صيد الخاطر 6: إن الباطل كان زهوقا

قال تعالى : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا[ ص: 182 ] كونه صلى الله عليه وسلم أرسل “سراجا منيرا” يقتضي أن الوجود كان في ظلمة ،إما ظلمة العدم السابقة للوجود، أي حالة الرتق التي سبقت الفتق، وبعدها الخروج من وجود علمي الى وجود عيني . أو ظلمة الجهل والجاهلية وعبادة الاوثان التي كانت سارية.

            وهذا السراج المنير مازال منيرا وشاهدا على الكون كله، لأن حضور الشاهد واجب، فالنبوة حاضرة وشاهدة وللكون مراقبة وناظرة. وهكذا ورثته صلى الله عليه وسلم في كل زمان،هم أنوار أزمنتهم بسراجيتهم المقتبسة منه صلى الله عليه وسلم ،كل على قدر قامته ومقامه.فكل الابصار تدرك النور ولكن لا تدرك حقيقة هذا النورالموروث منه صلى الله عليه وسلم الا اصحاب البصائر. خصوصا والشياطين متربصة بكل باب يدخل منه الحق وتتجلى فيه الحقيقة،تشوش على الداخل فيري أصحاب الهمم الضعيفة،المعدوم موجودا،والجهل علما، والحق باطلا…فالباطل لا يحارب نفسه.

        أما السبل التي باطنها باطل، فالشياطين تزين لأصحابها صورتها، وتحبب لهم سلوكها. سبل ظاهرها صواب وباطنها خراب بل بعض السبل ظاهرها كذلك خراب.

أما الخيام فإنها كخيامهم= وأرى نساء الحي غير نساءها

ومن تمعن النظر رآى أن هناك مخالفات للكتاب والسنة.

قال الجنيد القواريري “علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ” وقال آخر” كل فتح لا يشهد له الكتاب والسنة فليس بشيء” . وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا”…زهق :أي زال واضمحل ولم يثبت،وزهوقا صيغة فعول وهي للمبالغة.

حصل المقال على : 128 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد