علم الأسماء الإلهية
يقول الشيخ الجيلي قدس الله سره ،في كتاب النقطة
فأما علم الأسماء: فهو منقسم إلى أربعة أقسام.
القسم الأول: هو علم تفصيل حقائقها ،وتميّز ما هو ذاتي منها عن الأسماء الصفاتية. القسم الثاني: هو علم تجلياتها المخصوصة بالشأن الإلهي. القسم الثالث: هو علم مواقع نجوم تلك الأسماء في أفلاك السماوات الإنسانية. القسم الرابع: هو علم القدر الذي هو حظّ الإنسان الكامل من التجلّي بحقائق تلك الكمالات كلها أو بعضها أو بعض كل منها أو كل الكلّ، أو ذلك لا يجوز أو هو جائز،وهل يمتنع عليه منها شيء أو ما ثمّ مُمتنع،وما هو المراد بنا منه.انتهى.
قال رسول ﷺ: إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة،وهو وتر يحب الوتر”
من أحصاها، قال البعض أن معناه من حفظها،وبعض المستشرقين كانوا يحفظونها.فإحصاؤها كما يقول الجيلي: العلم بحقائقها ومعرفة ماهو ذاتي منها وما هو صفاتي،ومعرفة كيف يكون التجلي بها،وكيف يسير الكون تحت سلطانها،وعلم القدر .وهذه العلوم مرتبطة بمقام الختمية ومن شروطها،كما يقول ابن عربي الذي بمجرد تنصيبه من طرف مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،في مقام الختمية،طلبها يقول(خطبة الفتوحات): قمت مقنعا خجلا ثم أيدت بروح القدس فافتتحت مرتجلا:
يا منزل الآيات والأنباء ●● أنزل علي معالم الأسماء
حتى أكون لحمد ذاتك جامعا ●● بمحامد السراء والضراء
بمحامد السراء والضراء” أي معرفة الاسماء الإلهية،الجلالية والجمالية. ويقول في معرض جوابه على السؤال 3″من اسئلة الحكيم الترمذي (بالتصرف)قد يُعلَم سِرّ القدر وتَحكّمه في الخلائق.وقد أعْلِمنا به،فعَلمنا بحمد الله. فإن مظاهر الحق في أعيان الممكنات،المُعبّرعنها بالعالَم،هي آثار القدر،وهي علامة على وجود الحق، ولا دليل أدَلّ على الشيء من نفسه: فلَم يُعلَم الحق بغيره، بل عُلم بنفسه.انتهى.
وسر القدر مرتبط بالاسماء الإلهية كما يقول الجيلي في القسم الرابع.
وفي زمننا الكثير ممن يدعون الختمية،ولايعرفون حتى كيفية زجر اسم من الأسماء الإلهية للذكر به. لأن الذكر بالأسماء الإلهية يحتاج زجرا عرفانيا،كي تزيل منه الجلال ،وتبين مقصودك من الذكر به،هل تريد التحلي أم التخلي أم التجلي،أو تريد الترقي في المقامات،أم أنك تقوم به لطلب دنيوي،أو لمواجهة عدو ،أو لرد بلاء.