اسراء بالنور الحقاني واسراء بالعبد النوراني. قال تعالى”سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصا” والاسراء لايكون إلا ليلا أي لو قال تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الاقصا) لكان يفيد بأنه ليلا.مع ذالك قال “ليلا”،فاليل هنا ليل العدم،حيث اسري بالنور المحمدي،في عالم البطون من الاحدية الى الألوهية. والعارفون بالله يسمون الأحدية العدم أو التعين الاول.وكلمة “سبحان”مصدر، والمصدر مطلق، لايتقيّد بالزمن بخلاف الفعل،سَبِّح’ يسبح” سَبَّح”..فهو تسبيح مطلق قبل خلق المسبحين،وهو دليل على وجوده صلى الله عليه وسلم قبل القبل، فإسراءه في عالم البطون،هو انتقال النور المحمدي من الأحدية إلى دائرة الالوهية،حيث الاصطحاب مع الاسماء الالهية،ومع الفيضة القرءانية،وقال تعالى”بعبده“لأن العبدية هي اول مرتبة اتصفت بها النبوة المحمدية قبل وجود الصفة النبوية أوالرسالية(قل إن كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين).
الصفة النبوية أوالرسالية تقتضيا وجود من ينبئهم ومن أرسل إليهم.وبعد الاصطحاب ظهرت المقتضيات القرءانية والأسمائية،أي ظهر الوجود.وكلمة “الاقصا” كتبت مخالفة للغة العربية بألف ممدودة.ولم يكن آنذاك أي حين اسرى بسيدنا صلى الله عليه وسلم مسجداً والاقصا تعني البعيد،لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام ،فهو الاقصا في زمن ظهورالاسلام،أما في زمننا فهناك مساجد أقصا وأبعد منه.
فهناك اسراء قبل القبل للنور المحمدي من الاحدية الى الألوهية. واسراء للجسم المحمدي الى المسجد الأقصا والذي هو البيت المعمور،
وهذاهو سبب مخالفة رسم الأقصا للرسم الإملائي،وفي كل اسراء كان الاصطحاب، في عالم الظهورالنبوة هي التي رافقت محمد المولود من أم وأب،إلى عش وكرها فرآى صفته مجسدة “رأيت ربي في صورة شاب أمرد” فرجع الى أهله أحمد هو محمد،ومحمد هو أحمد،الصفة عين الموصوف بها ،وعندما حقق الشيخ محمد الكتاني رحمه الله هذا السر،صلى على الاحمدية:اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا أحمد.هو أول من صلى على الاحمدية،وأول من أشار الى الاصطحاب ،ومن سماه الاصطحاب.
قال تعالى (إن الذي فرض عليك القرءان لرادك الى معاد)ومعاده صلى الله عليه وسلم هو(المكان)الذي إلتقى فيه بصفته، ووقع الاصطحاب بينهما في الازل قبل القبل.
فهناك اسراء بالنورالحقاني،واسراء بالعبد النوراني،ولهذاجاء التأكيد ب(ليلا)”بعبده ليلا“.ولهذا ورد الاسراء في سورة الاسراء منفصلا عن المعراج الذي ذكر في سورة النجم
وكان الاسراء بالعبدية،لفتح الباب لأولياء الأمة المحمدية فكان للفحول منهم،اسراء بأرواحهم
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه