صلحاء مدينة صفرو
1= الشيخ الحسن اليوسي
هو الحسن بن مسعود بن محمد، أبو علي،نور الدين اليوسي (1040 – 1102 هـ = 1630 – 1691م) فقيه مالكي أديب،ينعت بغزالي عصره.من بني(يوسي) (1) بالمغرب الأقصى.تقلب في عدة مناطق مغربية طلبا للعلم والمعرفة،فحل بمنطقة دكالة ومراكش وسوس قبل أن يقصد الزاوية الدلائية في سنة (1060هـ) ويستقر بها مايربو عن عشرين سنة،طالبا للعلم أولا،ومتصدرا لمهمة التدريس ثانيا.ثم قدم إلى مدينة فاس عام(1079هـ)ليتقلد منصب التدريس بجامع القرويين ثم بالمدرسة المصباحية.ولم يبرح مدينة فاس حتى حدود سنة 1084هـ، واشتهر،حتى قال العياشي(صاحب الرحلة)فيه:(من فاته الحسن البصري يصحبه فليصحب الحسن اليوسي يكفيه)وحج عام(1101هـ).
توفي أبو الحسن بعد فترة قصيرة من عودته من المشرق في 15 ذي الحجة سنة 1102ه الموافق ل11 شتنبر 1691م.وتم دفنه بصفرو،وبعد مرورعشرين سنة، نقل رفاته إلى مقر الزاوية الحالية بقرية سيدي لحسن بصفرو،وقبره مزارة كبرى..
شيوخه
أخذ عن: محمد بن ناصر الدرعي، وعبد الملك التجمعوتي، وعبد القادر الفاسي، وغيرهم
وتأثر منهجه التدريسي بشيخه محمد ابن ناصر، شيخ الزاوية الناصرية الشاذلية بتمكروت (ت 1085هـ)، في تلقين العلوم؛ وهي منهجية تقتصر على تفهم النص وتحليل الشرح. وقد دعا له شيخه ابن ناصر قائلا:«جعلك الله عينا يستقي منك أهل المشرق والمغرب»
تلامذته
أخذ عنه : أبو العباس أحمد بن مبارك، وأبو سالم العياشي،وأبو الحسن النوري، وأبو عبد اللّه النوري ،وأبو عبد الله التازي،وأحمد الولالي،ومحمد العربي القادري،ومحمد بن عبد السلام بناني،وأبوعبد الله بن زاكور،والحسن بن رحال المعداني، وعلي بن أحمد الحريشي،وآخرون
كتبه
ألف العلامة اليوسي كتبا عديدة تجاوزت الأربعين مؤلفا بعضها ما زال مخطوطا. من تلك المصنفات:
1 – (المحاضرات – ط) = (محاضرات اليوسي) في الأدب طبع ب فاس 1317 هـ
2 – (زهر الأكم في الأمثال والحكم) كتاب في الأمثال والحكم، لم يكمله طبع في الدار البيضاء سنة 1401هـ
3 – (قانون أحكام العلم وأحكام العالم وأحكام المتعلم – ط) ويقال ( قانون العلوم) رتبه على ثلاثة أبواب وخاتمة في أحكام العلم وأحكام المتعلم وفوائد في معنى ذلك.طبع ب فاس 1310 هـ و 1315 هـ وطبع سنة 2003 م ب دار المدار الإسلامي – بيروت تحقيق جمعة الفيتوري
4 – (حاشية على الكبرى للسنوسي) (4) – مطبوع باسم الحاشية على عمدة التوفيق، سنة 2003 م دار المدار الإسلامي – بيروت تحقيق جمعة الفيتوري
5 – (نفائس الدرر في حواشي شرح «المختصر») في المنطق – طبع سنة 2003 م ب دار المدار الإسلامي – بيروت تحقيق جمعة الفيتوري
6 – (القصيدة الدالية – ط) وشرحها المسمى :
7 – (نيل الأماني من شرح التهاني – ط) وهي قصيدة نظمها تهنئة لشيخه أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي وشرحها – طبعت القصيدة وشرحها في مطبعة الكوكب الشرقي الإسكندرية سنة 1291هـ والمطبعة الميمنية 1332 هـ
8 – (ديوان شعر – ط) بفاس
9 – (مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص في تفسير كلمة لا إله إلا الله): كتاب في علم التوحيد، طبع ب فاس 1327هـ
10 – (منح الملك الوهاب فيما استشكله بعض الأصحاب من السنة والكتاب – خ) ويقال (فتح الوهاب فيما استشكله بعض الأصحاب من السنة والكتاب) في الرباط (618 جلاوي). كتاب في علم التفسير، مخطوط بالخزانة الوطنية.
11 – ( تذكرة الغافل)
12 – ( حاشية على «تلخيص المفتاح») للسكاكي
13 – ( الدر المصون)
14 – (القول الفصل في الفرق بين الخاصة والفصل)
15 – (فهرسة) لشيوخه
16 – (الكوكب الساطع في شرح جمع الجوامع) ويقال (البدور اللوامع في شرح جمع الجوامع) في أصول الفقه للسبكي، لم يكمله، قال صاحب الصفوة: لو كمل هذا الشرح لأغنى عن جميع الشروح
17 – (عقد جواهر المعاني في مناقب الغوث عبد القادر الجيلاني): في علم التصوف.
18 – (منظومة في العبادات) توجد مخطوطة بالخزانة العامة، في علم الفقه.
19 – (كتاب فيما يجب على المكلّف أن يعرفه من أُصول الدين وفروعه)
20 – (رسالة على قول خليل في «المختصر»: وخصصت نية الحالف)
21 – (رسائل أبي علي الحسن بن مسعود اليوسي)، تأليف فاطمة القبلي.
______________
(1) في صفوة من انتشر 206 (نسبته إلى بني يُوسي – بالضم – ،قبيلة في عداد برابر ملوية، وأصله اليوسفي نسبة إلى يوسف جدهم،إلا أنهم يسقطون الفاء من يوسف كما هي لغة أهل تلك النواحي).( الأعلام للزركلي)
(2) قال صاحب فهرس الفهارس (اليوسي المتوفى عام 1102 وما في عجائب الآثار للجبرتي من أنه مات عام 1111 غلط).( الأعلام للزركلي)
(3) يلاحظ اختلاف النسخ في اسم المقبرة التي دفن بها،وفي مخطوطة اقتنيتها أخيرا من (مناقب الحضيكي) أنه دفن في قرية (تمَزَزَيْت) مشكولة بفتح التاء وسكون الميم وفتح الزايين وسكون الياء، من قرية (صفرو)وأنه نقل بعد عشرين عاما إلى موضع آخر. ( الأعلام للزركلي)
(4) محمد بن يوسف السنوسي الأشعري له كتابان في العقيدة : العقيدة الصغرى ( المسماة «أم البراهين»)،وشرحها في العقيدة الكبرى (المسماة «عمدة التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد»)
كتب المصنف بالموقع 1. المحاضرات في اللغة والأدب
2. زهر الأكم في الأمثال والحكم
تكملة
بعد وفاة السلطان المولى الرشيد سيرحل أبو الحسن اليوسي إلى مدينة مراكش التي سيمكث فيها إلى سنة 1684م،والجدير بالذكر أن اليوسي أقام بحي المواسين حيث المسجد السعدي الشهير،وأسس فرعا للزاوية الناصرية بحي رياض العروس..
عانى أبو الحسن اليوسي العزلة والوحدة بمدينة مراكش من الوحدة، نحس بذلك في قول اليوسي في “المحاضرات”:”إن قلبي موزع في البلاد كلها، جزء منه يوجد بمراكش في شك مريب، جزء آخر يوجد في خلفون، بمنطقة على وادي أم الربيع، وأخر في مكناس مع كتبي،جزء آخر في فازاز،وآخر في ملوية بين أهلي. وجزء آخر في الغرب بين أصدقاء بالحواضروالقرى. يا ربي لم شملهم جميعا، فأنت القادر على ذلك، ولا أحد سواك يستطيع ذلك.ياربي ضعهم في مكانهم”. وقد فجع اليوسي وهو في مراكش بخبروفاة العالم الكبير سيدي عبد القادر الفاسي..
وفي سنة 1684م سيعود أبو الحسن اليوسي إلى فاس في فترة حكم السلطان المولى إسماعيل،وهناك أتم تأليف كتابه “المحاضرات”،وقد دعاه المولى إسماعيل العلوي للإقامة في البلاط سنة 1685م،فاكتسب بذلك وضعا اعتباريا متميزا في عهد السلطان المذكور.وتجدر الإشارة إلى أن أبا الحسن اليوسي أقام فترة من الزمن في الحاضرة المصرية، والطريف أنه لم يأتي بأي إجازة من علماء مصر..
==============
2= سيدي علي بوسرغين.
الشريف الإدريسي الذي رحل من السراغنة وأقام بصفرو
عاش في القرن 16
يعرف ضريح سيدي علي بوسرغين، في قمة جبل صغير يطل على مدينة صفرو عن بعد حوالي 3 كيلومترات، في فصل الصيف حركة دؤوبة تبلغ مداها في شهري يوليوز وغشت.ويقصده الزوارمن مختلف المدن المجاورة للتبرك على أمل تجاوز عقبات يواجهونها في الحياة. وتبرز النساء ضمن الفئات الأكثر إقبالا على زيارة هذا الضريح.
وإلى جانب زيارة ضريح سيدي علي بوسرغين، فإن الزوار يقصدون كذلك مواقع مجاورة للتبرك، منها :
3= للارقية : والتي تقصدها الراغبات في الزواج،
4= مولاي عبد القادر الجيلالي : وهي مواقع لا وجود لمعطيات تاريخية حولها.
5= سيدي بومدان
6= سيدي أحمد التادلي،
وتتميز صفرو بتاريخها المتعدد الذي صنعه تعايش الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية عبر التاريخ.وبالرغم من أن هذه الخصوصيات أصبحت ذكريات من الماضي،إلا أن أطلالها لازالت حاضرة في أحيائها العتيقة. وإلى جانب مقابر اليهود والمسيحيين ومعابدهم وكنائسهم،فإن المدينة تعرف حضورا كبيرا للزوايا والتي تتميز مقراتها وسط المدينة العتيقة بصغرها،لكنها على العموم تتشكل من فضاء للصلاة،ومدرسة لحفظ القرآن وفضاء مفتوح،وذلك إلى جانب صالة لاجتماعات المريدين.ومن أبرز هذه الزوايا زاوية مولاي علي الشريف والتي أحدثت من قبل السلطان مولاي عبد الله في سنة 1728 لاستقبال علماء تافيلالت بالمدينة، وزاوية سيدي محمد بنعيس والتي أسست في القرن 18م لاحتضان أتباع عيساوة بالمدينة، وزاوية القنادسة والتي أسست في عام 1780 من قبل سيدي محمد بن بوزيان القندوسي، وزاوية سيدي لحسن بن أحمد، والتي تعد من أهم الزوايا بالمدينة، ويحج إليها أتباع الزاوية الدرقاوية للتبرك بضريح هذا الولي الذي شيد في القرن 18م،وزاوية سيدي الخضير،وأحدثت سنة 1830 من قبل الحبيب زرو،وكان من أتباع الزاوية الدرقاوية،وزاوية سيدي الغازي،وأسست بدورها في سنة 1831 من قبل أحد المنحدرين من عائلة هذا الولي.
كما تضم صفرو زوايا أخرى منها زاوية سيدي عبد القادر الجيلالي وزاوية سيدي محمد بن العربي والزاوية التيجانية والزاوية الكتانية والزاوية الصادقية. لكن أغلب هذه الزوايا لم يعد لها حضور في الساحة.