عدم مشروعية الذكر ب”هو”هُوَ”العائد على غائب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا  ومولانا محمد صاحب الشرائع الأحمدية والشريعة المحمدية وعلى اله وصحبه .

دخلت”هو”على اسم الجلالة الله﴿هو الله﴾،في تسعة ايات من القرءان المجيد.ودخلت على اسم الجلالة بالإشارة في 81 آية،كقوله تعالى﴿الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة﴾.وقوله تعالى﴿وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم﴾…كما دخلت على باقي الاسماء الإلهية﴿ وهو العليم الحكيم﴿وهو اللطيف الخبير﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾…ودخلت على الربوبية في عدة ايات﴿هو ربي﴿هو ربكم﴾.وعلى الاسم الموصول”الذي”﴿هو الذي بعث في الأميين﴾…ودخلت على كلمة القرءان،والكتاب بالإشارة في أربعة عشرة آية كقوله تعالى﴿إن هو إلا ذكر للعالمين﴿وننزل من القرءان ما هوشفاء﴾ …ودخلت على الرسل والأنبياء في 12 آية منها واحدة  الضمير فيها عائد على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم﴿والَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ﴾أي محمد هو الحق،وعلى سيدنا ابراهيم﴿هو سماكم المسلمين من قبل﴾وسيدنا لقمان ﴿وإذقال لقمان لإبنه وهو يعظه﴾ودخلت على الفوز والفضل﴿هو الفوز العظيم،﴿هو الفضل المبين﴾ودخلت بالإشارة على الشئ المعلوم،والمجهول في 37آية﴿ أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هوخير﴿وماهو بمزحزحه﴿ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير﴾وعلى الإنسان المسلم في 40 آية كقوله تعالى ﴿من أسلم وجهه لله وهو محسن﴿من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن﴾ودخلت على الكافر بالاشارة في 56 اية منها﴿فيمت وهوكافر فاؤلئك حبطت أعمالهم﴿ثم هو يوم القيامة من المحضرين﴾﴿إن شانئك هو الابثر﴾. وجاءت “هو“في3 ايات إشارة إلى ابليس﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾.﴿فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾.واثنان في حق فرعون﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ ﴾﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾وجاءت تشير الى العذاب﴿بل هوما استعجلتم به﴾والى البشرى ﴿هوخير مما يجمعون﴾.ووصل عدد الهوية إلى 480 على وفق قراءة نافع ومن وافقه على ذلك، وزيدت واحدة في قراءة عاصم في سورة الحديد ،قوله تعالى﴿الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد﴾وعند نافع﴿ومن يتول فإن الله الغني الحميد﴾.ولو كانت الهوية دالة على الله ما قبلت الزيادة أو نقصان.فلن تجد بالقرءان كله اختلاف بين عاصم ونافع من حيث اسم الجلالة “الله”.وهذا البحث يبين لكل لبيب أريب أن الهوية مشتركة بين الرب والمربوب وبين الصالح والطالح.الكون كله اخذ نصيبه منها واذا تدبرت الايات التي ذكرت فيها الهوية،ما ذكرت منها،ومالم اذكره،لوجدتها قد جمعت بين الإطلاق والتقييد كما اشارت الىاللطافة والكثافة ،الى الخاص والى العام ،الى الظاهر والباطن ،ولا أحد من العارفين أصحاب مراتب الوجود كابن عربي والجيلي أوالكتاني قد اشار الى دائرة وسماها دائرة”هو”او الهوية (1) كما أن أصحاب الوحدة المطلقة(مقام جمع الجمع بلا فرق) أمثال ابن سبعين الذين لايرون في الكون الا الصفة”أحد أحمد” لم يكن ذكرهم هوَ،هو،هوَ،هو…بل عُرفوا بذكر خاص بهم وهو”ليس إلا الله، ليس إلا الله،ليس إلا الله..”فسموا بالليسية.وبما أن إبليس وفرعون لهما حق في الهوية،لم يرد ذكرها في فاتحة الكتاب. فالذكر بـالهوية ،هُوَ هُو هُوَ هُو هُوَ هُو… ليس له مكان في المعرفة الصوفية لأنها مشتركة كما قلت مع كل المخلوقات لو قلنا”هو الله”عوض هُوَ  هُو هُوَ هُو ،لصح ذكرنا.

والسور التي خلت منها”هو”بلغت 39 سورة،وأكبر عدد من الهوية ذكر في سورة الانعام (40مرة) . والهوية جاءت قبل اسم الجلالة﴿هـو الله﴾ تسعة مرات،وفي هذه الحالة فهي لا تعني ضمير الغائب بل تشير إلى أن الذات الإلهية في كنه لا يصله أحد ،وإنها غيب مطمطم،هي حجاب للذات.أما عندما جاءت بعد اسم الجلالة ﴿الله هـو﴾فهي تشير إلى بسائط الأسماء الإلهية التي تحت هيمنة اسم الجلالة “الله”وسياق الاية يُظهرها،كقوله تعالى﴿إن الله هو يقبل التوبة عن عباده﴾أي بساط اسمه تعالى”التواب”هو المكتب (إن شئت)الذي يتسلم ملف توبتك،ويعرضه على اسم الجلالة الله فعندماتقول يا الله تب علي فأنت تتضرع الى اسمه تعالى التواب ووساطة النبوة تشير إليها (عن) الواردة في الاية ولم يقل تعالى(من عباده)”تعرض علي اعمالكم”. وقوله تعالى ﴿إن الله هو مولاه﴾ أي مولوية سيدنا رسول الله تنتمي لدائرة أعلى كما أن “هو”هنا تلعب دور البرزخ الفاصل بين الرب (الله) والمربوب ( محمد رسول الله).أماقوله تعالى﴿إن الله هو السميع البصير﴾”هو”هنا تعني ان الذات الإلهية غيب ,وأن سمعه وبصره سبحانه وتعالى لا يشبه سمعنا وبصرنا فهو يسمع ويبصر بغير حاسة.وفي قوله تعالى﴿رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ العظيم﴾حذفت (هو) قبل الفوز العظيم لأن الهوية تُـمـَلِّكُ الشئ لصاحبه،وحذفها يقتضي الإرسال للعموم ،أي اعمل واجتهد تكن معهم .أما في قوله تعالى﴿إن هذا هوالفوز العظيم﴾فتعني أن هذا الفوز العظيم هو خاص بأصحابه.قال تعالى﴿وأن الله لهو خير الرازقين﴾دخول لام التوكيد على الهوية تُرجع الرزق كله إلى الله تعالى ،فلا رازق الا الله، وكل منفق إنما ينفق من مال الله﴿وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه﴾وأن الخزائن مـملؤة. قوله تعالى﴿والذي هو يطعمني ويسقين وإذامرضت فهويشفين﴾الهوية هنا تشير إلى الاشتراك الذي أَشَـــرْتُ إليه ،فالله يطعمك ويسقيك,وأبوك يطعمك ويسقيك،وإذا مرضت فالشافي هوالله، والتعلق بالأسباب واجب(الطبيب والدواء)لذا جاءت الهوية تشير إلى الوسائط.اما في قوله تعالى ﴿والذي يميتني ثم يحيين﴾حذفت(هو) لأن الأمر لايحتاج إلى وساطة أحد،فالله سبحانه وتعالى هو الذي يحيي ويـميت﴿وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾الموت سبق الحياة هنا،ومن معانيه الكفر،من ليس بمومن فهو ميت،والايمان حياته. فكل من هديته الى الاسلام فقد أحييته.﴿وأنه خلق﴾حذفت “هو”لأن الخلق بيد الله وحده لا دخل لأحد.

و”هو”ليست اسما جلاليا ولاجماليا ،ولا من اسماء الافعال ولا من اسماء الصفات ولايـمكن أن يدل على الذات الإلهية بتاتا(فالهوية مشتركة)وليست اسم الله الاعظم (كما ظن البعض) ولايـمكن زجرها (وكل الاسماء الالهية تحتاج إلى زجر للذكر بها (2))،وليس لها مقتضى خاصا في الكون الإلهي إطلاقا للاشتراكية التي ذكرت،مقتضاها يرجع الى سياق الاية.وحكمها الى الاسماء الالهية،عندما يكون سياق الكلام عن حقائق الالوهيةكقوله تعالى﴿وهو العليم الحكيم﴿وهو اللطيف الخبير﴾.فعندما نقول ياشافي،فنحن نطلب الشفاء أي مقتضى هذا الاسم وكذلك عندما تقول يا لطيف أو ياهادي …والذاكر باسم الجلالة الله الله الله ،فكأنـه يذكر الله بجميع الاسماء 98 الباقية أما عندما تقول :هُوَ هُو هُوَ هُو…فماذا تريد؟،وأي مقتضى تطلب؟ وإلى أي دائرة ترجع؟  وهي ليست من الاسماء الحسنى﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه﴾ربما كان هذا من الالحاد في الاسماء.قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم” ان لله  99 اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة “ولم يرد ذكر الهوية في القرءان مع حقائق الالوهية إلا وتبعها التفصيل والبيان(3) إما بجملة إسمية أوجملة فعلية﴿قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾فجاء باسمه الرب واسمه الوكيل.﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَإِلَـهَ إِلاَّهُوَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ﴾فتبعها التوضيح ب﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.وقال﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوموقال﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ لا إله إلا هو يحيي ويميت﴾فرب السموات والارض ،الإله الذي اشارت إليه”هو”من صفاته أنه يحيي ويـميت لتزيل الإلتباس( فالهوية مشتركة).قال تعالى﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو﴾ولم يقل شهد الله أنه “هو”. فجاءت الهوية  للحصر،وجاء اسم الجلالة للبيان.وهذه شهادة الحق،والملائكة ،والعارفين فتأمل كيف جاءت الهوية لتفصل بين الله والملائكة فكانت الواو عطفية و”الهو”فصَلَت الالوهية عن  دائرة الملائكة،وأهل العلم عن شهادة الله، فشهادة الله غير شهادة الملائكة، لأن الله أعرف بنفسه من الملائكة.قال تعالى﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ولم يقل تعالى هو الاول وهو الاخر وهو الظاهر وهو الباطن،لأن أوليته عين اخريته،وبطونه عين ظهوره من حيثية واحدة أنه واحد .قال تعالى﴿الله لاإله إلا هو له الاسماء الحسنى﴾فكلما وردت الهوية تبعهتا الاسماء الحسنى للتفصيل و إزالة اللبس،لأن الاسماء الحسنى اسماء تدل على صفات فاسمه تعالى الرحمن اسم يدل على صفة الرحمانية،والهوية ليست كذلك.واذا قبلنا الذكر ب”هو”فلماذا لا نجز كذلك الذكر ب”الذي” قال تعالى﴿سبحان الذي4مرات﴿ وتبارك الذي5 مرات، فقامت” الذي” مقام الجلالة اشارة .

قال تعالى﴿هو الذي في السماء إله وفي الارض إله وهوالحكيم العليم﴾تأمل كيف جاءت  الهوية عند قوله﴿هـــــــــــــو الذي في السماء إله﴾لأنه لم يَدَّعِ الألوهية أحد من أهل السماء،وتأمل كيف حذفها سبحانه عند ذكر الارض﴿وفي الارض إله﴾ لأنها مشتركة ،ولم يقل وهو الذي في الارض إله.تأمل ،ففرعون قال﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾.وهذه  دليل كافي للذاكر العاقل اللبيب ليفهم أن الذكر ب”هو”لايصح (والعصمة في كلام الله).فكما حذفها الله عند ذكر الارض وأهلها،فاتركها ولا تكن أسير تقليد أحد ،ولا تكن من أصحاب وحدة الوجود الجاعلين الله عين الاشياء وهوية كل شئ.إني لك من الناصحين .قال تعالى﴿قل الله ثم ذرهم﴾وما قال” قل هو ثم ذرهم” الله اسم دال على الذات.وقال جل شانه﴿لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾(الانعام 124).وهذه هي الوحيدة التي تبعت جلالة اخرى اشارة الى مشروعية الذكر باسم الجلالة”الله”.قال صلى الله عليه وسلم:”لاتقوم الساعة حتى لايبقى من يقول الله الله “ولم يقل صلى الله عليه وسلم حتى لايبقى من يقول هو.هو (والعصمة في كلام الصادق الامين ).

وبعد الإستدلال بآيات الله وتحكيم كتابه .أقول بعدم مشروعية الذكر ب”هو“ومن قال بجواز الذكر بها ،فليدحض هذه الحجج و ليأتي بـحججه، وليبين لنا:لما لم يُذكر”هو” مع الاسماء الحسنى 99 هل هي (أي الهوية)اسم مدبر لدائرة كونيه كباقي الاسماء ؟ أم هي دائرة لوحدها ؟وبما تفيد الذاكر بها ؟ أهي للتخلق ؟ أم للتعلق،أم للتحقق ؟ أم هي للترقي ؟وما حكم الذاكر بها وهي مشتركة بين الرب والمربوب (وإبليس اللعين وفرعون لهمانصيبهما فيها)؟ولماذا تقدمت ،وتأخرت عن اسم الجلالة دون غيرها من الاسماء ﴿هـو الله﴾﴿الله هـو﴾ هذه لوحدها تقول لك أنا لا أصلح للذكر أنا حجاب للالوهية ؟وهل هي اسم جلالي أم جمالي ؟ وهل يمكن زجرها ؟ وهل لها ملائكة موكلين بها ؟وهل يمكن تعريفها ونقول”الهو“(قال الـــهو في كتابه العزيز )؟وهل هناك تجل بها  لن تجد من يجيبك على هذه الاسئلة.بل كلما هنالك ،طريقة تقلد طريقة.شيوخ تدفع،ومريدين تبلع.وكفى.

1= تطرق للدوائر الكونية الشيخ الاكبر ابن عربي و الامام الجيلي والشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني وشيخي رحمهم الله .عددها عند ابن عربي33 دائرة.أما عند الجيلي والكتاني فعددها 40 دائرة ،ورآى شيخي أن عددها 45 دائرة ،ولكل دائرة اسم مدبر، وكلُّ عارف ومشربه.
ابن عربي لا يجيز الذكر بالهوية إلا لخاصة الخواص،أي ليست ذكرا للعوام (انظر  الفتوحات ج 4 ص148).وخاصة الخاصة هم من مقامهم القطبانية،ومقام المشاهدة ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ فلا يرون في الكون الا التجليات الالهية،فهذا المحقق أن ذكر :هو هو …فلا يرى”هو”غير الله وتجلياته.

ومن كان مكثرا الذكر ب”هو” اي يوميا وبأعداد كبيرة،هذا الذكر يـُــنـتج تناقضا في باطنه فتجده يصلي ويتعبد ومع ذلك تصدر منه أفعال وأقوال مخالفة للشرع.

2= الذاكر بالأسماء الإلهية المفردة ينبغي له معرفة كيفية زجرها خصوصا منها الأسماء الجلالية  وإن لم يزجرها فلن يسلم من جلالها،ويكون أول متعرض لمقتضاه.اسمه تعالى “الله” هو رئيس الاسماء الالهية،ولا يزجر بل يُقَدِّم الذاكر به ما يسميه أهل الله:الدعاء المرتب على اسم الجلالة وكذلك الذكر بالبسملة الشريفة .الأذكار بالاسماء المفردة وبالبسملة تفتح البصيرة وتقوى الإدراك وترفع المقام،ويجب مراعاة الأعداد ،فليس لكل عدد سرا باطنيا ،فالحق تعالى جعل عدد السور القرءانية 114 وعدد اسماء الله الحسنى 99وذُكر اسمه تعالى الرحمن بالقرءان57 مرة ،وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسَبّحَ اللهَ دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ،ونحمده ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ،ونكبره ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ،ونقول تَمَامَ الْمِائَةِ: لَاإِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ،وهذا لسرٍ.وليس من باب الصدف، ويجب مراعاة هل تختم الإسم بالجزم أم بالرفع  اللهُ ،أم اللهْ، يا لطيفُ،أم يالطيفْ.والطريقة الصوفية الوحيدة حسب علمي التي كانت تذكرب (ياأحد)  هي الطريقة الكتانية.                                                                          كان أحد العارفين وهو سيدي رحال البدالي (من الابدال) يذكر اسمه تعالى ياسريع دون زجر فلم يتسقربه المقام في مكان،يتنقل من شرق المغرب الى شماله ومن غربه الي جنوبه.                           ولابد للمريد الذي قضى عقدا من الزمن مع طريقة ما، ان يستشير شيخه في الذكر بالأسماء المفردة، فهي ترقي مقامك،وتشحن باطنك،وترقق توحيدك أي تخرجك من دائرة ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾فانظر كيف جمع لهم بين الشرك والايمان.                      كان الشيخ زروق من الشيوخ الذين يكثرون الذكر بالأسماء المفردة،لأن الفتح تعطل عليه كثيرا..

3= تحكي الرواية الشفوية ان الشيخ الجزولي صاحب دلائل الخيرات كتب أول ما كتب في دلائله:ياهو يامن لاهو إلاهو”فرآى في المنام قائلا يقول له اضف إليها يامن لا إله إلا هو ،أي قل :ياهو يامن لاهو إلاهو،يامن لا إله إلا هو..لأن قوله الأول تشم فيه رائحة وحدة الوجود.. وقوله يا من لااله الا هو،بين  الكلام،و أشار أن المقصود هو الإله الواحد.وحسب حكاية شفوية اخرى أنه كتب أول ما كتب :”حتى أعرفك حق معرفتك” فرآى في المنام قائلا يقول له اضف اليها:كما ينبغي أن تعرف به فأصبحت:”حتى أعرفك حق معرفتك كما ينبغي ان تعرف به. إذ لا أحد باستطاعته ان يعرف الله حق معرفته .

هذ الموضوع كتبته سنة 2008,وقد سبق وأن أنزلته ببعض المنتديات الصوفية ولم يلق ترحيبا كبيرا ، بل سبا وشتما،لأن الاخوة الكرام لايحكمون عقولهم ،ولا يبحثون عن الحجة والصواب ولو كان في كلام خصومهم ،بل يقلدون شيوخهم ,وشيوخهم قلدوا من سبقهم وهكذا فأصبحت المسألة من المسلَّمات.يقول ابن خلدون: التقليد إحياء للموتى.
واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه. محمد ابن المبارك .   

حصل المقال على : 2٬606 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد