عكاظ المعرفة 4

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. 

الحقيقة المحمدية مجهولة عند اهل الكشف والشهود فلا الملك عرفها ولا الانبياء والرسل عرفوها ولا الاولياء وصلوا الى حقيقتها “ماعرفني حقيقة غير ربي” قال تعالى”فان تولوا فقل حسبي الله ” فإن تولواعن معرفتك فقل حسبي الله خلقني نورا فاستحالت الاحاطة  بجملي وتفاصيلي.
الحقيقة المحمدية نائبة عن الحق تعالى في الكون الالهي،وهي الظاهرة لأهل الكشف والشهود وهي السارية في كل الموجودات سريان الماء في الاشجار وهي برزخ بين الحق والخلق وهي أعرف المخلوقات بالله وتحلت  بجميع الاسماء الالهية وهذه  الحلل  ألبستها صفات الربوبية .يقول ابن عربي:” فإذا كوشف الإنسان على الإنسان الكامل ورأى الحق في الصورة التي كساها الإنسان الكامل يبقى في حيرة بين الصورتين لا يدري لأيتهما يسجد     الكون راجع الى الوسيط البرزخي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي له وجهة حقية ووجهة خلقية ،هو وجه الله المشهود في ذرات الوجود “فأينما تولوا فثم وجه الله “فكل صورة في الوجود لها وجه يرجع بها الى إسم من الأسماء الإلهية “ياأيها الناس أنتم الفقراء الى الله” وما في الوجود شئ لا يفتقر اليه لأنه ليس في ملك الله العبث فما في الوجود إلا مقتضيات الأسماء الإلهية ونحن نسميها أفراح وأتراح وأمراض فما في الوجود إلا الحسن والجمال ولا يرى هذا الا من كشف له عن باطن الأواني وإطلع على ما وراء المعاني ولايزال السالك يتقوى في الشهود حتى لا يرى الا وجهه المشهود وهو الذي عبروا عنه بجمع الجمع . فالفرق أدب الشريعة والجمع أدب الحقيقة
فقول القائل هو الظاهر في المظاهر إشارة الى الحقيقة المحمدية لا إلى الذات الإلهية ,تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فللَّه تعالى الغنى المطلق حتى عن أسمائه وصفاته ،هي الظاهرة في شؤون الوجود . 

                .يقول ابن عربي في  الباب 360:……..فخلق الإنسان الكامل على صورته ونصبه دليلاً على نفسه لمن أراد أن يعرفه بطريق المشاهدة لا بطريق الفكر الذي هو طريق الرؤية في آيات الآفاق وهو قوله تعالى”سنريهم آياتنا في الآفاق”ثم لم يكتف بالتعريف حتى أحال على الإنسان الكامل الذي نصبه دليلاً أقرب على العلم من طريق الكشف والشهود فقال أهل الشهود كفانا ألم تر إلى ربك كيف مد الظل فذكر الكيف، والظل لايخرج إلا على صورة من مده منه، فخلقه رحمة، فمد الظل رحمة واقية، فلا مخلوق أعظم رحمة من الإنسان الكامل……انتهى فالانسان الكامل ظل الله ولا مشاهدة الا لهذا الظل
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 934 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد