قال ابن العريف الصنهاجي الاندلسي،وهو أول ولي دفن بمدينة مراكش ,في كتابه محاسن المجالس: ليس بين الله وبين العباد نِسبة إلا العناية،ولا سَبب إلا الحُكم،ولا وقت إلا الأزل،وما بقي فعمى وتلبيس. انتهى
ويستثنى من هذا الكلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الدي بينه وبين مراتب الوجود الاولية العليا مناسبة ومجانسة .
أما المناسبة فكونه نور من الله.قال تعالى﴿قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞوَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ﴾والواو ،واو العطف تقتضي المغايرة فالشيء لا يعطف على نفسه،وبالتالي الكتاب المبين هو القرءان،والنور الذي من الله،وهو نبوة مولانا سول الله صلى الله عليه وسلم ،وقال تعالى(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ)ولم يقل يهدي بهما لأنها حقيقة واحدة،لها وجهتان،وقال صلى الله عليه وسلم “أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر“. فهذه هي المناسبة كونه صلى الله عليه وسلم نور إلهي من الأحدية الصرفة .
أما المجانسة فهي الاصطحاب الذي تم في البسائط الأولية حيث لا زمان ولا مكان بين النور المحمدي والاسماء الالهية،هذا الاصطحاب خوَل للنور المحمدي بأن يتحلى ويتخلق،ويتحقق ويتجلى بالأسماءالإلهية . كما كان هناك “في نفس الزمان” اصطحاب مع الفيضة القرءانية فلبس النور المحمدي حلل الأحمدية،قال تعالى (يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا و نذيرا وقرءانا) فهو صلى الله عليه شاهد ،وبشير،ونذير وقرءان . فكان صلى الله عليه قرءانا يمشي.
وهناك اصطحاب ثاني تم في عالم الظهور في المعراج بين الصفة والموصوف أي بين النور المحمدي الازلي،وبين محمد العبد الحقاني المولود من أم وأب،وهذا الاصطحاب اضفى نورانيته على محمد البشري،فصار نورا لايحط الذباب على ثيابه،يرى من خلف كما من امام،ويرى بالضوء كما بالظلام،فهو نور ويرى بنوره ،وبهذا النور رأت الصديقة عائشة رضي الله عنها الابرة التي سقطت منها. وبما أن هناك مناسبة ومجانسة،تولى الحق تعالى الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم .عندما نسب المشركون أنبياءهم إلى السفه والجنون كل نبي أجاب عن نفسه، قال سيدنا نوح عليه السلام (ياقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين) وكذا قال سيدنا هود عليه السلام.ولما قال فرعون (إني لأظنك ياموسى مسحورا) قال سيدنا موسى عليه السلام (قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا).
أما الحبيب صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى هو الذي تولى جوابهم عنه في كتابه.بعدما اتهموه بأنه شاعر،وأنه كاهن،و أنه مجنون،وقال تعالى(وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولابقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين)وقال تعالى(ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون)وقالوا في القرءان أنه اساطير الاولين(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا) فرد عليهم تعالى (قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما) وقال تعالى(وما هو إلا ذكر للعالمين) واتهمو ه صلى الله عليه وسلم أنه تعلم القرءان من غلام نصراني،فرد عليهم تعالى أن القرءان أنزل بلسان عربي مبين (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان
عربي مبين)
فسيدنا محمد له وجهة حقيقة نورانية هو نور إلهي ووجهة بشرية حقانية بشرمثلنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بضعة رسول الله