روى مسلم عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ان الله يفرح بتوبة عبده اذا تاب” وفرح الله تعالى عبارة عن تجل جمالي، فكل ما يرضي الرب تعالى يوصل الى ظهوراثار معاني الجمال ،وكذالك كل ما يغضب الله، يظهر تجليات الجلال،فالغضب الالهي تجل جلالي كما جاء في حديث الشفاعة-: فإن الله قد غضب غضباً لم يغضب قبله ولم يغضب بعده مثله. فالفرح والغضب والضحك المنسوبين في الحديث لله تعالى إنما هي تجليات جمالية وجلالية ،وكذا ما ورد في القرءان الكريم : الاستهزاء (الله يستهزيء بهم) والمكر(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) والكيد…كلها صفات بشرية راجعة على الوجهة الخلقية لمرتبة الألوهية،أما الذات الالهية فمنزهة عن كل وصف او نعت ..يشبهها بالمخلوقات
قال تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًايُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾فانظر كيف الاستغفار فعَّل تجليات جمالية :(يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين….)والدعاء كذالك يفعل عطاءات إلهية جمالية .وورد في الاثر أن قراءة سورة الواقعة تمحي الفقر…والاكثر اخراجا للمقتضيات الجمالية هو الصدقة .
…. يقول ابن عربي في (باب حضرة الجبروت وهي للاسم الجبار)
“هوأن الحق بين الخلق وبين ذاته الموصوفة بالغنى عن العالمين فالألوهة في الجبروت البرزخي فتقابل الخلق بذاتها وتقابل الذات بذاتها…. ويضيف …… فالذات الإلهية لايصلح في حقها سوى صفات السلب،أما الأوصاف الثبوتية فإنها تشبهها بالمخلوقات .الصفات الثبوتية تتعلق بمرتبة الألوهية والكون لا تعلق له بعلم الذات أصلا وإنمامتعلقة العلم بالمرتبة وهو المسمى الله {ج 1/ صفحة 160}….. يقول في مكان اخر من فتوحاته “فاعلم أن الكون لا تعلق له بعلم الذات أصلاً وإنما متعلقه العلم بالمرتبة وهو مسمى الله .الذات المجهولة العين والكيف وعندنا لا خلاف في أنها لا تعلم بل يطلق عليها نعوت تنزيه
فالصفات التي تفيد التشبيه لا تصل الذات الإلهية إنما هي متعلقة بحضرة الألوهية
هذه الحضرة التي كما أوردناه ظهرت بصفات بشرية