عليكم بسيدنا محمد إلزموا غرزه
الصلاة على سيدنا ومولانا محمد ،هي من أشرف العبادات ،وأعظم القُربات وأسرع الوسيلات لنيل رضى رب الأرض والسماوات. وُفِّقَ إليها أهل العناية وجعلها الله من أسباب نيل الولاية،ودليلا على الإيمان والهداية. قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً” فالصلاة على النبي هي العبادة الوحيدة ،التي يشاركنا فيها الحق سبحانه وتعالى وملائكته، وإن لم يكن فيها إلا هذا الفضل(مشاركة الحق) فهو كاف.” يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا” فالخطاب موجه للذين ءامنوا،فإن كنت من المصلين على مولانا رسول الله صلى الله عليه ،فأنت مومن حقا،وإلا فيحق عليك قوله تعالى” قُلْ لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ .قال صلى الله عليه ” لن يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله، وولده والناس أجمعين” فلا محبة للنبي دون الصلاة عليه،ومن أحب شيئا أكثر من ذكره ،فمابالك بالنبوة والتي هي شأن، فاجتهد أن تكون من زمرة المصلين على نبي الله ،من فئة أحبوا الحبيبب المختار،وتبعوا شريعته ،وتعلقوا بالصلاة عليه ،آناء الليل وأطراف النهار، ولزموا سبيل جنابه، ولازموا بابه ،وحطوا جباههم بأعتابه ،ولحقوا قطرتهم ببحر نبوته،ففنوا في أسرارها،وبـُهتوا بسحر حقائقها.فهم تائهون حيارى سكارى في فيافي خبايها وخفايها .هي قبلة أرواحهم وكعبة أشباحهم. فعليكم بسيدنا محمد، عليكم بسيدنا محمد، عليكم به .إلزموا غرزه فكل من تعلق بأذياله، ووقف بأعتابه فقد أصاب الدليل و سعد، وكل من هام في حبه إنكشفت له غوامض أيات التنزيل ،والإمداد ياتي على قدر الإستعداد.إلزم غرزه ينكشف لك الوعاء الذي لم يبح به أبوهريرة .ومن طلب الله من غير سيدنا محمد فقد أتى البيوت من غير الأبواب ، يجب رده إلى إسطبل الدواب.فهم الجاهلون وإن عقلوا،والصم وإن سمعوا، والعمي وإن أبصروا،والخرس وإن أفصحوا . فعليكم بسيدنا محمد إلزموا غرزه