بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الغني عن كل من سواه ، المفتقر اليه كل ماعداه،نحمده على كل ما انعم به علينا وأسداه ،فلا معطي لما منع ،ولا مانع لما أعطاه ،ولا مضل لمن هداه ،ولا هادي لمن اتبع هواه. أخرجنا من العدم الى الوجود وأكرمنا بسيدنا محمد أفضل كل والد ومولود والصلاة والسلام على هذا النبي عظيم الجاه البشيرالنذير السراج المنير صاحب المقام المحمود والحوض المورود ،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ، وعلى اله وصحبه اجمعين . السلام عليكم ورحمة الله.
موضوعنا حول عظمة النبوة المحمدية.
اعلم ايها المحب لهذا النبي الكريم الباحث عن تفاصيل جمل قدره العظيم ان قدرسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عظيم وانه افضل الخلائق على الاطلاق ملكا وملكوتا ظاهرا وباطنا . قال تعالى ” لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ” فالنور هو نور النبوة لأن الواو عطفية والعطف يقتضي التغيير فالكتاب المعطوف على النورهو القرءان فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نور من الله قال تعالى “قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين” فالاولية ثابتة له صلى الله عليه وسلم أولية في العبودية وفي الوجود وهذا بلا شك يقتضي كذلك أولية في الافضلية
قال تعالى”وما ارسلناك الا رحمة للعالمين” وكونه صلى الله عليه وسلم ارسل رحمة للعالمين ،يقتضي ان يكون اول العالمين،واعظم العالمين، و افضل العالمين .وقد نبهنا الحق تعالى الى ان التقضيل بين الرسل وارد بالنص القرءاني قال تعالى”تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض” .
أما قوله صلى الله عليه وسلم، لاتفضلوني على يونس بن متى ،إنما قصد في القرب أي لا تفضلوني في القرب من الله،وهذا لتنزيه الله عن المكان وعن الجهة ،فالحق تعالى لم يكن قريبا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين كان في مقام ” قاب قوسين او ادنى” ولم يكن بعيدا من يونس بن متى وهوفي ظلمات بطن الحوت.
فتفضيل سيدنا محمد على جميع الانبياء وارد ،لقد صلى بهم صلى الله عليه وسلم بجسمه الشريف المولود من ام واب في بيت المقدس ولايخفى عليك فضل الامام على المأموم، وبلغ صلى الله عليه وسلم في اسرائه الى سدرة المنتهى وهومقام يبين علو مكانه ومكانته وعلو نبوته وخلافته فكانت الخلائق كلها تحت نعله الشريف وسلطان خلافته المنيف بما فيهم كبار الملائكة وجميع الانبياء ,كما ان حديث الشفاعة يدل دون ادنى شك على عظمة هذا النبي الكريم وقربه من رب العزة تعالى. فهو سيد ولد ادم ولافخر كما ورد في الحديث ،ولا فخر لأن السيادة ،سيادة النبوة مطلقة وذاتية لها وغيره من الانبياء نبوتهم بالجعل ،فالشخص لا يفتخر بماهو ذاتي له فلا تقول انا انسان وافتخر، او انا اتنفس وافتخر .
ولا بأس ان نورد شهادة بعض غير المسلمين في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال “مايكل هارت” مؤلف كتاب العظماء مائة وأعظمهم محمد: إن اختياري محمداً، ليكون الأول ،في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي. فهناك رُسل وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أوشاركهم فيها غيرهم،أو سبقهم إليها سواهم، كموسى في اليهودية،ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها،وآمنت بها شعوبٌ بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها،ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها .
أما المفكر والشاعر الفرنسى «لامارتين» فى مقدمة كتابه «تاريخ تركيا – الجزء الثانى،فيقول: «إذا كانت الضوابط التى نُقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة ،لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أيًا من عظماء التاريخ الحديث بالنبى محمد فى عبقريته، فهؤلاء المشاهير صنعوا الأسلحة، وسَنُّوا القوانين، وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم».
ويتابع «لامارتين» قائلاً: «لكن هذا الرجل «محمد» لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ،ويقم الإمبراطوريات، ويحكم الشعوب ويُروض الحكام فقط، إنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ، ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة».
يقول المستشرق الإنجليزى جورج برنارد شو، فى كتابه «محمد» الذى أحرقته السلطات البريطانية خوفًا من تأثيره: « أن خير ما فى حياة النبى أنه لم يــــَدَّع سلطة دينية سخرها فى مأرب دنيوي،ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يَحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى».
ويضيف برنارد شو «لو تولى أمر العالم اليوم، لَوُفِقَ فى حل مُشكلاتنا بما يؤمِّن السلام والسعادة التى يرنو البشر إليها ، و يجب أن يُسمى منقذ الإنسانية..
و يقول الأديب الروسي تولستوي“ومما لا ريب فيه أن النبي محمد كان من عظماء الرجال المصلحين، الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة بأكملها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ،ومَنَعها من سفك الدماء، وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرُّقي والمدنية، وهذا عمل عظيم لا يقوم به شخص مهما أوتي من قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال”.كما اختار تولستوي مجموعة من أحاديث الرسول الأكرم “صلى الله عليه وسلم” بلغت 64 حديثًا وضمنها كتابه قال “غوته” شاعر ألمانيا الشهير معجباً بالقرآن والنبي “محمد” صلى الله عليه وسلم : “كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي، فهو كتاب الكتب وإني أعتقد هذا كما يعتقده كل مسلمـ فلم يَعْتر القرآن أي تبديل أو تحريف، وعندما تستمع إلى آياته تأخذك رجفة الإعجاب والحب،وبعد أن تتوغل في دراسة روح التشريع فيه لا يسعك إلا أن تعظم هذا الكتاب العلوي وتقدسه،وظني أن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية،وإننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلي ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد،وقد بحثت في التاريخ عن مثلٍ أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي العربي محمد فانتبه نور الله قلبي وقلبك وضاعف في هذا النبي حبي وحبك الى عظمة هذا النبي الكريم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.