليلة الجمعة، ويحيون تلك الليلة بالموعظة والذكر، وكانوا فيها مرة، ولم يكن عندهم خبز، وقد أتوا بالمزاود مملوءة بالدقيق، وليس ثمّة من يخبز لهم الدقيق، ونصبوا القدور، وطاب اللحم، وأجمع رأيهم على أن يجعلوا العصيدة، وأتوا بالمزاود، ووجدوا ذلك الدقيق صار كسكسا بفضل الله”.[3]
ومن كراماتها أيضا، ما حكاه الرواة عن زوجها، حين أراد أن يمشي إلى الحج، فقالت له هذه الولية: “إذا هاج البحر واشتدت الرياح ولم تستقر السفينة فنادني باسمي”، فنهَرها ولم يبال بكلامها، ثم إنهم اشتد بهم البحر والريح ذات يوم، وتلاطمت الأمواج، وأيسوا من الحياة وأيقنوا بالغرق، ثم تفكر تلك الكلمة التي قالتها له هذه الولية، فناداها باسمها، فرآها قادت السفينة تمشي فوق الماء، حتى قطعت بهم البحر بلا مشقة ولا محنة.[4]
ويخصص الحسن عبادي في كتابه “الصالحات المتبرك بهن في سوس” (2004) حوالي أربع صفحات للولية الصالحة لا لا تاعلات “رابعة زمانها (التي) كانت من الصالحات القانتات الصابرات الخاشعات، الذاكرات ،العابدات قد انتشر صيتها وعم بلاد السوس والغرب، وأثنى عليها الناس وفشا وذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة في جميع الناس”.

وفاتها:
توفيت- رضي الله عنها- سنة 1207ھ، بعد وفاة السلطان المولى يزيد العلوي بسنة، حيث توفي سنة 1207ھ، وكانت معمرة ومسنة حيث عاشت قرنا كاملا حتى تجاوز عمرها أكثر من 110 سنة…، ويقام إزاء ضريحها موسم ديني حافل، أسس عام 1255ھ، ، ينظم مطلع شهر مارس الفلاحي ويبتدئ يوم الثلاثاء لتختتم يوم الجمعة . وقد كان هذا الموسم زاخرا بتلاوة كتاب الله عز وجل، ومليء بالطلبة يأتون إليه من كل فج عميق، ويعكفون على قراءة القرآن ليل نهار، وما زال إلى يومنا هذا…[5]
ذكر الفقيه البوقدوري أن السيدة تاعلات تركت قصائد شعرية أمازيغية سوسية، في موضوع التوسل والإرشاد ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، أنا لم أقف عليها. ضريح لالا تاعلات يوجد (حوالي 60 كلم جنوب أكادير بدائرة آيت باها، لا يمكن للوافد إلا أن ينبهر بجمالية النقش والزخرفة التي تغطي سقف الضريح وجنباته، فيما نصبت عند مدخله خيمتان صغيرتان واحدة للرابطة المحمدية للعلماء وأخرى لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بينما تحلقت حوله كالعقد مقرات لأزيد من 90 مدرسة عتيقة من مختلف الأصقاع وما يربو عن 40 خيمة تأوي طلبة العلم الوافدين على الموسم.

الهوامش
[1]- طبقات الحضيكي، محمد بن أحمد الحضيكي (ت1189ھ-1775م)، تحقيق: أحمد بومزكو، ط1، 1427ھ-2006م، 2/592.
[2]- المصدر السابق.
[3]- تاريخ قبائل هلالة بسوس المسمى: “إتحاف أهل البدو والقرى بسلالة زينب الكبرى، ص: 287-289.
[4]- الصالحات المتبرك بهن في سوس، الحسن العبادي، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، ط: 1425ھ-2004م، ص: 58-59.
[5]- المصدر السابق، ص: 60.
منقول

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد